مخرجون لكن ممثلون.. أو مخرجون لكن ليسوا ممثلين! شارك عدد من المخرجين في أدوار شرفية في أعمالهم، على مدار تاريخ السينما المصرية، لكن يبدو أن بعضهم غير راضٍ عن هذه المشاركة، إذ تحدث المخرج عمرو سلامة عن خجله من "موهبته الضعيفة" في إحدى تجاربه التمثيلية.
عمرو سلامة خجل من إحدى تجارب تمثيله
تحدث المخرج الشاب عمرو سلامة عن خجله وعدم رضاه عن تجربته في التمثيل بدور بطولة في فيلم "أعز الولد" المعروض عبر منصة "شاهد VIP"، واعتبرها تجربة محبطة، مقتبساً مقولة للمخرج الأمريكي وودي آلان Every director is a frustrated actor، أو كل مخرج هو ممثل محبط.
إذ كتب في منشورٍ طويل عبر حسابه على إنستغرام؛ إنه غير متأكد من مدى مطابقة مقولة آلان في المطلق أو مع كل تجاربه التمثيلية، لكنه أسقطها على فيلم "أعز الولد"، رغم إشارته إلى مشاركاته في التمثيل بأعمال أخرى مثل أفلام: "السلم والتعبان"، و"فيلا 69″، ومسلسل "سابع جار".
ثم أشار إلى مشاركته في كل ما يعرض عليه من أدوار تمثيل؛ وفند سببين لذلك، الأول أنه في دور التمثيل يجلس في الكرفان المكيف، بينما يقوم طاقم العمل بكل التفاصيل الفنية لتصوير المشهد بينما يستعد بحفظ دوره، وهو سبب يخبر به جمهوره كيف يكون عمله أصعب عندما يكون مخرجاً عن كونه ممثلاً، حتى إنه كتب: "أنا اللي قاعد في الكرفان متكيف وباكل وبأنتخ وهم بيتبهدلوا تحت في التصوير مش أنا، بستمتع وأنا سامع زعيقهم وأنا في الكرفان بسمع مزيكا".
أما السبب الثاني الذي قاله سلامة، فهو رغبته في تجربة شعور الممثل ليتمكن من فهمه والتعاطف معه، إذ أكد أن الإخراج ينسيه أحياناً مشاعر الممثل ومخاوفه، ويريد أن يختبرها كي لا ينسى أن الممثل "إنسان وليس مجرد أداة أو ماكينة للمخرج"، ويرى أن هذه التجارب تساعده تباعاً في تواصل أفضل مع الممثل.
ثم انتقل للحديث عما يراه هو نفسه بالموهبة الضعيفة، عندما افترض جدلاً عن تخييره بين التمثيل كأنجح ممثل والإخراج كمخرج متوسط الموهبة، سيفضل أن يكون هذا المخرج المتوسط المهارات، لأنه يجد متعة في تخيل الفكرة ومحاولة تشكيلها لعرضها للجمهور.
لكنه أكد صراحة على ضعف مستواه التمثيلي مقارنة بالإخراج، حينما كتب: "موهبتي كممثل ضعيفة المستوى بشكل مخجل، لكن موهبتي كمخرج ضعيفة آه بس بشكل ممكن- أحيانًا- أستطيع إخفاءه".
مخرجون لكن ليسوا ممثلين!
لم يكن سلامة أول مخرج مصري يخوض تجربة التمثيل، فقد سبقه مخرجون كبار، سواء بأدوار تمثيل في أعمال من إخراجهم أو من إخراج زملاء لهم، وإن لم يظهروا الموقف الخجل الذي أبداه سلامة.
يوسف شاهين
أرشيف المخرج الراحل يوسف شاهين طويل ومليء بالأعمال الخالدة، لكن معظمها كان في الإخراج، واقتصرت تجارب تمثيله على أدوار محدودة. مثلاً عندما ظهر يصرخ في أحد مساعديه بالتصوير "يمين إيه ح تخش في الحيط" في فيلم "حدوتة مصرية"، وبه اختصر شاهين شخصيته في العمل.
لكنه في أعمال أخرى شارك بأكثر من مجرد لقطة أو جملة، مثل "قناوي" في "باب الحديد"، كما قام شاهين بالتمثيل في أفلام أخرى من إخراجه مثل فيلم "فجر يوم جديد"، و"اليوم السادس" و"إسكندرية كمان وكمان"، وشارك أيضاً في فيلم "إسماعيل ياسين في الطيران"، رغم أنه لم يكن مخرج العمل بل زميله فطين عبدالوهاب، لكنه شارك بجمل حفظت له مثل: "هايل ياسمعة.. كمان مرة.. عايز ضرب واقعي".
