يعتقد أغلب عشاق أفلام الرعب أن الأجزاء الثانية من أفلام الرعب عادةً ما لا تصل إلى مستوى الفيلم الأصلي، أو لا يتوقع الجمهور أي شيءٍ عند صدور الأجزاء الثانية. وقد يكون هذا أمراً حسناً، لأن بعضها يمكن أن يفاجئنا.
وهذا بالضبط ما تحمله لنا القائمة التالية من أجزاء لاحقة جاءت أفضل من أفلامها الأصلية؛ إما من خلال التناول المميز للقصة؛ أو إضافة عناصر جديدة للفيلم تجعله على قائمة مشاهدات جماهير الأجزاء الأصلية؛ وهذه 10 أمثلة مهمة لهذه الأفلام، بحسب موقع Taste of Cinema الأمريكي.
تنويه: التقرير يحتوى على حرق جزئي لأحداث الأفلام الواردة فيه
10."Halloween II" "إخراج روب زومبي، 2009"
هذا الفيلم من إخراج روب زومبي، هو تكملة للفيلم الأول الصادر عام 2007 الذي هو إعادة صناعةٍ لفيلم السبعينيات من إخراج جون كاربنتر. وإذا كان قد أظهر في الأول مزيداً من أصول مايكل مايرز الدرامية، فقد شعر بحرِّيةٍ وسلك طريقاً مختلفاً هنا، إذ مال إلى جانبٍ سيرياليٍّ يعيد إلى الأذهان أعمال ديفيد لينش.
"Halloween II" هو فيلم عن اضطراب ما بعد الصدمة لأختٍ ما زالت مضطربةً من الأحداث البشعة لأخيها "مايكل مايرز" في صباه. إلا أن غرض مايرز الوحيد في الحياة هو ترميم عائلته من جديد. أسرة مكوَّنة من أم متوفاة وتظهر له في صورة ملاك، وأخت مراهقة مصابة بصدمة، وأخ سيكوباتي ذي عقلية طفل. إنها شخصية مختلفة عن أفلام "Halloween" الأخرى، فنراه مثلاً في عدة مشاهد من دون القناع، وهذا ما يجعل هذا الفيلم شيقاً أكثر.
9. "Friday the 13th: Part III" "إخراج ستيف ماينر، 1982"
ما يميِّز هذا الفيلم عن الآخرين هو زيادة حضور شخصية القاتل المخيف جيسون هنا ككيانٍ مستقلٍ بذاته، غالباً لأنه أول فيلم يرتدي فيه قناع الهوكي الشهير، مما يجعله مرعباً أكثر لكل من الشخصيات والمشاهدين.
كان ستيف ماينر مبدعاً في مشاهد الموت، ربما لأن الفيلم قد صُوِّر بعدسات ثلاثية الأبعاد، مما زاد من إثارته. وحتى إن لم تشاهده بالتقنية ثلاثية الأبعاد، فستلحظ كيفية عملها. ليست مشاهد الموت إبداعيةً فحسب، بل إنها أكثر وحشيةً من سابقاتها، بما في ذلك موت جيسون نفسه.
8. "Unfriended: Dark Web" "إخراج ستيفن كوسكو، 2018"
شاب يجد حاسوباً محمولاً في المطعم ويأخذه إلى بيته، راغباً في عرضه على أصدقائه، ثم يجرون محادثةً عبر الفيديو ويتصفحون أعماق الإنترنت المظلم. ويدركون أيضاً أن جميع تحركاتهم مراقبة ومع ذلك تقودهم إلى شيءٍ أكثر إظلاماً.
من فرضيته تشعر بأنه تفوق على الفيلم الأول، لأن ستيفن كوسكو يفضِّل شيئاً أقرب إلى الواقع "الجرائم السيبرانية" عن اتباع فكرة سابقه بوجود شيء خارق للطبيعة.
بالتركيز على هذه الجرائم السيبرانية في الإنترنت المظلم وهذا الجانب الأكثر واقعيةً، يتمكن الفيلم من رفع درجة الخوف والصدمة، حتى أنه يصيب المشاهد بجنون الارتياب. ومثله مثل الأول، فكله مصوَّرٌ على شاشة حاسوب محمول، لذا تزيد المشاهدة عبر الحاسوب المحمول من إثارة التجربة.
