حالة من الجدل حدثت على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت بطلتها المطربة المصرية آمال ماهر، التي أصبحت أخبار الحرب بينها وبين زوجها السابق تركي آل الشيخ أكثر من أخبارها الفنية.
هذه الحرب بدأت منذ سنوات، وهدأت حدتها مع الوقت، ولكنها مازالت مستمرة، فخلال اليومين الماضيين ظهر هاشتاج "آمال ماهر فين" دون أسباب ليتصدَّر مواقع التواصل الاجتماعي، مع منشورات تؤكد أن المطربة المصرية تم القبض عليها وحبسها في أحد السجون الصحراوية خلال الفترة الماضية، وشهدت طوال تلك الفترة تعذيباً جسدياً شديداً، وانهارت معنوياتها وساءت حالتها النفسية لتدخل في غيبوبة، وهو أمر عار تماماً من الصحة.
آمال ماهر لم تغادر منزلها..
وحسب مصادر صرَّحت لـ"عربي بوست" فإن آمال ماهر تقبع في منزلها وتمارس حياتها بشكل طبيعي، لكنها لا تستطيع العمل ولا التصريح، إذ إن زوجها السابق آل الشيخ متحكم فيها تماماً، بموجب عقد قامت بالتوقيع عليه، يجعله المتحكم الأول فيها كمنتج ومالك لكل تاريخها الفني، وبعلاقاته بالحكومة المصرية، لذلك تحاول آمال كل فترة استثارة عطف الجمهور للحصول على دعم في مواجهة تغول تركي آل الشيخ حسب المصدر. ويضيف المصدر المقرب "هذه المرة لم تكن كالمرات الماضية، فبعض الجمهور لم يتعاطف مع ماهر، إذ إن الاستغاثة الأخيرة التي أطلقتها، وبعد تعاطف الجمهور معها بشكل كبير، وتبنيهم حملات لمهاجمة الحكومة المصرية والدفاع عن حقوقها، خذلتهم وخرجت ببيان تطالب فيه الجمهور بعدم التدخل في حياتها، وكأنها لم تطلب مساعدتهم وكل ما تفعله الآن محاولة للخروج من عباءة تركي والعودة للحياة الغنائية مرة أخرى.
من جانبها، أصدرت نقابة المهن الموسيقية المصرية بياناً نفت فيه تلك الشائعات المتداولة، وأكدت فيه أنها تواصلت مع أسرة آمال ماهر، وأنها بصحة جيدة، حيث أوضح البيان أن النقابة اطمأنت عليها وعلى صحتها وأنها تعيش حياة هادئة بعيداً عن الصخب، وطالبت النقابة الجمهور بعدم تصديق الشائعات التي تتحدث عن خطف آمال ماهر وتعذيبها.
ليس بيان النقابة فقط هو المصدر الرئيسي في طمأنة الجمهور، فأحد الملحنين، الذين عملوا مع آمال ماهر في ألبومها الأخير، أكد أنه كان يتحدث معها منذ يومين وأنها بصحة جيدة وتمارس حياتها بشكل طبيعي، وبعض الفنانين الآخرين تحدثوا عن أنهم يعلمون بأنها موجودة في منزلها دون أن يوضحوا طريقة تواصلهم معها.. إذاً فلماذا ظهر هاشتاج "آمال ماهر فين"؟.. القصة بدأت منذ سنوات كثيرة.
2016.. بداية القصة
القصة بدأت عام 2016، بعدما خرجت بعض الأخبار التي تؤكد زواج المطربة المصرية من تركي آل الشيخ، الذي يشغل منصب رئيس هيئة الترفيه السعودية حالياً، وكان أبرز تلك الأخبار على لسان الإعلامي محمد الغيطي في برنامجه "صح النوم" على شاشة LTC، لتبدأ القصة في الانتشار.
تزوجت آمال من تركي آل الشيخ بشكل رسمي، وكانت الملكة المدللة للمطربات العرب، فقد قام تركي بتأسيس شركة خاصة لها وحدها؛ لتنتج لها أعمالها، وكانت هناك طائرة خاصة لتحركاتها، وحصلت على العديد من الهدايا القيمة والثمينة، المتمثلة في مبالغ مالية ضخمة ومجوهرات وسيارات وكل ما تتمناه أي سيدة، وما كانت تريده آمال تشير إليه فقط ليتحقق، ولكن انقلب الأمر بينها وبين تركي آل الشيخ ليتحول الأمر لعداوة، ولكن بعد فوات الآوان، فقد تعاقدت آمال مع تركي آل الشيخ على بيع نفسها له، حيث إن المسؤول السعودي كان قد قدم لها كل شيء، ولكنه في المقابل سحب منها كل شيء.
