7يعتقد أغلب من شاهدوا فيلم "1917" أنه خيالي يعبر فقط عن حقب الحرب العالمية الأ، إلا أن الحقيقة أن الفيلم مستوحى من قصة حقيقية، حكاها ألفريد مينديز جد المخرج سام مينديز له وهو صغير.
حين كان سام صغيراً حكى له جدّه الذي شارك في الحرب العالمية الأولى عن هذه الأحداث، وعن رسول كان عليه حمل مسؤولية مهمة انتحارية، وتبين له لاحقاً أن هذا الرسول كان جدّه نفسه.
حسب موقع History Vs Hollywood وُلد ألفريد، جد مينديز، على جزيرة ترينيداد الكاريبية، ورحل إلى إنكلترا في العام 1915 وانضم إلى الجيش البريطاني في العام 1916 كمتطوع، كان يبلغ من العمر 19 عاماً حينها، وبعد خدمته في فرقة البنادق بالكتيبة الأولى، أُرسل إلى وازيمون بفرنسا، بالقرب من بلدية دييب، حيث تدرَّب ليكون عامل لاسلكي.
في يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 1917، كُلِّف مئات من الجنود البريطانيين، ومن ضمنهم ألفريد مينديز، باسترجاع قرية بولكابيل، القريبة من مرتفع باشنديل والتي استولى عليها الألمان. وهجم الجنود البريطانيون تحت أمطار منهمرة وتكبَّدوا خساراتٍ فادحة.
هناك قُتل 158 رجلاً من إجمالي 484 كانوا في كتيبة ألفريد وكان الرجال المفقودون موزَّعين عبر أميال من حفرات الانفجار الممتلئة بالمياه داخل المنطقة المحرَّمة الغارقة في الطين، عاجزين عن الإبلاغ عن مواقعهم.
وحين طلب قائد ألفريد أن يتولَّى رسولٌ تحديد مواقع الرجال الناجين والإبلاغ عنها، تطوَّع ألفريد لتلك المهمة الخطيرة.
كتب ألفريد عن تولِّي المهمة في مذكراته الني نشرها تحت اسم Autibiography of Alfred H Mendes 1987-1991 "كنت قد أتممت دورة مراسلة ومع أن هذا لم تكن له علاقة بالوظيفة التي كُلِّفت بها، فقد شعرت بأني مُلزم تجاه الكتيبة. وتطوعت".
اقتحم ألفريد المنطقة المحرَّمة للعثور على الناجين، وعثر على الكثير منهم بالفعل، وتمكن من إنقاذهم رغم أن القناصين والرشاشات الآلية ودانات المدافع، كانت تحيط كل الأماكن.
ومع أن قصة ألفريد مينديز ساعدت حفيده لاحقاً في فيلم "1917"، إلا أن جزءاً آخر من قصة الفيلم هو من خيال مخرجه.
هل الشخصيتان الرئيستان، بلايك وشوفيلد، مستوحتان من شخصين حقيقيَّين؟
تكشف قصة "1917" الحقيقية أن شخصية دين تشارلز تشابمان، بلايك، مستوحىً من جد سام مينديز، ألفريد مينديز. وكذلك صديق بلايك في الفيلم، شوفيلد (جورج ماكاي) قد يمثِّل إلى حدٍّ ما تجربة ألفريد في أثناء الحرب، لكن لا هذه الشخصية ولا تلك مبنيَّتان على ألفريد بشكل رئيسي.
في فيلم "1917"، يُكلَّف الثنائي بمهمة الخوض في أعماق أرض العدو لتوصيل رسالة إلى 1500 جندي متِّجهين دون علمٍ نحو فخ قاتل
هل أُصيب جد سام مينديز في الحرب العالمية الأولى؟
نعم أُصيب في مايو/أيار 1918، حين استنشق عن طريق الخطأ غازاً ساماً استخدمه الجيش الألماني أثناء هجومٍ له على قناة لا باسي قرب بيتون بفرنسا. وأُعيد ألفريد مينديز إلى بريطانيا، حيث تعافى من جراحه في مستشفى بمدينة شيفيلد.
وعقب انتهاء الحرب، عاد إلى ترينيداد وتعيَّن بشركة ذخائر، ومارس كتابة الشعر والأدب بجانب وظيفته. وفي 1933، اتجه إلى مدينة نيويورك حيث انضم إلى صالونات أدبية وتعرَّف بكتَّاب أمريكان مثل ويليام فوكنر وتوماس وولف وويليام سارويان. ثم رجع إلى ترينيداد في 1940، متخلياً عن الكتابة ليصبح موظفاً حكومياً. فعمل مديراً عاماً لقسم خدمات الموانئ. وتزوَّج ثلاث مرات، وصار أرملاً حين تُوفيت زوجته الأولى بالتهاب رئوي، وانتهى زواجه الثاني بالطلاق في 1938، وتزوَّج بزوجته الثالثة إلين باراتشيني في 1940 إبان إقامته في نيويورك. ودام الزواج حتى تُوفي كلاهما عام 1991 وفاةً طبيعيةً في باربادوس.
هل المعارك المصوَّرة في "1917" مبنية على معارك حقيقية من الحرب العالمية الأولى قاتل بها جد سام مينديز؟
نعم فإحدى المعارك الكبرى في الفيلم هي معركة باشنديل، المعروفة باسم معركة إيبر الثالثة، قد شارك فيها جد سام، وامتدَّت المعركة منذ 31 يوليو/تموز 1917 إلى 10 نوفمبر/تشرين الثاني 1917. وتكبَّد كلا الجيشين البريطاني والألماني خسائر بشريةً بسببها وأسفرت عن محاصرة الجيش الألماني بمقاطعة فلاندرز.
قاتل ألفريد مينديز بالمعركة، وتكبَّدت كتيبته خسائر فادحة أثناء محاولة الاستيلاء على قرية بولكابيل من أيدي الألمان.