نجاح كبير حققه حمادة هلال في مسلسله السابق "المداح"، الذي عُرض في رمضان 2021، وهذا ما شجّعه على تقديم جزء ثانٍ منه في رمضان 2022، ليحقق الجزء الثاني نجاحاً أكبر من نجاح الجزء الأول، ويوضع في قائمة أهم مسلسلات رمضان، متفوقاً على مسلسلات أخرى كان الجمهور يتوقع اكتساحها للموسم الرمضاني.
وما يميز حمادة هلال أنه يقدم من خلال "المداح" تجربة مختلفة، سواء في جزئها الأول أو الثاني، حيث يخوض تجربة الرعب من جانب مختلف، معتمداً على الإثارة والتشويق وليس الرعب المعتمد على الشكل فقط، وهي المنطقة الدرامية المهجورة في الدراما العربية، والتي لا تجد من يقدم أعمالاً فيها، ليلتف الجمهور حول مسلسله هذا العام.. وحول كل تلك التفاصيل وأكثر كان لنا معه لقاء في "عربي بوست".
لماذا قرَّر حمادة هلال دخول سباق رمضان الدرامي هذا العام بجزء ثانٍ من "المداح" ولم تقدم مسلسلاً قصته جديدة؟
بعد نجاح الجزء الأول من "المداح" كنتُ قد قررت عدم تقديم جزء ثانٍ منه، وقرأت بعد ذلك الكثير من الورق لمسلسلات أخرى، ولكن طوال الوقت أرى "صابر المداح" أمامي، وأعود لأتحدث إلى المخرج أحمد سمير فرج ليقول لي نفس الأمر بأنه لا يرى سوى "صابر المداح"، لذلك اتفقنا على تقديم جزء ثانٍ منه، وتحدثنا مع المؤلفين أمين جمال وشريف يسري ووليد أبو المجد، وفكرنا في الجزء الثاني والحمد لله نجحنا في تقديمه.
المنطقة التي يلعب فيها المسلسل الخاصة بالرعب نادرة، والنماذج التي تم تقديمها من قبل قليلة، هل هذا ساعد على التفاف الجمهور حول المسلسل لتشويقه لرؤية مثل تلك النوعية من الأعمال؟
هذا هو الأساس، دائماً ما نبحث عن تقديم عمل يجعلك متفرداً، يجعلك في منطقة وحدك، بعيداً عن الآخرين، وهذا ليس تقليلاً من الأعمال الأخرى، فهي أعمال درامية مهمة وكبيرة، ولكن هذا ما أبحث عنه، أن أكون دائماً مختلفاً، ولو نجح المسلسل نجاحه يكون مختلفاً والجميع يتحدث عنه.
"المداح" قدم تجربة عمل درامي مرعب بخلطة تمزج بين الثقافة العربية والدين، وعدم التأثر بالأعمال الأجنبية، هل كنتم حريصين على ذلك أم لم يكن الأمر مقصوداً؟
بالطبع، فنحن نقدم عملاً في شهر رمضان، ولا بد أن يكون مناسباً لهذا الشهر، ولدينا قماشة كبيرة في تقديم روحانيات والتحدث عن الله، والحمد لله وفقنا الله إلى ذلك، وحرصنا على أن يكون شكلنا مناسباً للوطن العربي الذي نخاطبه، فلا بد أن تكون الصورة مناسبة والجمل التي يسمعها الجمهور مناسبة لمثل تلك النوعية من الأعمال.
الكتابة في هذه المنطقة صعبة، فما المصادر التي استعنتم بها؟
هذا الأمر يعود إلى المؤلفين أمين جمال وشريف يسري ووليد أبو المجد، لم أكن موجوداً معهم طوال الوقت، ولكني كنت أسألهم دائماً عن كل الأشياء المذكورة، وهل هذا صحيح أم خطأ، لأننا لا يصح أن نقدم شيئاً في هذه المنطقة غير صحيح، ولدينا كذلك رقابة تُراجع معنا.
نموذج "صابر"، الشخص المتدين، كان يظهر كثيراً في أعمال أخرى، وكان يواجه الاتهام بالتطرف أو التشدد، كيف حافظت على اعتدال شخصية "صابر" ضمن أحداث العمل؟
لا لم يظهر "صابر" بهذا الشكل وكان معتدلاً، هو شخصية طيبة، بالفعل متدين، ولديه هبة من الله، وبيخاف الله طوال الوقت، ولكنه ليس شخصية دينية، وبمناسبة هذا الأمر أنا أتمنى تقديم شخصية "متطرف" في عمل آخر، لأن هذا نموذج موجود في الحياة، فكل مكان به الجيد والسيئ، ستجد شخصاً طيباً وآخر شريراً، شخصاً معطاء وآخر أنانياً، وهكذا هو الحال، فأنا أتمنى تقديم شخصية "المتطرف"، يكون شخصاً محباً لله واستغل البعض حبه الشديد لله وعلموه الدين بشكل خاطئ، وأصبح "متطرفاً"، ولكن ليس في الوقت الحالي.
