صدمت حليمة عدن، إحدى أفضل عارضات الأزياء في العالم، عشاق الموضة عبر العالم، بعد أن قالت إنها ستعتزل عرض الأزياء ومجال الأزياء ككل؛ لأنها شعرت بأنها مجبرة على تقويض معتقداتها الدينية لفترة طويلة جداً، إذ أشارت حليمة إلى حالات أُجبرت فيها على تفويت الصلاة وارتداء ملابس بدلاً من حجابها التقليدي، وهو ما لا يتماشى مع معتقداتها الدينية.
وفق تقرير لصحيفة The Daily Beast الأمريكية، الثلاثاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2020 فإن حليمة عدن، تعتبر إحدى أفضل عارضات الأزياء في العالم، فقد كانت واحدة من أوائل العارضات اللواتي كسرن السقف المفترض للعارضات المسلمات، وتمثيل المسلمين في مجال الأزياء. وكانت حليمة أيضاً من أوليات العارضات اللواتي ارتدين الحجاب على الممشى، وهو ما اعتُبر ثورياً.
في حاجة إلى الاحترام
مع تزايد أعداد النساء المسلمات في الولايات المتحدة وأوروبا، دعت جماعات الحقوق المدنية، بما فيها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، لمنح المسلمات الحق في ارتداء الحجاب.
حالياً يدعو النشطاء القائمين على مجال الأزياء إلى تمثيل تنوع النساء المسلمات، ومعاملة المسلمات العاملات فيه باحترام.
إذ قالت رفيقة أخضر، وهي عارضة أزياء وخبيرة تجميل مسلمة، لصحيفة The Daily Beast الأمريكية: "لا يعالج مجال الأزياء قضية تمثيل المسلمات على الإطلاق. وما نراه فيما يتعلق بتمثيلهن منخفض جداً وقليل جداً. وحتى عندما نراه، فهو تمثيل رمزي للفتاة المحجبة، والكثير من هذا التمثيل دائماً ما يكون بمظهر معين".
كما قالت هدى كاتبي، المدوّنة الناشطة في مجال الموضة والمؤلفة والمصورة لكتاب "Tehran Streetstyle"، لصحيفة The Daily Beast إن الطريقة التي تتعامل بها صناعة الأزياء مع التمثيل ولا سيما حين يتعلق الأمر بالنساء المسلمات، "لا معنى لها بطبيعتها. إذا كنا نبيع أغلفة المجلات لأشخاص يرتدون الحجاب، فما قيمة ذلك؟ صناعة الأزياء الأكبر ككل تستفيد من العنف ضد المرأة المسلمة".
لتحقيق مساواة حقيقية
امتد نشاط هدى بصفتها مدونةً عن الأزياء ليشمل نشاط حقوق العاملين في مصانع الملابس، وكثير منها في بلدان إسلامية كإندونيسيا، حيث يعانون من ظروف عمل سيئة تعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان.
إذ تقول هدى إنه من أجل تحقيق المساواة الحقيقية في تمثيل المسلمين، يجب تمثيل العاملين في مجال الملابس ويجب وقف إسكات هذه الأصوات (وقد دعت منظمات حقوق الإنسان إلى إنهاء العمل القسري للأقليات المسلمة في سلاسل توريد الملابس في دول مثل الصين).
وأجرى مجال الأزياء بعض التغييرات الإضافية من حيث التمثيل على مدى السنوات العديدة الماضية. ففي عام 2016، اختارت شركة CoverGirl نورا عافية –عارضة الأزياء المحجبة– ضمن لجنة سفراء العلامة التجارية لأول مرة في تاريخها. وتبيع Nike الآن حجاباً خفيف الوزن للمستهلكات المسلمات، وتملك حملة كاملة مخصصة للرياضيات الشرق أوسطيات. ومع ذلك، تشعر العديد من النساء المسلمات بأن الصناعة بشكل عام ما تزال تفشل من حيث التمثيل.
لا مفر من التغيير
فوفقاً لمركز Pew للأبحاث، سينمو الإسلام بوتيرة أسرع من أي دين عالمي رئيسي خلال السنوات الأربع المقبلة. ومن المتوقع أن يصل عدد المسلمين في العالم إلى 2.76 مليار بحلول عام 2050.
تقل أعمار 34% من السكان المسلمين عن 15 عاماً، وسترغب العلامات التجارية في تلبية احتياجات هؤلاء المستهلكين الشباب الصاعدين الذين سيكونون جزءاً كبيراً من مستقبل الموضة والتسوق.
نظراً لكون المدافعين عن تمثيل المسلمين في صناعة الأزياء قد عملوا على تسليط الضوء على هذه القضايا، فقد تشكلت شركات مثل Modest Visions في المملكة المتحدة لربط العلامات التجارية بالعارضات والمؤثِّرات المسلمات من جيل الألفية عن طريق عقد شراكات.
قالت رفيقة أخضر: "إذا كان بإمكاني العثور على عارضات ومؤثرات مسلمات يتجولن على إنستغرام، فهذه الشركات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات لن تواجه صعوبة في ذلك. تتصرف العلامات التجارية وكأنها لا تستطيع العثور على شخص معين يناسب معاييرها الجمالية أو يناسب مظهرها، ولكن مع وجود مليارات الأشخاص المتنوعين في العالم، لن أصدق أبداً أنه لم يمكن العثور على أكثر من شخص واحد لتحقيق التنوع في التمثيل بما يناسب المعايير. إنهم يريدون فقط البقاء متمسكين بطرقهم القديمة".