في ظل ما يشهده العالم الآن أصبحنا نشاهد كل الأعمال الفنية من زوايا مختلفة؛ زاويا تركز على التفرقة العنصرية الممنهجة التي يُعامل بها الأشخاص السود، بعد مقتل جورج فلويد على يد شرطي في مينيابولس.
هذا الوعي العالمي دفع أهم شركات الإنتاج إلى إعادة تقييم أعمال هوليوود ومراجعة أفلام أمريكية تجسد العنصرية.
على سبيل المثال، سحبت منصة HBO Max عرض فيلم Gone with the Wind الكلاسيكي الشهير، والذي يتطرَّق لقصة حب أثناء الحرب الأهلية، ويُصوّر جانباً من العبودية آنذاك.
وإضافةً إلى هذا الفيلم، إليك بعضَ الأفلام التي جسَّدت العنصرية بطريقة "غير موفقة"، حسب ما عدده موقع شبكة CNN الأمريكية:
(The Help (2011
بدأ موقع "تويتر" يشهد حالةً من الهياج والغضب على الفيلم الذي أخرجه تيت تايلور، والمقتبس عن رواية بنفس الاسم كتبتها كاثرين ستوكيت عام 2009.
كانت هناك بعض الشكوك والمخاوف حتى قبل إصدار الفيلم.
يرجع ذلك جزئياً إلى أن المخرج تايلور "رجل أبيض"، مكلّف بإخراج قصة عن خادمتين من السود، إيبيلين كلارك (التي لعبت دورها فيولا ديفيس)، وميني جاكسون (التي لعبت دورها أوكتافيا سبنسر)، وتدور أحداثها في بلدة جاكسون في ولاية ميسيسيبي، أثناء حركة الحقوق المدنية.
وتزايدت حدة تلك الأصوات بعد عرض الفيلم في دور السينما؛ إذ اشتكى البعض من أن الفيلم يُركّز أكثر على شخصية الشابة البيضاء يوجينا "سكيتر"، فيلان، (التي لعبت دورها إيما ستون).
وبرغم فوز أوكتافيا سبنسر بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في هذا الفيلم، قالت فيولا ديفيس إنها نادمة على قبول دورها في هذا الفيلم.
وقالت فيولا لصحيفة New York Times عام 2018: "شعرت في النهاية أن صوت الخادمتين لم يكن هو المسموع في هذا الفيلم".
(The Legend of Bagger Vance (2000
تلقى فيلم The Legend of Bagger Vance، من إخراج روبرت ريدفورد وبطولة ويل سميث ومات ديمون وتشارليز ثيرون انتقادات عديدة مراراً وتكراراً، بسبب لعبه على وتر "الزنجي السحري".
أصبح هذا المصطلح شائعاً من الأعمال الأولى للمخرج الأسود سبايك لي، ويشير إلى استخدام هوليوود شخصية سوداء تعمل على جعل حياة الشخصيات البيضاء أفضل.
في بعض الحالات تظهر الشخصية السوداء وهي تتمتع بصفات ومهارات خارقة للطبيعة، كما في الشخصية التي يقدمها ويل سميث في الفيلم، شخصية غلام الغولف الغامض، باغر فانس.
وقال سبايك لي خلال ندوة ألقاها في جامعة ييل عام 2001: "يتعرَّض السود للاضطهاد والقتل يساراً ويميناً، وكل ما يأبه له باغر فانس هو تحسين مهارة مات ديمون في لعب الغولف".
(Green Book (2018
حاز الفيلم العديد من جوائز أوسكار (جائزة أفضل فيلم، وأفضل سيناريو أصلي، وحاز النجم ماهرشالا جائزة أوسكار لأفضل ممثل مساعد)، ولكنه أثار أيضاً جدلاً واسعاً.
في عام 1962، يقابل الموسيقي دكتور دونالد شيرلي (ماهرشالا علي)، توني فاليلونغا (فيجو مورتينسين)، الذي يعمل عنده سائقاً وحارساً شخصياً، في حبكة درامية تحكي قصة الصداقة الحقيقية بين الثنائي.
ولكن أحد أفراد عائلة شيرلي وصف الفيلم بأنه "سيمفونية من الأكاذيب"، لأنه يظهر دونالد شيرلي على أنه منفصل ومنبوذ من عائلته.
وقال إدوين شيرلي الثالث: "كانت مشاهدة الفيلم مؤلمة للغاية، إنه يقدم صورة خاطئة بنسبة 100%".
كما أشارت بعض الانتقادات إلى أن حبكة الفيلم تُعزّز من فكرة "المنقذ الأبيض"، وهو ما قاله فعلاً بيتر فاريلي، مخرج الفيلم، والذي ساعد أيضاً في كتابته، لمجلة Vanity Fair.
وقال فاريلي: "الرجلان ساعدا بعضهما البعض؛ توني أخرج شيرلي من بعض المشكلات الدنيوية، ولكن شيرلي أنقذ روح توني".
(Song of the South (1946
بدورها، ألغت منصة Disney+ قرار عرض فيلم Song of the South ضمن أعمالها الكلاسيكية عند إطلاق خدمة البث.
يقدم الفيلم، الذي يجمع بين الرسوم المتحركة والتمثيل الحي، ما أصبح يُنظر إليه الآن باعتباره صورة نمطية ومهينة ومسيئة للأمريكيين من أصول إفريقية، بدءاً من لهجة الشخصية السوداء وتبعيتها للشخصيات البيضاء.
تُركز حبكة الفيلم على صبي اسمه جوني (يلعب دوره بوبي دريسكول)، الذي يتلقى التعليم والترفيه من دروس يقدمها له العم ريموس، العبد السابق (يلعب دوره جيمس باسكيت).
وذكر موقع CinemaBlend: "حتى أعمال الرسوم المتحركة لم تخلُ من الجدل. تضمن أحد مخططات الثعلب برير للإيقاع بالأرنب برير استخدام دمية مصنوعة من القطران الأسود، أطلق عليها الثعلب اسم (طفل القطران)".