حالة نشاط فني كبير تعيشها الفنانة رانيا يوسف، التي تقوم بتصوير عدد من الأعمال الفنية حالياً، أولها فيلم "التاروت" الذي بدأت تصويره منذ أيام، والذي ستنتهي منه لتستكمل تصوير فيلمها المؤجل "ملك"، ثم تبدأ في عرض مسرحيتها "قمر الغجر"، كما تنتظر عرض مسلسلها "عالم تاني" المؤجل منذ فترة.
حاورنا رانيا يوسف، التي تحدثت عن تلك الأعمال وتفاصيلها، وتحكي لنا رانيا عن قصة فيلم "التاروت"، وسبب توقف تصوير فيلم "ملك"، وسبب عدم عرض مسلسل "عالم تاني" في رمضان الماضي، واستعدادها للوقوف على خشبة المسرح بعد غياب 20 عاماً، وعن حبها للمسرح ومدى تقديرها له، وكذلك لقاؤها بسمية الخشاب في عمل فني بعد 21 عاماً من آخر عمل فني جمعهما.. كل تلك التفاصيل في السطور القادمة.
تبدَئين تصوير فيلم "التاروت" فما قصته وطبيعة الشخصية التي تقدمينها خلاله؟
تدور قصة الفيلم بشكل مختصر حول 3 بنات تعرضن لحادثة معينة خلال حياتهن وبالتحديد في فترة الطفولة، وتؤثر هذه الحادثة على حياتهن بعد ذلك، وتؤدي إلى مجموعة من المشاكل والقضايا الإنسانية التي يناقشها الفيلم، وأنا أؤدي شخصية "ميري"، وهي فتاة رسامة، ونرى من خلال الأحداث كيف أن الحادثة التي تعرضت لها في طفولتها أثرت على مجرى حياتها بعد ذلك.
وما الذي جذبكِ لتقديم الفيلم أو الشخصية بشكل خاص؟
الفيلم يناقش قضية مهمة جداً موجودة في مجتمعاتنا الشرقية، للأسف، وهي أيضاً موجودة في المجتمعات الغربية، وبما أنني أُم ولدي بنتان، فهذه القضية تمسني بشدة وأردت تقديمها، وذلك لأن الفيلم يعرض تلك المشكلة ويناقشها، وأنا أحب أن أشارك في هذا الأمر.
تلك النوعية من الأفلام التي تناقش قضايا إنسانية لا تجد الإقبال في السينمات من الجمهور، ألا تتخوفين من هذا الأمر؟
أعدك بأن هذا الفيلم سيكون مصيره مختلفاً وسيلقى إقبالاً كبيراً من الجمهور، وذلك لأن عناصر الفيلم ناجحة، سواء من حيث السيناريو، وهو سيناريو رائع، وكذلك الإنتاج، بالإضافة إلى المخرج إبرام نشأت، الذي يحب مجموعة العمل، وصنع حالة جيدة داخل لوكيشن التصوير، ولديه رؤية مختلفة، ومدير التصوير أسامة بركات، وبالطبع عناصر التمثيل، فالفيلم يجمعني بسمية الخشاب وناهد السباعي، وكل هذه عناصر جيدة لإنجاح العمل.
آخر عمل جمع بينك وبين سمية الخشاب كان مسلسل "عائلة الحاج متولي" منذ 21 عاماً، فكيف هو شعورك بعدما جمعكما فيلم "التاروت"؟
العمل سيكون بمثابة نقلة لنا مثلما حدث في مسلسل "عائلة الحاج متولي"، وبالطبع سعيدة جداً لأنني وسمية في هذا الفيلم معاً، فهو بمثابة استعادة للذكريات القديمة، فنحن تقابلنا فقط للمرة الأولى في أول يوم تصوير في لوكيشن التصوير الرئيسي الذي سنظهر فيه نحن بنات الثلاث.
حينما يجمع عمل بين فنانتين فكثيراً ما تخرج شائعات حول خلافات بينهما، هل سنسمع ذلك في تصوير فيلم "التاروت"؟
أنا وسمية لا يوجد بيننا مشاكل، وتجمعنا صداقة منذ زمن "وبيننا عشرة"، ولا يوجد بيننا حالياً من لديها وقت أو جهد لعمل مشاكل وصراعات، كل منا أتت لهذا الفيلم لكي تعمل وتقدم ما هو مطلوب منها، ولأنها تحب دورها وتريد تقديمه على الشاشة، وأتمنى ألا يخرج "ولاد الحلال" بشائعات عن خلافات بيننا مثلما يحدث كالعادة.
