أثارت الدعوى القضائية التي رفعتها عارضة الأزياء الأمريكية كاثرين مايورغا ضد لاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو ضجة كبيرة عام 2018، فقد اتهمت العارضة الشابة مهاجم مانشستر يونايتد باغتصابها في لاس فيغاس عام 2009، وإجبارها على توقيع تسوية مالية بقيمة 375000 دولار مقابل أن تلتزم الصمت.
ولم تغلَق تلك القضية بشكل نهائي حتى عام 2022، حيث رفضت قاضية أمريكية في لاس فيغاس الدعوى التي أقامتها مايورغا، بسبب الطريقة التي تم الحصول بها على المستندات.
لكن من هي كاثرين مايورغا، وماذا حدث بالضبط تلك الليلة في لاس فيغاس؟
اقرأ أيضاً
من هي كاثرين مايورغا؟
كاثرين مايورغا عارضة أزياء أمريكية، كانت تبلغ من العمر 25 عاماً عندما التقت رونالدو للمرة الأولى في حفلة بملهى "رين" الليلي.
قبل وقت قريب، كانت مايورغا تعمل مدرّسة في مدرسة ابتدائية لكنها تركت العمل هناك والتفتت إلى عرض الأزياء.
ووفقاً لعارضة الأزياء الشابة فقد تعرضت للاغتصاب من قبل لاعب كرة القدم البرتغالي، الذي نفى بدوره تلك المزاعم ووصفها بـ"الكاذبة"، مؤكداً أن ما حدث بينهما كان بالتراضي.
اقرأ أيضاً
ماذا حدث في لاس فيغاس؟
وفقاً لرواية عارضة الأزياء كاثرين مايورغا، فقد تعرضت للاغتصاب من قبل لاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو بجناح بنتهاوس في يونيو/حزيران 2009 بعد وقت قصير من لقائهما في ملهى ليلي.
آنذاك كان رونالدو يبلغ من العمر 24 عاماً، وكان يقضي عطلته في لاس فيغاس مع صهره وابن عمه. بينما كانت مايورغا تعمل في ملهى Rain الليلي داخل منتجع Palms Casino، والتقت نجم كرة القدم هناك.
وحسب رواية مايورغا فقد دعاها رونالدو إلى غرفته للاستمتاع بإطلالتها على مدينة لاس فيغاس، وكان هناك حوض حمام سباحة ساخن في شرفة غرفته الفاخرة.
وقد رفضت عارضة الأزياء الشابة دخول حوض الاستحمام، لأنها لم تكن تريد إفساد فستانها، فعرض عليها رونالدو أن تغير ملابسها في الحمام.
وحسبما قالت فقد تبعها إلى الحمام وحاول التقرب منها لكنها قاومته، وتقول: "لقد بدأ يتقدم نحوي بقوة، وبدأ بلمس جسدي وجذبني إليه لكنني دفعته بعيداً وظللت أقول: لا، لا".
ثم أضافت أنه قام بسحبها إلى غرفة النوم واغتصبها وهي تبكي وتحاول مقاومته.
وعندما أنهى كريستيانو رونالدو اعتداءه عليها، سمح لها بمغادرة غرفة النوم قائلاً إنه "آسف".
ماذا فعلت عارضة الأزياء بعد الحادثة؟
ووفقاً لروايتها، فقد ذهبت مايورغا إلى قسم شرطة لاس فيغاس في وقت لاحق من اليوم نفسه الذي حدث فيه الاعتداء، كما تم فحصها في المستشفى. وتم توثيق الأدلة على الاغتصاب المزعوم وتصويرها.
لكن شرطة لاس فيغاس أسقطت القضية ولم توجه أي تهم للاعب البرتغالي، بسبب عدم إمكانية إثبات مزاعم الاعتداء الجنسي الموجهة ضده.
ووفقاً لوثائق حصلت عليها صحيفة The Sun، فقد أخبر رونالدو محاميه بأن مايورغا طلبت منه التوقف، لكنه غيّر أقواله فيما بعد.
وبطبيعة الأحوال وقّع محامو اللاعب البرتغالي تسوية مع عارضة الأزياء آنذاك، حيث دفع لها رونالدو مبلغ 375 ألف دولار مقابل "حفاظها على سرية" ما جرى تلك الليلة، وهو أمر اعترف به رونالدو بالفعل، لكن محاميه قالوا إن موافقته على التسوية لا تعني إقراره بحدوث الاغتصاب المزعوم.
قضية تأخرت عقداً من الزمن
بعد صمت دامَ قرابة عقد من الزمن، قررت مايورغا أن تنشر قصتها وترفع دعوى قضائية ضد رونالدو في سبتمبر/أيلول 2018 في نيفادا.