قد يحدث "Unfriended: Dark Web" انقساماً بين النقاد، لكن لا شك في أنه أفضل من الفيلم الأول.
7. "Child's Play 2" "إخراج جون لافيا، 1990"
يتبع "Child's Play 2" التوليفة ذاتها لسابقه، فهو في أساسه عبارة عن الدمية تشاكي وهي تطارد آندي لكي ينقل روحه إلى جسد بشري.
لكن في هذا الفيلم، نجد أمه مصابةً بصدمة من أحداث ماضية وأنه قد عُرض للتبني. لذا ينتهي به المطاف في منزل آخر مع أسرة أخرى، ويقابل كايل، "المتمرد" الشاب الذي يحمل هو الآخر صدمةً من ماضيه. بهذا، تصير الصدمة نفسها تيمةً يخاطبها الفيلم. وربما هو اضطراب ما بعد الصدمة من طرف آندي.
يشبه الأمر أحد أفلام ديفيد كرونينبرغ بسبب كل الرعب الجسدي المرئي على الشاشة. كانت أفضل نهاية ممكنة لأفضل أفلام سلسلة "Child's Play".
6. "Scream Blacula Scream" "إخراج بوب كيليان"
كان "Blacula" أول فيلم وأول شخصية رعب أيقونية في حركة سينما استغلال السود التي ظهرت في السبعينيات. لذا يبدو أول أفلام "Blacula" شيئاً أكثر نمطيةً، لكنه كان قصةً أصليةً جيدة للشخصية. وفي فيلمهم الثاني، يتمكنون من صنع شيءٍ أفضل، لا سيما في حالة استغلال السود، التي تتمتع أيضاً بحضور كبرى نجوم الحركة، بام غرير.
فكرةً رائعةً تقدم سحر الفودو والثقافتين الإفريقية والأمريكية والعظيمة بام غرير. وبالإضافة إلى المناخ والموسيقى التصويرية الأكثر تماشياً مع فئة الرعب ذاتها من الفيلم الأول، فإن "Scream Blacula Scream" هو قطعاً فيلم رعبٍ من أفلام استغلال السود وهو بالتأكيد من أشد الأفلام المبخوس حقها في هذه الفئة وفي السبعينيات.
5. "Gremlins 2: The New Batch" "إخراج جون دانتي، 1990"
لا شك في أن فيلم "Gremlins" الأول من كلاسيكيات الثمانينيات. لكنه أيضاً فيلم أكثر "اعتياديةً"، غالباً لتقديمه دمُي الوحوش الصغار الذين تدبّ فيهم الحياة . ثم قرر جون دانتي صنع جزءٍ ثانٍ والابتكار فيه قدر الإمكان، والتصرف بأناركية تامة، بدءاً بالنقد ومروراً بالاستهلاكية وانتهاءً بمشاهد التحقيق في اللغة مع مخلوقات الغريملن.
"Gremlins 2: The New Batch" إبداعي وساخر ويحتوي على مشاهد تعلق كثيراً بالذاكرة "مثل مشهد غرفة العرض ومخلوقات الغريملن وهم يغنون لفرانك سيناترا"، وهو بالتأكيد أبرز من سابقه وأفضل بكثير. إنه أهم أعمال جون دانتي الذي يقدم فيه جميع قدراته: الكوميديا السوداء، والرعب، والأناركية.
4. "The Strangers: Prey at Night" "إخراج جوهانس روبرتس، 2018"
استطاع الجزء الثاني من "The Strangers" أن يكون أكثر إيجازاً ومباشرةً بأسلوبه في الرعب. هو بالأساس عربون تحية وتقدير لأفلام التقطيع/slasher في الثمانينات، إذ تسترجع جمالياته ومناخه العام ذلك العقد من القرن العشرين. ومع أن هذا يبدو مبتذلاً هذه الأيام، فهذا الفيلم على الأقل يجذبك دون ادِّعاء.
