عندما يذكر أحدهم اسم الممثلة الأمريكية الشهيرة مارلين مونرو غالباً ما تتذكر صورة فستانها الأشهر، الفستان الأبيض الأيقوني من فيلم The Seven Year Itch، وهو يتطاير حولها بينما تمسكه بيديها، ورغم أنه كان علامة مميزة لأيقونة الجمال فإنه كان سبباً أيضاً لزيادة مشاكلها مع زوجها النجم الرياضي جو ديماجيو، وأدى لاحقاً إلى طلاقهما.
فستان مارلين مونرو الأبيض الأيقوني
ظهرت مونرو بفستانها الشهير في فيلم The Seven Year Itch المنتج عام 1955، وهي في سن الـ29، ورغم أنه ساهم في صنع ألقاب مونرو المتعلقة بجمالها مثل "أيقونة الجمال" أو "أيقونة الإغراء"، فإنه أيضاً كان من شأنه أن يتسبب في إنهاء زواجها من النجم الرياضي الأمريكي جو ديماجيو.
ففي الخمسينيات كان زواجهما من أشهر زيجات المشاهير المثيرة لاهتمام الجماهير والإعلام على السواء. إذ التقى الزوجان في عام 1952 بينما كانت شهرة كل منهما في مجاله مختلفة، إذ بدأت الأضواء وقتها تخفت عن أسطورة البيسبول، بينما تصبح مونرو أيقونة هوليوود بسرعة كبيرة.
في هذا العام قام مسؤول الدعاية الخاص بـ مونور بتدبير موعد عشاء للثنائي؛ كي يتعرفا على بعضهما، وقد نجحت خطته في إيقاعهما في حب بعضهما البعض، وبالفعل أسر مونرو صمتُ ديماجيو، ووجدت فيه شيئاً مختلفاً عن رجال هوليوود، كما أن معاملته لها كـ"شيء مميز" ساهم في زواجهما الهادئ الذي أقيم في مطلع عام 1954.
لكن بعد 9 أشهر فقط، طلبت مارلين الطلاق! طبعاً لم يكن الفستان هو السبب الوحيد، لكنه كان سبباً مؤثراً في توتر علاقة الثنائي الأشهر وقتها، والتي تأثرت بخلافات حول اهتمام مونرو بالأضواء أكثر من عائلتها التي حلمت بتكوينها ورعايتها جنباً إلى جنب مع عملها.
المشهد صُور في نزهة صيفية بعد مشاهدة فيلم في شارع 52 بمدينة نيويورك، حيث توقفت مونرو مؤقتاً فوق شبكة مترو أنفاق لاستشعار النسيم البارد للقطار المار تحت الأقدام، وتعرف بالتأكيد الباقي حينما طار فستانها.
لكن كان هناك نسيم آخر غير هواء القطار في تلك الليلة، فوفقاً للفيلم الوثائقي Marilyn Monroe: The Mortal Goddess، شاهد المشهدَ على الأرض مباشرةً كثيرون، ففضلاً عن نحو 100 مصور، توقف 5000 شخص لمشاهدة المشهد الذي يتم تصويره، رغم بدء تصويره في ساعة متأخرة، وذلك بدءاً من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
أيضاً تصوير المشهد استغرق 3 ساعات، إذ أعيد تصويره نحو 14 مرة، بينما يمر الحشود ويتسلّون بمشاهدة "أيقونة الإغراء" يتطاير فستانها، لكن كان هناك شخص واحد في الحشد لم يكن يتسلى بهذا المشهد، وهو زوجها. بالمناسبة؛ بسبب إزعاج الأعداد المارة أعيد تصوير المشهد في كاليفورنيا على الرغم من استخدام لقطات الموقع الأصلية للإعلانات والعروض الترويجية.
إذ شعر ديماجيو بالغيرة من افتتان الجمهور بزوجته، في وقتٍ كان يريد الإقامة بمنزل زوجته، وزاد مشاهدته الجمهور المفتتن بزوجته علنياً إحراجه وغيرته أكثر، إذ يقول الحارس الشخصي لمونرو إن هذا المشهد كان بمثابة حافز إضافي لطلاقهما، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.
لم يحب النجم الرياضي هذا المشهد الاستعراضي، لدرجة أنه لم يتحكم في مشاعره وقرر مغادرة الكواليس وعدم حضور التصوير لنهايته، رغم أنه كان هادئاً ولم ينطق بأية كلمة تُظهر انزعاجه، وفقاً للمصور جورج إس زيمبل الذي كان في موقع التصوير.
حسب موقع السيرة الذاتية Biography، فإن مونرو قالت إن زوجها قال لها: "كشفتِ عن ساقيك وفخذيك، هذه هي القشة الأخيرة". وفي هذه الفترة من تصوير الفيلم تقدمت النجمة بطلب الطلاق من شريكها وتحديداً في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1954، بحجة "القسوة" بعد أن قيل إنهما خاضا مشاجرة عنيفة في فندقهما، بعد حادث إطلاق النار.
في الواقع، كان فستان مارلين مونرو الأبيض مجرد واحدة من العديد من المشاكل في زواجهما المضطرب، لكن هذا "الفستان الصغير السخيف" -كما أطلق عليه مصممه- كان له تأثير خطير على اكتمال زواجهما.
الفستان السخيف يباع بملايين الدولارات
الفستان صممه مصمم الأزياء الأمريكي ويليام ترافيلا الذي كان رائداً في شركة الأفلام الأمريكية 20th Century Fox ومصمماً لعدد كثير من أشهر فساتين مونرو، ولم يفكر في لحظة أن يكون هذا الفستان الصغير والبسيط أحد أشهر إبداعاته، حتى إنه أطلق عليه "ذلك الفستان الصغير السخيف".
كان الفستان ذا طيّات تعكس أشعة الشمس وكان مصنوعاً من "كريب رايون أسيتات" بحيث يكون ثقيلاً بما يكفي للتأرجح أثناء مشي مارلين، ولكن أيضاً للرقص بسلاسة في النسيم.
ورغم أن مونرو اشترت هذا الفستان بـ200 دولار، فإنه تم بيعه في مزادٍ عام 2011، مقابل 4.6 مليون دولار، وفق صحيفة Washington Post الأمريكية.