تركي كانت له شروط، فقد اشترط عدم تقديمها لأي حفلات خاصة، وأن يقوم هو بالإنتاج لها، وأن تتعاقد معه على إدارة كل أعمالها، واشترى حقوق كل أعمالها التي قدمتها سابقاً، وأصبح هو المتحكم الفعلي في كل ما تملك، لذلك انتهى الأمر عندما قامت بالتوقيع على هذا التعاقد الذي لم يكن به أي ثغرات.
مشاكل عائلية
بعد تأسيس تركي آل الشيخ لشركة خاصة لآمال ماهر لإنتاج ألبوماتها، جعل عمرو دياب يغني لها أغنية "برج الحوت"، وحصل عمرو دياب على مليون دولار مقابل غنائها وعدم تغيير أي حرف فيها، وأنتج لها الكثير من الأغاني، تم تسجيلها في ستديوهات خاصة في لندن ولوس أنجلوس، وأقام لها ستديو خاصاً في مصر، وقدَّم لها مزايا وعطايا كثيرة، ولكنها أرادت الانفصال عنه، لتبدأ الحرب.. خاصة أن تركي كان غاضباً قبلها لأن شقيقها حاول الاستيلاء على شركتها الخاصة، ولكنه فشل.
انفصال
بعد كل هذا رفضت آمال ماهر إكمال الطريق مع تركي، ظناً منها أنها حصلت على كل ما تريده، وأنها ستعيش حياة جيدة بما حصلت عليه من ورائه، ولكنها كانت مخطئة، لأن العقد كان مكتوباً بحرفية شديدة، والمسؤول السعودي يرتبط بعلاقات قوية مع النظام المصري، حتى أغانيها السابقة مع شركة "عالم الفن" قام بشراء حقوقها، لتقع آمال بين فكيه بشكل كامل، وبعد انفصالها عن تركي عام 2018 أعلنت خطبتها إلى أحد الأشخاص، ولكن بشكل مفاجئ، ودون سابق إنذار، ظهر اسم تركي آل الشيخ على الساحة مرة أخرى.
المطربة المصرية قامت بتحرير محضر ضد تركي آل الشيخ في منتصف عام 2018 حمل رقم 4410 جنح المعادي، واتهمت فيه المذكور بالتعدي عليها بالضرب أمام منزلها في منطقة المعادي، بعدما عاتبته؛ لأنه تحدث عنها بشكل سيئ أمام بعض المعارف، وطلبت منه الحضور لمنزلها لحل الأمر، فحضر إليها وقام بضربها، واستعانت بشهادة رجال الأمن، وأرفقت بالمحضر تقريراً طبياً يؤكد اعتداءه عليها.
عقاب تركي
تم نشر الخبر في المواقع المصرية، ولكن سرعان ما تم حذفه، وأشارت بعض التقارير الإخبارية إلى أن جهات الأمن المصرية قامت بالتنكيل بآمال ماهر وقتها، ومن هنا تم حذف جميع أغاني آمال ماهر من اليوتيوب، حتى قناتها الرسمية تم حذفها، وتم منع صدور ألبومها، وطالب تركي جميع الملحنين والشعراء بعدم تعاملهم معها، وهو ما رضخ له الجميع، ثم إيقاف إذاعة أغانيها في المحطات الفضائية والإذاعات المصرية والعربية، حيث أصدر حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، في سبتمبر من عام 2018 قراراً بوقف إذاعة أغانيها دون سبب، وهو القرار الذي تم توزيعه على جميع رؤساء القطاعات المرئية والمسموعة، وتم تسريبه للصحافة بشكل خاطئ.
ففي حقيقة الأمر أن الاعتداء تم على آمال بسبب رغبة تركي آل الشيخ في العودة إليها، ولكنها رفضت، ليقوم بالاعتداء عليها، وتم حذف الخبر من كل المواقع المصرية، وتعرَّضت بعض المواقع لمشاكل كبيرة، مثل الحجب، بسبب نشر الخبر، مثل موقع "في الفن"، الذي تم حجبه أشهراً كثيرة بسبب نشر الخبر، وقام موقع "أخبار اليوم"، المحسوب على الحكومة المصرية، بحذف الخبر سريعاً بعدما كان أول موقع ينشره، وكذلك فعل "اليوم السابع"، أكبر موقع مصري خاص.
عودة.. وخسارة الجمهور
خرجت آمال ماهر بعد يومين في تصريح خاص لموقع "اليوم السابع" تؤكد أنها بخير، وأن الأمر كان مجرد خلاف في وجهات النظر، وطالبت الجميع بعدم التدخل في حياتها الشخصية، وأنها مستمرة في التعاون مع تركي آل الشيخ، ولديهم العديد من المشروعات الفنية معاً، مما جعل الجمهور ينقلب عليها بسبب هذا البيان الذي كان يحمل لوماً للجمهور بشكل مبطن، وكأنها تلومهم على الوقوف بجانبها.