بعد نحو ثلاثة أشهر على وفاة الفنان الراحل هيثم أحمد زكي، تفجرت أزمة جديدة تتعلق ببيع مقتنيات والده الراحل أحمد زكي مقابل 800 ألف جنيه (51 ألف دولار)، إذ تحدث فنانون مصريون، على رأسهم نقيب الممثلين أشرف زكي والفنانة رغدة، عن قيام الأخ غير الشقيق لهيثم باستلام ميراثه، وبيع ممتلكات شملت مقتنيات لوالده الراحل، لكن والد رامي بركات، الأخ غير الشقيق، نفى صحة ما يتم تداوله، مؤكداً أن الإعلاميين يملأون فقرات برامجهم بإثارة الجدل حول موضوع غير صحيح، مشيراً إلى توكيل ابنه لمحامٍ للتصرف في الميراث بدلاً منه لانشغاله، وما تم بيعه اقتصر على الكتب.
مع تفجر الأزمة خالفت شقيقة الفنان الراحل وصيته بعدم خروجهم للإعلام، وخرجت بتصريحات تطالب باسترداد مقتنيات أخيها، إلى أن أعلنت وزارة الثقافة دخولها خط الأزمة وتوسطها لاسترداد الممتلكات التي شملت ملابس وسيناريوهات أفلام عرضت عليه وخطابات خاصة بعضها وصله من سيدة مصر الأولى السابقة جيهان السادات، التي أشارت إلى طلب المشتري مقابلاً مادياً لتركها.
صديقة أحمد زكي: عبرت الفنانة رغدة عن صدمتها من بيع مقتنيات صديقها الراحل أحمد زكي، باعتبارها من أقرب الأشخاص إليه قبل رحيله، وأكدت خلال لقائها في حلقة من برنامج "التاسعة"، مساء الإثنين 24 فبراير/شباط، الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، عبر شاشة التلفزيون المصري، أنها ظلت تتواصل مع نجله الفنان الراحل هيثم، قرابة عام، وطلبت منه بعد هذه المدة أن يحتفظ بمقتنيات والده حتى تعثر على المكان المناسب الذي يمكن وضعها فيه، إلا أنها فوجئت بعد ذلك بأنه غيّر رقم هاتفه وقطع التواصل معها تماماً، ما دفعها للابتعاد حتى لا تتعدى على حريته الشخصية.
فيما وصفت رامي بركات، الأخ غير الشقيق للفنان الراحل هيثم أحمد زكي، بأنه "وريث غير شرعي"، لأنه "وُلد وعاش حياته كاملة في لندن، ولم يكن على أي صلة بزكي ولا بتراثه"، مؤكدةً ضرورة أن يتواصل مع نقيب الفنانين الدكتور أشرف زكي، لتفويضه في التصرف بالمقتنيات المحتوية على أسرار وأوراق مهمة، وتابعت: "مينفعش أحمد زكي يتيتم في الدنيا والآخرة، روحه هتلعنا ميت ألف مرة لو سبنا الموضوع".
تعليق والد رامي: أكد عز الدين بركات، زوج الفنانة الراحلة هالة فؤاد، أن نجله رامي، وكّل المحامي بلال عبدالغني، للتصرف في كل أملاك هيثم، وأكد أنه لا يعلم أي شيء بخصوص مقتنيات الراحل أحمد زكي، ولم يتصل به أي شخص للتحدث معه حول هذا الشأن، إلا أنه تأكد بعد مراجعة المحامي، أنه لم يتم بيع سوى المكتب فقط، مؤكداً أن كل ما يتم تداوله حول بيع كل المقتنيات هو كلام لا أساس له من الصحة، وتابع: "رامي لا يمتلك الوقت الكافي لمتابعة كل كبيرة وصغيرة بنفسه، ولذلك قام بتوكيل بلال وهو محل ثقة"، وأثار استغرابه من عدم إثارة الموضوع إبان فترة حياة هيثم وبعد رحيل والده، فيما اتهم الإعلاميين بإثارة الضجة عمداً لـ"ملء فقرات برامجهم".
شقيقة الفنان الراحل: خالفت منى عطية جمعة، شقيقة الفنان الراحل أحمد زكي، وصيته بألا تجري لقاءات صحفية بعد رحيله، وقالت إن خبر بيع مقتنياته مزعج لهم وكدر نومهم، لذلك اضطرت للخروج للإعلام، وأضافت خلال برنامج الإبراشي: "مقتنيات أحمد زكي هي ملك الشعب المصري كله، إزاي يتم التهاون فيها بالشكل ده؟"، مشيرة إلى تواصلهم مع نقيب الممثلين لاسترداد المقتنيات.
اتفاق مع نقيب الممثلين: من جهته، أكد نقيب الممثلين، في تصريحات لـ "العربية.نت"، أنه كان هناك اتفاق بينه وبين محامي الوريث يقضي باستلامه مع الفنان أحمد السقا المقتنيات الخاصة بالفنان الراحل أحمد زكي، إلا أن المحامي لم ينفذ الاتفاق وباع المكتب الخاص بالفنان الراحل، مطالباً إياه بتنفيذ الاتفاق بدلاً من اللجوء للتقاضي.
وزارة الثقافة تتدخل: دخلت وزارة الثقافة على خط الأزمة، إذ أكدت وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، في مداخلة هاتفية مع التلفزيون المصري، تدخلها لاسترداد المقتنيات، لكن المشتري طالب بالحصول على مقابل مادي للتنازل عنها، لذلك ستلجأ الوزارة لعقد جلسة مشتركة لإنهاء الأزمة، بالإضافة للجنة لجرد محتويات المكتب الكائن بمنطقة الهرم، فيما أشارت إلى أن المقتنيات تعد تراثاً مكانه الطبيعي متحف يليق بتاريخ الفنان.
ما هي هذه المقتنيات؟ قال مدير أعمال أحمد زكي، في تصريحات لصحيفة "الوطن"، إن المقتنيات تتضمن "أصل النيجاتيف الخاص بفيلمي السادات وناصر 56، وسيناريوهات كانت معروضة عليه وكان يحدث فيها نقاشات ولم يبت فيها بشكل نهائي، بالإضافة لملابس وخطابات معجبين وأصدقاء، وخطابات من أشخاص عانوا مشاكل مادية وزوجية كانوا يطلبون منه المساعدة، وخطابات من السيدة جيهان السادات، أشادت فيها بفيلم يجسد شخصية زوجها الرئيس الراحل محمد أنور السادات"، فضلاً عن الشقة البالغة مساحتها 100 متر.