للعام الثاني على التوالي تطل روجينا على جمهورها بمسلسل من بطولتها المطلقة، وهو مسلسل "انحراف"، بعدما خاضت تجربتها الأولى العام الماضي من خلال مسلسل "بنت السلطان"، الذي عُرض في رمضان 2021، وحقق المسلسل وقتها نجاحاً متوسطاً، ولكنها هذا العام نجحت في تحقيق نجاح أكبر، ونَيل نصيب أكبر من تورتة المشاهدة في رمضان.
ومن خلال "انحراف" تقدم روجينا شخصية الدكتورة النفسية "حور"، التي تتمتع بشخصية بوليسية، تميل لتحقيق العدالة بعيداً عن القانون، الذي يقف عاجراً أحياناً أمام بعض الحالات، وعن هذا المسلسل وتفاصيل شخصياته، وتأخر تصويره، وكيفية الانتهاء منه، والقضايا التي يناقشها تُحدِّثنا روجينا، كما تُحدثنا عن مسلسلها الكويتي "كيد النسا" الذي حقق نجاحاً كبيراً في الخليج.
لماذا اخترتِ مسلسل "انحراف" لتدخلي به ماراثون رمضان الدرامي، وما عوامل الجذب فيه بالنسبة لك؟
قضايا المسلسل كانت تؤرقني بصفة شخصية، فأنا أحب المرأة، والمرأة القوية بشكل خاص، وإذا نظرت إلى معظم الشخصيات التي قدمتها ستجد أنني لم أقدم شخصية امرأة ضعيفة، فأنا لا أؤمن أن هناك امرأة ضعيفة، فالله خلق المرأة قوية، وفي مسلسل "انحراف" قام مؤلفه مصطفى شهيب بكتابة موضوعات مغرية لأي فنانة.
فالقضايا التي يطرحها ضد ظلم المرأة وضد الظلم بشكل عام، وهي تخص دكتورة نفسية، وأنا كممثلة يستهويني أن أقدم شخصية صعبة مثل هذه، نقدم مسلسلاً جديداً من نوعه، يعتمد على دراما نفسية بوليسية، و"حور" دكتورة نفسية، ولكنها شخصية بوليسية، تجري وراء الجرائم وتحقق فيها، حتى تصل إلى الحل وتحقق القصاص وترجع الحق لأصحابه.
المسلسل يسير على تيمة روبن هود، فـ"حور" تشبهه وتقوم بتحقيق العدالة للمظلومين، ولكن بطريقتها الخاصة، هل هذا ما جذبك للمسلسل؟
هذا حقيقي، فعندما كان يسألني أحد في البداية كنت أقول إن "حور" هي روبن هود، وهي التي تأتي للمظلومين بحقوقهم، وهي التي تحقق العدالة الغائبة لمرضاها، وهي العدالة التي تكون غائبة بالغصب، عندما يكون الطرف الآخر قد رتّب أموره القانونية، وذلك لأن القانون يحكم بالأدلة والقوانين والمستندات، وفي أوقات يكون الورق والأدلة مرتباً بالشكل الذي يُبرّئ الجاني، وهنا تظهر "حور" التي تحقق العدل بيدها.
تعملون على التحضير للمسلسل من يوليو الماضي، وبدأتم تصويره قبل رمضان بثلاثة أسابيع، لماذا كل هذه المدة في التحضير؟
كنا نقوم بالتجهيز للمشروع لأنه صعب جداً، والتجهيزات والتحضيرات للمسلسل على الورق هي التي أفادتنا عندما قمنا بالتصوير متأخرين، فقد دخلنا التصوير ونحن نعلم كل كبيرة وصغيرة، وكل شيء في مكانه، وكنا حافظين لكل التفاصيل.
فهذا الأمر اختصر علينا وقتاً طويلاً أثناء التصوير، لأننا لم نكن نحضر لشيء أثناء التصوير، فكل شيء جاهز ومتفق عليه منذ البداية، حتى إنني كنت أدخل التصوير وأنا أعلم ماذا سأرتدي من ملابس، حتى الباروكة كانت محددة، فنحن كنا نعلم ماذا نريد بشكل واضح، وكانت لدينا سرعة كبيرة في إنهاء التصوير، وهو ما أستغربه عدد كبير من الناس في الوسط، لأننا دخلنا التصوير متأخرين جداً، ولم يكونوا مصدقين أننا سننتهي من المسلسل قبل نهاية رمضان.
المسلسل كانت به حوادث قتل كثيرة، فهل ترين أن المسلسل كان مناسباً للعرض في شهر رمضان؟
لا أعتقد أن المسلسل به أحداث عنف كبيرة تجعله غير مناسب للعرض في رمضان، فجميع القصص حدثت في المجتمع المصري بالفعل، ونحن نقوم بطرحها من وجهة نظرنا، ومن وجهة نظر المجتمع بشكل عام.
تحبين دائماً تقديم دور المرأة القوية، سواء سيدة مجتمع أو دكتورة أو امرأة شعبية، أو أياً كانت الطبقة التي تنتمي إليها تلك السيدة، فهل تبحثين عن تلك الأدوار تحديداً؟
هذه هي الأدوار التي تستهويني، فيستحيل أن أقدم دور امرأة ضعيفة، لا أحب تقديم هذا النموذج لبنت أو امرأة مصرية، فالنموذج الضعيف موجود بالفعل، ولكني لا أحبه، أنا أحب دائماً أن تكون المرأة قوية، فالله خلق السيدات بطبعهم أقوياء، فالمرأة هي التي تحمل وتلد وتربي، فهي التي تقوم ببناء هذا المجتمع، وهي من ربّت الابن والأخت والأخ وكل البشر من حولنا، فهذه هي الشخصيات التي أحب تقديمها للمجتمع، فأنا لا أحب تقديم نموذج المرأة المهزومة أو المنكسرة، طبيعي أن تنكسر وتنهزم، ولكن تقف مرة أخرى وتقاوم.
هل تصميم منتج المسلسل الكويتي "كيد الحريم" على وجودك في المسلسل كان سبباً لقبولك للعمل؟
لم أحسبها بتلك الطريقة، ولكني رأيت أن منتج المسلسل، الأستاذ عادل يحيى، جاءني بتجربة كوميدية من بطولتي، فحسبت الأمر بأنه تجربة جديدة ومختلفة علىّ تماماً، وهي أيضاً سيدة قوية مع أنها طيبة ودمها خفيف.
أعجبتني التجربة، وما شجّعني عليها أكثر هو الأستاذ مصطفى فكري، لأنه مخرج متميز جداً، وأنا أرى أنه من أسباب نجاح المسلسل، والجميل أنني المصرية الوحيدة في هذا المسلسل، والحقيقة أنني كنت سعيدة بهذه التجربة، وكنت مستمتعة وأنا أصور المسلسل، وهذا واضح على الشاشة للجمهور، وأشكر كل زملائي الذين كانوا بجانبي في المسلسل، لأنهم كانوا داعمين لي بالحب والود.
هل كان لديكِ تخوف من وجود عملين من بطولتك يُعرضان في الموسم نفسه؟
لا، بالعكس تماماً، فالمسلسلان مختلفان تماماً عن بعضهما، "كيد الحريم" أقدم فيه شخصية بعيدة كل البعد عن شخصيتي في "انحراف"، وأنا ممثلة، ومهنتي هي تقمّص الشخصيات، وأكون سعيدة عندما أقدم شخصيات مختلفة، ولا أرى أن هناك تعارضاً بين المسلسلين.