انتشرت حالة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي في أعقاب انتشار مشاهد أولية من الجزء الثاني لمسلسل "الاختيار"، والكشف عن قيام الممثل أحمد مكي بدور البطولة بالاشتراك مع الممثل المصري كريم عبد العزيز.
وكان اختيار أحمد مكي للبطولة مفاجئاً للكثيرين، خصوصاً أن المشاهد الأولية تناولت فض اعتصام رابعة عام 2013، في وقت لم يعرف فيه عن مكي أي ميول سياسية طوال فترة تمثيله.
وكشفت مصادر مقربة من أحمد مكي لـ "عربي بوست" أسباب قبول الفنان المصري بهذا الدور، بالإضافة لبعض الكواليس الأخرى المرتبطة بالمسلسل وطاقم العمل.
انتقادات حادة تطال مكي
أظهرت مشاهد أولية من تصوير مسلسل "الاختيار 2" أحمد مكي في دور أحد الإرهابيين، خاصة أن أحداثه تحكي قصة فض اعتصام رابعة أغسطس/آب 2013، وهو ما عرّضه لحملة انتقادات واسعة من معارضي النظام المصري وصلت حد اتهامه بالخيانة، خصوصاً أن المسلسل من إنتاج شركة "سينرجي" المدعومة من المخابرات العامة، ما قد يحول المسلسل لمادة دعائية للمؤسسة العسكرية على حساب ضحايا فض الاعتصام، حسب تعبير بعض المعارضين له.
كان الإعلان عن مكي بطلاً لـ "الاختيار 2" مفاجئاً لسببين؛ الأول أنه ممثل كوميدي، والثاني هو وقوفه على الحياد من أغلب الأحداث السياسية التي مرت بها مصر منذ 25 يناير/كانون الثاني 2011، ولم يكن لديه موقف مؤيد للسلطة كحال أغلب الفنانين المصريين.
لكنه في حقيقة الأمر، وبحسب مقربين من الفنان أحمد مكي، فإنه فكر في الأمر بشكل مهني وفني بحت، إذ اعتبر العمل وبعيداً عن الاعتبارات السياسية تحدياً كونه سيخرجه من الأدوار الكوميدية التي اشتهر بها منذ ظهوره في شخصية "إتش دبور" في فيلم "مرجان أحمد مرجان" مع عادل إمام، بالإضافة لتجاربه الإخراجية وأغاني الراب التي يقدمها بين الحين والآخر.
لذلك كان الأمر بالنسبة له بمثابة تحدّ جديد، خاصة أنه غائب عن جمهوره منذ 4 سنوات بعد آخر عمل قدمه "خلصانة بشياكة" مع نجمي الكوميديا شيكو وهشام ماجد، لذلك يعتبر العودة في هذا الدور بمثابة مفاجأة لجمهوره.
أحداث المسلسل..
اختارت شركة سينرجي هاني سرحان لكتابة القصة بعد النجاح الذي حققه من خلال مسلسل "الفتوة" رمضان 2020، ثم أعلنت عن التعاقد مع الفنان كريم عبد العزيز بطلاً للمسلسل، والشركة لمالكها تامر مرسي، وهي شركة تابعة للمخابرات العامة، احتكرت إنتاج الأعمال الدرامية والسينمائية في مصر منذ عام 2016.
وتدور قصة المسلسل حول مقتل عدد من رجال الشرطة المصرية، وهو ما يتشابه بنسبة قليلة مع الجزء الأول من المسلسل الذي ظهر في بدايته عدد من ضيوف الشرف الذين جسَّدوا أدوار ضباط جيش قُتلوا في بعض العمليات الإرهابية.
ويقدم كريم عبد العزيز دور الضابط زكريا المتزوج من إنجي المقدم، إذ يقوم زكريا بمطاردة بعض الإرهابيين في عدة عمليات إرهابية متتالية، بينما مكي يقوم بدور ضابط قوات الأمن المركزي الخائن الذي يترك الشرطة وينضم لإحدى الجماعات الإرهابية، وتقوم أسماء أبواليزيد بدور خطيبته، في حين يجسّد إياد نصار دور الضابط محمد مبروك ضابط الأمن الوطني الذي اغتالته الجماعات الإرهابية أمام منزله.
يأتي هذا في أعقاب الصدى الواسع الذي تلقاه الجزء الأول لمسلسل "الاختيار"، الذي استعرض حياة واحد من ضباط الجيش المصري "العقيد أحمد منسي" الذي قُتل في سيناء في عام 2017 بعد هجوم إرهابي على كمين للجيش.
وأثار وقتها المسلسل حالة واسعة من الجدل بين مؤيدي النظام المصري، ومعارضيه الذين رأوا أن العمل سعى لتشويه الضابط هشام عشماوي وحقيقة خروجه من الخدمة العسكرية لأنه معارض لسياسات النظام.
معارضة وصلت حد عائلة أحمد منسي نفسه الذين رفعوا دعوى قضائية لإيقاف تصوير المسلسل بسبب اعتراضهم على بعض الأحداث في المسلسل، ولكن في النهاية تم عرض المسلسل.
الموت حرم هادي الجيار من البطولة والاعتزال
كان من المفترض أن يشارك الفنان الراحل هادي الجيار في بطولة المسلسل، بعدما تم التعاقد معه قبل فترة كبيرة، ولكن إصابته بفيروس كورونا ووفاته متأثراً بمضاعفاته منعته من تحقيق رغبته الأخيرة.
فقد كان يرغب الفنان الراحل في تقديم دور في المسلسل ويعتزل بعدها مباشرة، حسب مصادر مقربة منه، إلا أنه توفِّي قبل ذلك.
تفكيك مثلث "كلبش" و"الاختيار"
فكَّك المسلسل الثلاثي الفني الذي تشارك في مسلسلي "كلبش" و"الاختيار 1″، بعدما استبعدت شركة الإنتاج أمير كرارة من بطولة الجزء الثاني لسببين، الأول أنه قام ببطولة الجزء الأول من المسلسل ورغبة الشركة في تغيير الوجوه بسبب ارتباط وجهه عند الجمهور بصورة أحمد منسي، والثاني أن الجزء الجديد من المسلسل يستعرض قصة استشهاد عدد من ضباط الشرطة المصرية، وقد سبق له تقديم ثلاثة أجزاء من مسلسل "كلبش" الذي جسّد فيه دور ضابط شرطة.
واستغنت أيضاً عن المؤلف باهر دويدار الذي كتب الأجزاء الثلاثة لمسلسل "كلبش" والجزء الأول من "الاختيار"، ولم يتبقَّ من الثلاثي الذي قدم تلك السلسلة إلا المخرج بيتر ميمي الذي كان الضلع الثالث معهم في الأعمال السابقة.
وقد واجه مخرج المسلسل بيتر ميمي صعوبات كثيرة في إخراج المشاهد التي تستلزم وجود أعداد كبيرة بسبب انتشار فيروس كورونا، مثل مشاهد فض اعتصام رابعة التي تم تصويرها في أحد أماكن التصوير بالطريق الصحراوي، وكذلك بعض مشاهد المظاهرات، ولكنه انتهى منها أولاً قبل تصوير باقي مشاهد المعارك والمشاهد الداخلية.
والمسلسل سيتم عرضه على إحدى القنوات التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتي تملك كل القنوات الفضائية المصرية فيما عدا قناتي "النهار" و"صدى البلد"، في حين يندرج تحت رايتها قنوات "أون، الحياة، CBC، وdmc"، ولم تحدد الشركة القناة التي ستذيع المسلسل، كما سيتم عرضه على تطبيق Watch it التابع لنفس المجموعة.