حيث سعى الفريق القانوني الخاص بمايورغا إلى إلغاء اتفاقية عدم الإفصاح التي وقعتها عارضة الأزياء عام 2010 كجزء من تسوية مالية خارج نطاق المحكمة مع رونالدو.
وقد قال محامو مايورغا إن وضعها النفسي في ذلك الحين جعلها "غير مؤهلة" للموافقة قانونياً على التسوية، مستندين بذلك إلى رأي الطبيب النفسي.
ليس هذا فحسب، بل تم التصريح أيضاً بأن مايورغا رزحت تحت ضغوط من قبل رونالدو للموافقة على تسويةٍ عام 2010.
وخلال مؤتمر صحفي في لاس فيغاس، قال محاميها ليزلي ستوفال إنها "فكرت في الانتحار" وعانت من أضرار نفسية وعقلية، كما عانت من الاكتئاب السريري واضطراب ما بعد الصدمة في أعقاب الاغتصاب المزعوم.
وقالت مايورغا إنها وقعت على التسوية، فقط لأنها كانت "خائفة من انتقام" رونالدو و"تعرضها للإذلال العلني".
وتضيف أنها تشجعت أخيراً على مشاركة قصتها بعدما شاهدت الكثيرات يشاركن قصصهن حول الاعتداء الجنسي ضمن حملة MeToo الشهيرة.
ماذا كان رد رونالدو ومحاميه؟
عند إثارة تلك القضية في 2018، علق رونالدو على الأمر بقوله: "إنني أنكر بشدةٍ الاتهامات الموجهة إليّ. الاغتصاب جريمة بغيضة تتعارض مع كل شيء أؤمن به. أسعى لإبقاء اسمي كما كان دوماً، وأرفض بشدةٍ أن أسمح لأيٍّ كان بأن يصل إلى الشهرة على حساب سمعتي… إيماني ببراءتي سيسمح لي بانتظار نتائج التحقيق بهدوء".
أما محامو رونالدو فقد قالوا إن ما حدث في عام 2009 في لاس فيغاس كان بالتراضي تماماً.
وتلقى رونالدو الدعم آنذاك من يوفنتوس، حيث أصدر النادي بياناً ورد فيه: "لقد أظهر رونالدو في الأشهر الأخيرة حرصه الكبير وتفانيه، وهو ما يقدره الجميع في يوفنتوس"
"إن الأحداث التي يزعم أنها تعود إلى ما يقرب من 10 سنوات لا تغير هذا الرأي، الذي يشاركه أي شخص عرف هذا البطل العظيم عن قرب".
ولم يقطع أي من شركاء ورعاة رونالدو العلاقات معه، ولكن هذا لم يمنعهم من التعبير عن قلقهم إزاء هذه الادعاءات.
منظمة إنقاذ الطفولة، التي عمل رونالدو فيها سفيراً منذ عام 2016، كانت أول من تحدث علناً عن هذه الاتهامات. وقالت المؤسسة الخيرية لصحيفة "الإندبندنت": "لقد شعرنا بالإحباط من التقرير الإخباري الذي رأيناه، ونعمل للحصول على مزيد من المعلومات" .
و صرحت "نايكي"- إحدى أكبر الشركات الراعية لرونالدو- بأنهم "قلقون للغاية" من تلك الاتهامات، في حين تقول شركة الألعاب الرياضية EA، التي تبنت وجه رونالدو في لعبة فيديو فيفا 19، إنها "تتوقع من الرياضيين والسفراء التعامل بطريقة تتفق مع قيم EA".
القضاء ينتصر لرونالدو
رفضت القاضية الأمريكية جينيفر دورسي، دعوى قضائية بالاغتصاب ضد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم مانشستر يونايتد، يوم السبت 12 يونيو/حزيران 2022، وذلك بسبب الطريقة التي تم الحصول بها على المستندات.
وفي حكم مؤلف من 42 صفحة اتهمت القاضية، محامي مايورغا بارتكاب "انتهاكات وتحايل صارخ على إجراءات التقاضي المناسبة"، وقالت إنه نتيجة لذلك "تفقد مايورغا فرصتها لمتابعة هذه القضية".
وأضافت القاضية في حكمها: "أجد أن طريقة الحصول على هذه الوثائق والاستمرار في استخدامها كان عن سوء نية. استبعاد ستوفال لن يعالج الضرر الذي لحق برونالدو لأن المستندات المختلسة ومحتوياتها السرية تم نسجها في نسيج مطالبات (المدعية)".