سطع نجم المغنى والممثل الأمريكي الراحل إلفيس بريسلي في منتصف خمسينيات القرن العشرين، استمر في مسيرته الفنية حتى أصبح أحد أكبر الأسماء في عالم موسيقى الروك آند رول.
من هو إلفيس بريسلي؟
ولد إلفيس في 8 يناير/كانون الثاني في مدينة توبيلو بولاية ميسيسيبي، كان ينتمي لأسرة متواضعة جداً، كان أبواه من الطبقة العاملة وكان شديد الاعتزاز بهما
تلقى بريسلي أول غيتار له هديةً من أمه في عيد ميلاده الحادي عشر في عام 1946 وعرف طعم النجاح للمرة الأولى بعدها بسنوات قليلة حين فاز بمسابقة للمواهب في مدرسة هيومز الثانوية التي كان يدرس بها.
بعد تخرجه في العام 1953، عمل في عدد من الوظائف ، لكنه لم يتوقف عن حلمه أن يكون موسيقياً شهيراً، وبعد عام واحد أصدر أغنيته الأولى That's All Right التي لاقت نجاحاً كبيراً.
أول أغنية تصل للقمة: Heartbreak Hotel
بدأت قاعدة المعجبين بأسلوب بريسلي في الغناء تتشكل، وفي العام 1955 وقع عقداً مع شركة RCA Records، ومن بعدها حقق بريسلي نجاحات متتالية إذ أصدر أغنيته Heartbreak Hotel، التي كانت الأكثر انتشاراً في أمريكا حينها، ذاك النجاح الذي لاقاه ألبومه الأول.
وبالرغم من حركاته المثيرة وحركة رجليه أثناء الغناء التي اشتهر بها وتعرضه لكثير من الانتقادات إلا أنه اكتسب شهرة واسعة بسبب أسلوبه الخاص، فأصبح ضيفاً على معظم البرامج الشهيرة في أمريكا حينها وبدأ نجمه في السطوع.
الخدمة العسكرية..
وفق موقع Biography الأمريكي سرعان ما أصبح بريسلي في كل مكان: في المذياع، وعلى شاشة التلفزيون، وعلى الشاشة الفضية؛ فكان الفنان الموسيقي والفنان الممثل. وحقق فيلمه الأول Love Me Tender، الذي عُرض في العام 1956، أرقاماً قياسية في شباك التذاكر.
في العام 1957، تلقى بريسلي إشعار التجنيد، وأصبح جندياً في الجيش وخدم في ألمانيا لمدة عام ونصف. وقبل وقت قصير من مغادرة بريسلي أوروبا، توفيت أمه غلاديس التي كان دائماً ما يعتبرها ملهمته وبطلة نجاحه.
الأفلام والموسيقى التصويرية
بعد مغادرة الجيش في العام 1960، واصل بريسلي مسيرته الفنية واحتل قائمة الأغنيات الأكثر استماعاً بالموسيقى التصويرية لفيلمه GI Blues. وواصل تسجيل الموسيقى والتمثيل في أفلام مثل فيلم Blue Hawaii عام 1961 وفيلم Girls! Girls! Girls! عام 1962 وفيلم Viva Las Vegas عام 1964.
في نهاية الستينيات، بدا أن النجم المحير يفقد جاذبيته في شباك التذاكر، وليثبت أنه ما زال ملك الروك آند رول، سجل أول تسجيل خاص له للتلفزيون في عام 1968، وهو ما يشار إليه عادة باسم 68 Comeback (عودة 68). وأبهر النجم الجمهور بأدائه، الذي استعرض فيه قدراته الغنائية وقدرته على عزف الغيتار.
الابنة، والطلاق من بريسيلا، وإدمان المخدرات
أثرت حياة بريسلي الشخصية على فنه، فكان يعاني من مشكلات مع زوجته بريسيلا في حول حضانة طفلتهما ليزا ماري، فانفصل الزوجان في العام 1973.
وهنا اتجه بريسلي للمهدئات حتى أدمنها، فدخل في وعكات صحية متتالية، إلى أن أودع في مشفى لعلاج الإدمان.
وبالرغم من كل المصاعب التي تعرض لها فإن شهرته تزايدت، وفي العام 1977 وقف أمام جمهوره فيما يشبه ماتش الاعتزال لتكون آخر حفلاته في مدينة إنديانابوليس بولاية إنديانا. وبعد الحفل، عاد إلى مسكنه في ممفيس المعروف بـ "قصر غريسلاند".
الموت والتراث
في صباح 16 أغسطس/آب من عام 1977، مات بريسلي بنوبة قلبية، عن عمر 42 عاماً. واتضح فيما بعد أن موته كان متعلقاً باستخدامه جرعة زائدة من الدواء، ودُفن بريسلي في قصره غريسلاند، بالقرب من قبر أمه غلاديس، وأبيه فيرنون، وجدّته ميني ماي هوود بريسلي.
المنزل الشهير: غريسلاند
أصبح منزل بريسلي في ممفيس مفتوحاً للعامة، ويأتي العديد من المعجبين حول العالم لزيارته كل عام، خاصة في وقت عيد ميلاده وفي ذكرى وفاته. سافر آلاف المعجبين إلى غريسلاند في 16 أغسطس/آب من عام 2012 في الذكرى الخامسة والثلاثين لوفاة بريسلي، في لحظة خاصة جداً تكريماً لأسطورة الروك آند رول حضرتها بريسيلا، زوجة بريسلي التي انفصلت عنه، وابنته ليزا ماري.
خلال مسيرته الفنية المدهشة، ساعد بريسلي في نشر موسيقى الروك آند رول في أمريكا، وفاز بثلاث جوائز غرامي على تسجيلاته الإنجيلية، وكانت معظم أغنياته على مدار مسيرته الفنية تتصدر قوائم الأكثر مبيعاً.
إلفيس في ثقافة البوب
إلفيس عرف بإسهاماته في موسيقى الروك، والإنجيلية، والكانتري ومنذ وفاته ظل أحد أشهر رموز الموسيقى في العالم.
أنتجت عنه العديد من الأفلام الوثائقية والأفلام السينمائية من بينها مسلسل تلفزيوني قصير في عام 2005، أدى فيه دور إلفيس الممثل جوناثان ريس مايرز. وفي عام 2018، أطلقت شركة HBO فيلماً وثائقياً من جزئين، بعنوان Elvis Presley: The Searcher
في ذلك العام، أعلن أحد مواقع المزادات على الإنترنت عن طرح طائرة خاصة كانت مملوكة لبريسلي ووالده في الأسواق. وهي طائرة من طراز لوكهيد جيت ستار الحمراء إنتاج عام 1962 وظلت متوقفة على مدرج في ولاية نيومكسيكو لعقود من الزمن بديكور داخلي مصنوع من الخشب ذهبي اللون ومقاعد مخملية حمراء ولكن ليس بها محرك وبيعت مقابل 430 ألف دولار.