استعنت في المسلسل بشخصية مسيحية وهو "زهير"، فماذا كانت الرسالة المقصودة من وراء ظهور "زهير"؟
المقصود أننا لا بد أن نشارك بعضنا في أي محنة نمر بها، فهناك مشكلة، وعندما أرسلني له الشيخ عبد الرحمن ساعدني، فهو عالم من أهل الكتاب ولديه علم، فلا توجد أي مشكلة في الاستعانة به.
ما وجه الشبه بين حمادة هلال والمداح؟
لا يوجد أي شبه بيني وبين شخصية المداح التي أقدمها، فهذا هو المداح أما أنا فأقرب إلى سبونج بوب.
هل عرضتم المسلسل على الأزهر قبل تنفيذه لكي يراجع بعض الأمور الدينية قبل تصويره؟
بالتأكيد عُرض الأمر على هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، والتي بدورها استعانت بشيوخ لمراجعة السيناريو وإبداء الموافقة عليه، وعدم وجود أي أحداث غير صحيحة.
هل تنوي تقديم جزء ثالث من المسلسل؟
أتمنى تقديم جزء جديد، ليس فقط تقديم ثلاثة أجزاء منه، بل ثلاثين جزءاً إن أمكن.
هل حدثت أي أشياء غريبة أثناء التصوير؟
نعم، حدث ذلك أكثر من مرة، فأبواب الفندق الذي كنا نقيم فيه كانت تُفتح وتغلق وحدها، وكان أكثر من علَّق على الأمر البنات والسيدات اللاتي كنَّ معنا، كما أن أسقف حجرات الفندق كانت على شكل "قباب"، وبالرغم من ذلك كنا نسمع من يجري عليها ليلاً، حتى إن المصوّرين جمعوا أنفسهم وناموا في حجرة واحدة من كثرة الخوف.
علمنا أن هناك موقفاً آخر مرعباً حدث في منطقة "القصير" أثناء التصوير؟
بالفعل كان لدينا مشهد نصوّره في منزل الشيخ عبد الرحمن على البحر، في الثانية فجراً، وعندما بدأت في قراءة بعض الآيات المكتوبة في المشهد كان المنزل يهتز، وعندما قرأت بقوة أكثر زاد اهتزاز البيت، لدرجة أن المصور ألقى بالكاميرا وجرى من المنزل.
لماذا استُبعدت نسرين طافش وحلت مكانها هبة مجدي؟
لم تُستبعد نسرين طافش من المسلسل، فقد كانت معنا بالفعل في الجزء الثاني، ولكنها تعاقدت على مسلسل آخر في سوريا، وكان من الصعب أن توفق بين العملين، وقد قال لها المخرج أحمد سمير فرج إنه لن يغامر بهذا الأمر، خاصة أننا بدأنا التصوير متأخرين، وكنا متعاقدين مع MBC، وهي مجموعة لديها سياسة معينة في التعامل، وتُفضل أن تكون معها نصف حلقات المسلسل قبل بداية رمضان، لذلك اعتذرت نسرين؛ لأنها لن تستطيع التوفيق بين العملين.
وهل عوضت هبة مجدي غياب نسرين طافش أم لا؟
– بالطبع أجادت وعوضت غياب نسرين، وأشكرها لأنها وافقت على العمل، لأنه ليس من السهل على أي فنان أن يقبل تقديم دور فنان آخر في جزء جديد من العمل، وأعتقد أن هبة مناسبة أكثر للدور من نسرين، لأنها مصرية، بالفعل نسرين اجتهدت العام الماضي، وقدمت الدور بشكل جيد، لكن هبة كانت أفضل بسبب اللهجة، وأنا أحترم نسرين جداً لأنها إنسانة خلوقة، وتربطني بها علاقة محترمة، وهي إنسانة تتميز بحب واحترام كل من حولها.
وكيف أقنعت سهر الصايغ بالمشاركة في دور "مليكة" وهو دور مهم ولكنه صغير على الورق؟- أشكر سهر لأنها وافقت على العمل عندما تحدثت معها، الدور على الورق صغير فعلاً، ولن توافق عليه أي بطلة، وأي فنانة ستقرأه سترفضه بالفعل، وكانت هناك فنانة كبيرة "سناً" من المفترض أن تقوم بالدور، ولكن حدثت عندها مشكلة، وعندها فكرنا بشكل مختلف بأن نحضر نجمة في سن أصغر، وفي البداية رفضت سهر الدور، ولكن عندما تحدثت معها وافقت عليه، وأصبحت هي أكثر شخصية أعجبت الجمهور في المسلسل.