ننتقل إلى فيلم "ملك"، لماذا توقف تصويره فجأة؟
فيلم "ملك" توقف قليلاً؛ لأنني سافرت خارج مصر بعد بداية التصوير، وكنا في بداية دخول شهر يوليو/تموز، وكانت الحرارة شديدة جداً، والفيلم من المفترض أن يتم تصويره بالكامل في البحر الأحمر، لذلك فكان من الصعب التصوير خلال تلك الفترة هناك؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فقررنا تأجيل التصوير قليلاً حتى تنخفض درجات الحرارة مع انتهاء الصيف، ونستطيع التصوير هناك دون أي مشاكل وفي أجواء جيدة.
وهل الفيلم يُصنف على أنه فيلم رعب؟
هو ليس فيلم رعب، وكلنا ينتمي إلى نوعية أعمال السايكو قليلاً، ونحن نرى شخصية "ملك" التي أقدمها في الفيلم تتعرض لحادثة في مرحلة عمرية معينة في بداية الفيلم تؤثر بعد ذلك على مجريات أحداث العمل.
مسلسل "عالم تاني" كان المفترض عرضه خلال شهر رمضان الماضي، فلماذا لم يعرض حتى الآن؟
السبب هو أننا بدأنا تصوير بشكل متأخر جداً فلم نستطِع الانتهاء من تصويره في الوقت المناسب، وذلك لأنني كنت مرتبطة بتصوير مسلسل "شارع 9″، والذي كان من المفترض عرضه في وقت معين، بالإضافة لارتباط زملائي في العمل؛ فراس سعيد وفريال يوسف بأعمال أخرى.
فالفنان يرتبط بأكثر من عمل في وقت واحد في موسم رمضان، كما هو معروف، لذلك تعارضت مواعيد التصوير مع بعضها بين المسلسلات، فلم ننتهِ من المسلسل في الوقت المناسب، وهذا ما أدى إلى عدم انتهائنا من التصوير في الوقت المناسب وجعلنا نخرج من موسم رمضان.
تعود رانيا يوسف للمسرح بعد غياب 20 عاماً بمسرحية جديدة، ما سبب العودة؟
السبب هو أنني اشتقت للمسرح بشدة، فأنا أعتبره أستاذي، وأنا قدمت من قبل 3 مسرحيات، مسرحيتين على مسارح الدولة وأخرى تابعة للقطاع الخاص، وكنت أتمنى العودة لتقديم عمل مسرحي مرة أخرى والوقوف على خشبة المسرح أمام الجمهور ورؤية رد فعلهم بشكل مباشر على ما يتم تقديمه في نفس اللحظة.
وما هي تفاصيل مسرحية "قمر الغجر" التي تعودين بها للمسرح؟
المسرحية اسمها "قمر الغجر" وهي مسرحية استعراضية وهذا ما شجعني على تقديمها، وسيتم عرضها على مسرح البالون، وهو الأمر الذي جعلني أشعر بالفخر لأني أشعر أن الفنان الحقيقي هو الذي يقف على مسارح الدولة، فأنا أسافر إلى إنجلترا أحياناً كثيرة بشكل خاص من أجل مشاهدة مسرحيات.
أشعر بالغيرة وأسأل نفسي لماذا لا نهتم بالمسرح مثلهم ولا يهتم الجمهور بالمسرح مثلهم، لماذا لا نقدم عروضاً جيدة كهذه، ولماذا لا يتمتع المسرح عندنا بقدسية كتلك التي أراها هناك، ففي المسرح ممنوع دخول الهواتف المحمولة، ممنوع الكلام، الجميع يركز مع العرض، الممثلون ملتزمون جداً، حالة رائعة وإبهار فني كبير، فهناك يوجد احترام كبير للمسرح وهناك تقدير لفنان المسرح، فأنا أشعر بالغيرة وأسأل نفسي لماذا لا يوجد كل ذلك لدينا؟
وما رأيكِ في اتجاه عدد كبير من الفنانات للمسرح مؤخراً؟
أنا أرى أن اتجاه الفنانات للمسرح حالياً شيء إيجابي جداً، لأنها تشد انتباه الأجيال الجديدة للمسرح، وهذا ضروري للأجيال الجديدة لأن الفن يرتقي بالإنسان، فأنت عندما تدخل عرضاً يبهرك من جميع النواحي؛ تمثيل وإضاءة وإخراج وكل شيء، تخرج من المسرح سعيداً كأنك كنت في حلم، ولكنه حلم حقيقي شاهدته.