بعد رحلة طويلة، تقرر أسرة التوقف في موقف مقطورات منعزل سيلتقون فيه بأقارب آخرين. لكنهم لم يتوقعوا زيارة ثلاثة سيكوباتيين مقنَّعين، لذا يُضطرون للقتال من أجل النجاة.
بصفته تحيةً لأفلام التقطيع والثمانينات، فالمؤكد أن أبرز المشاهد التي توضِّح هذا هي مشهد حمام السباحة على أنغام "Total Eclipse of the Heart" لبوني تايلر، ومشهد الشاحنة الأخير الذي يشير إلى نهاية "The Texas Chainsaw Massacre" على أنغام "Making Love Out Of Nothing At All" لفرقة إير سبلاي. ولا يفتقر أيضاً للإشارات إلى سينما جون كاربنتر، إذ يوجد منها الكثير.
3. "Dawn of the Dead" "إخراج جورج إيه. روميرو، 1978"
لا ينكر أحدٌ أهمية "Night of the Living Dead" الصادر عام 1968 للسينما، ولا سيما فئة الرعب؛ إذ صارت أهميته أحد المراجع الرئيسية منذ ذلك الحين، لكن مع هذا الجزء الثاني، استطاع جورج إيه. روميرو الذهاب إلى أبعادٍ أكبر من مشروعه الأول.
يتناول مسار الفيلم عودة الموتى إلى الحياة ليهاجموا الناس، يختبئ أربعة ناجين من الهجوم في مول مهجور ويخططون لردِّ الضربة لهم. لكن أعداد الزومبي تزداد باستمرارٍ من حول المول.
مؤكَّد أن جورج إيه. روميرو قد نجح بـ "Dawn of the Dead" في تغيير منظور من كان انطباعهم مشوَّهاً عن أفلام الرعب وأفلام الزومبي. من الجدير بالذكر أيضاً الموسيقى التصويرية العبقرية من فرقة غوبلن بالتعاون مع داريو أرجنتو، التي لا يُنسى قدر تماشيها مع أحداث الفيلم.
2. "Hostel: Part II" "إخراج إيلاي روث، 2007"
مع أن إيلاي روث أخرج كلا الفيلمين، فمن المدهش مدى النضج الذي طرأ على الإخراج والنص من فيلمٍ إلى الآخر. ثمة أشياء مختلفة في "Hostel: Part II" قد حسَّنت الفيلم نفسه مقارنةً بالأول.
يتعدَّى "Hostel: Part II" بكثير مجرد التعذيب؛ فنيَّته هنا هي إظهار كيف يمكن لوقوع السلطة في أيدي العقول المريضة قد تؤدي إلى إنشاء مؤسسة مريضة كذلك، حيث ما يهم هو إشباع لذَّات الساديين وتحريك التجارة من خلالها. ويبدو بناء هذا الفيلم بنوع معين من الفكاهة وبعض اللحظات ساخراً، وربما من الأمثلة على هذا المشهد الأخير.
1. "New Nightmare" "إخراج ويس كريفن، 1994"
لا خلاف على أن "A Nightmare on Elm Street" من كلاسيكيات الرعب وأنه قد ارتقى بالفئة كثيراً بصفته أحد أكبر أفلام الرعب في الثمانينيات. وبالسلسلة أفلام أخرى جيدة مثل "A Nightmare on Elm Street 3: Dream Warriors"، وأفلام أخرى جرَّبت تيمات أكثر إثارةً للجدل مثل "A Nightmare on Elm Street 2: Freedy's Revenge". لكن تدهورت السلسلة بكمية الأفلام التي صُنعت بها، وأفسدت كذلك صورة فريدي كروغر.
ويتمكن في هذا الفيلم من إعادة الشخصية إلى صورته المرعبة من جديد. واستُغلت فكرة اللغة المعرَّفة في هذا الفيلم أفضل استغلال، بجعل هيذر وكريفن وروبرت إنغلاند يشرحون أنفسهم، مما يمنحه شعوراً إضافياً بالواقعية، لكن الخيال قد تحقق وبهذا يستطيع كروغر خلق الشك في ما هو حقيقي وما هو خيالي.