محمود ذوالفقار
لعب المخرج بطولة في أفلام لم يخرجها، مثل فيلم "قمر 14" من إخراج زميله نيازي مصطفى، كما شارك في دور الزوج في فيلم "الست الناظرة" من إخراج أحمد ضياء الدين، لكنه شارك أيضاً في أفلام من تمثيله وأشهرها "فتاة من فلسطين".
خالد يوسف
خالد يوسف أيضاً أدى دوراً في فيلمه "زواج بقرار جمهوري"، وللصدفة المقصودة طبعاً فقد مثل دور مخرج. وهو ما فعله المخرج الشاب أحمد عاطف في فيلم "عمر 2000"، حيث ظهر بدور المخرج في فيلم يخرجه فعلاً.
نادر جلال
ظهر المخرج الراحل نادر جلال في دور قصير بفيلم يخرجه، وهو "مهمة في تل أبيب" مع نادية الجندي وشاركه الظهور في دور قصير بنفس الفيلم السيناريست والمخرج بشير الديك.
سعيد حامد
ظهر المخرج سعيد حامد في أغلب أفلامه، حتى لو سيمر مروراً عادياً أمام بطل العمل، مثل أفلام "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، و"همام في أمستردام"، و"الحب في الثلاجة"، ويبدو أن سعيد أحب ترميز نفسه وحفظ صورته على الشاشة كما في خلفها.
مخرجون آخرون
سواء كانوا مخرجين لأعمال الأبيض والأسود أو الملونة نهاية التسعينات، أو مخرجي أعمال الألفينات، فقد كرر تجربة التمثيل هذه عشرات المخرجين، وهنا نمر سريعاً على أمثلة أخرى.
مثل المخرج عاطف سالم الذي ظهر في دور قصير أو بطولة مطلقة في معظم أفلامه، والمخرج علي عبدالخالق في دور قصير في فيلم "الكافير"، والمخرج حسن الإمام الذي ظهر كضيف في عدد من أفلامه، ولعب أيضاً دور البطولة في فيلم "مدافن مفروشة للإيجار" من إخراج علي عبدالخالق.
كذلك ظهر أنور وجدي في عدة أفلام من تمثيله وإخراجه، مثل "دهب وأربع بنات وضابط"، "حبيب الروح"، "قطر الندى". وقد بلغ عدد الأفلام التي أخرجها ومثّل فيها، 13 فيلماً، كما أشار تقرير
لـ"العربي الجديد".
بالمثل فعل المخرج يوسف وهبي، الذي تنوعت مشاهد ظهوره بين أدوار البطولة وضيف الشرف أو البطولة الثانية في أعماله، مثل فيلم "بيت الطاعة"، "سفير جهنم"، "أولاد الشوارع"، "الأفوكاتو مديحة".
وهو ما فعله نور الدمرداش الذي شارك في أفلام لم تكن من إخراجه مثل: "ورد الغرام"، و"صغيرة على الحب"، وأيضاً جلال الشرقاوي الذي ظهر في أفلام "خلي بالك من عقلك" لعبدالعزيز و"البدرون" لعاطف الطيب و"أمهات في المنفى" لمحمد راضي، وكذلك المخرج المخضرم محمد خان الذي ظهر في "العوامة 70" لخيري بشارة و"واحدة بواحدة" لنادر جلال.
أيضاً المخرجة إيناس الدغيدي ظهرت كضيف شرف في فيلمها "امرأة واحدة لا تكفي"، كما قدمت دوراً صغيراً في "أفواه وأرانب" لهنري بركات، كما ظهر شريف عرفة كضيف شرف في فيلم "الحب في الثلاجة" لسعيد حامد، ودور قصير بفيلمه "اضحك الصورة تطلع حلوة"، كما أشارت صحيفة "الشرق الأوسط".
كما ظهر الفنان حسين صدقي كممثل ومخرج أيضاً في 16 فيلماً من مجموع أعماله السينمائية، مثل أفلام: "أنا العدالة"، "وطني وحبي"، "قلبي يهواك"، "يسقط الاستعمار"، وأيضاً المخرج محمود ذو الفقار، الذي شارك في أفلام من إخراجه أو إخراج زملائه، مثل فيلم "فتاة من فلسطين".