لن يشهد رمضان القادم على الأغلب جدلاً حول المشاهد غير اللائقة في المسلسلات، بعد أن تسلمت شركات الإنتاج المصرية قائمة الممنوعات في دراما رمضان 2019.
في السابق كان لا يمر موسم درامي رمضاني دون حدوث جدل حول الأعمال الدرامية، ربما بسبب بعض مشاهد العري أو الرقص أو غيرها من المشاهد التي لا تناسب طبيعة الشهر الكريم، وربما بسبب قصة المسلسل وربما لأسباب أخرى.
وكان يتم إلقاء اللوم على هيئة الرقابة على المصنفات لموافقتها على سيناريوهات تلك الأعمال بدون تعديل مراعاة لطبيعة الشهر الكريم، وفي حالة رفض الرقابة لبعض المشاهد كانت تواجه هجوماً شرساً من صناع تلك الأعمال بحجة محاربتها للفن.
الوصايا الرمضانية السبع وضعتها سلطة جديدة رغم أنف الرقابة
ولكن دراما رمضان 2019 ستكون مختلفة تماماً، فالآمر الناهي هنا سيكون المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بالرغم من رفض خالد عبدالجليل رئيس الرقابة لهذا الأمر.
إلا أن المجلس الأعلى الذي يرأسه الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد نصب نفسه مكان جهاز الرقابة ليمنع ظهور تلك المشاهد في الأعمال الرمضانية.
القصة بدأت منذ أسابيع بعدما وجه المجلس الأعلى للإعلام خطابات لشركات الإنتاج الفني تحتوي على 7 بنود للممنوعات خلال الأعمال الدرامية في شهر رمضان، وتم الأمر بشكل غير معلن حتى لا يتم اتهام المجلس بمحاولة فرض وصاياه على المبدعين والفنانين.
وتسلمت شركات الإنتاج تلك الخطابات بالفعل، وتضمن الخطاب تحذيراً بعدم عرض الأعمال التي سيوجد بها أي مشهد يحتوي على أشياء تمت الإشارة إليها كمحظورات من قبل المجلس.
إليك قائمة الممنوعات في دراما رمضان 2019، وماذا سيحدث للمخالفين
مصدر من داخل إحدى شركات الإنتاج التي وصلتها تلك الخطابات كشف لـ"عربي بوست" عن البنود التي أصبحت محظورة في الأعمال الدرامية الرمضانية.
وقال إن تلك البنود لابد من الالتزام بها بشكل جاد ولا يوجد مجال لمخالفتها أو التفاوض حولها مع المجلس الأعلى، فكل شركات الإنتاج ستلتزم بها برغبتها أو رغماً عنها لتضمن تسويق أعمالها وعدم الدخول في مشاكل.
فعلى ماذا كانت تحتوي تلك الخطابات؟
العري والرقص ممنوع في دراما رمضان
بعض المخرجين والمؤلفين في السنوات السابقة لم يراعوا حرمة الشهر الكريم، وفقاً لوجهة الكثيرين.
ولم يلتفت هؤلاء لطبيعة الشهر الدينية، لذلك كانت تحتوي أعمالهم على مشاهد رقص وتعرٍّ يعيتبرها الكثيرون غير مناسبة للمشاهد العربي خاصة في الشهر الكريم.
وتتسبب هذه المشاهد في هجوم على تلك الأعمال.
لذلك فإن أول ما نبه خطاب المجلس الأعلى إليه هو عدم احتواء الأعمال الدرامية على أي مشاهد رقص أو تعرٍّ لا تتناسب مع طبيعة الشهر الكريم، والالتزام بنصوص تراعي الأخلاق والأعراف والتقاليد.
وحتى مشاهد الكباريهات والملاهي الليلية ستحذف وإن كانت بهدف الإضحاك
وما ينطبق على الرقص ينطبق على مشاهد الكباريهات والملاهي الليلية، نظراً لما تفرضه طبيعة تلك الأماكن على ظهور الناس بها في أوضاع لا تليق وغير مناسبة لشهر رمضان الكريم.
لذلك كان التحذير الثاني خاصاً بعدم ظهور مشاهد يتم تصويرها داخل الملاهي الليلية والكباريهات، وما يتبعها من رقص ومشاهد خمور ومخدرات، لعدم مناسبتها للشهر، حسب المجلس.
وسيتم رفض تلك المشاهد حتى ولو كانت في أعمال كوميدية بهدف الإضحاك فقط.
ولا يجب أن يرى أحد العشوائيات
ثالث بند كان متعلقاً بالعشوائيات والمناطق الشعبية التي دائماً ما تظهرها الأعمال الدرامية والسينمائية على حد سواء بمظهر سيئ، وما يترتب عليه من إظهار مصر بصورة سلبية، بسبب مشاهد "الخناقات" والأفراح الشعبية ومشاهد الفضائح.
ولذا تم توجيه تحذير لشركات الإنتاج بعدم إظهار المناطق الشعبية بصورة سيئة كما ظهر في أعمال سابقة، والالتزام بتصدير صورة جيدة للمشاهد.
وضباط الداخلية إما أبطالٌ صالحون أو غير موجودين
تمت أيضاً مطالبة شركات الإنتاج بعدم إظهار أي نموذج غير جيد للضباط، أياً كانت الجهة التي يتبعونها، كما كان يحدث في بعض الأعمال في السنوات السابقة.
إذ لن يسمح بظهور ضابط فاسد أو مرتش أو متواطئ أو مخالف للقانون أو يقوم بأي أعمال تخالف مهنته.
وبالتالي لن تحتوي الأعمال الرمضانية على أي نماذج سلبية لضباط شرطة وسيكون الخيار ما بين إظهارهم بنماذج إيجابية أو استبعادهم من الأعمال تماماً.
ومن يقدم مشاهد البلطجة والأسلحة البيضاء قد يجد نفسه متهماً
من المشاهد التي كانت تثير استياء البعض وكان يتم الهجوم على صناعها، مشاهد البلطجة والخناقات بالأسلحة البيضاء في الشوارع، وهو الأمر الذي كان يغضب الكثيرين في شهر من المفترض أنه شهر السماحة والهدوء.
لهذا سيتم حذف أي مشاهد بها معارك بالأسلحة البيضاء في المناطق الشعبية.
وقد يتم اتهام تلك النوعية من الأعمال بالترويج للبلطجة وأعمال العنف.
والمخدرات والخمور مرفوضة حتى لو تم تناولها بشكل عام
سادس بند يتعلق بمشاهد تعاطي المخدرات وشرب الخمور.
وبالرغم من أن الأمر تم فهمه بعدم إظهار مشاهد بها كباريهات وملاه ليلية، إلا أنه تم منع أي مشاهد بها خمور ومخدرات سواء في ملاه ليلية أو شوارع أو منازل أو أي مكان.
وكانت بعض الأعمال الدرامية قد تناولت الظاهرة بشكل عام وليس في مشاهد فقط.
ولكن تلك النوعية من الأعمال والمشاهد أصبحت غير مرغوب فيها في دراما رمضان، وبالتالي سينطبق عليها ما سينفذ على البنود السابقة.
وأخيراً مثلث المحرمات القديم أصبح أكثر حزماً.. الجنس والسياسة والدين
وكان آخر البنود طبيعياً ومنطقياً، وهو البند الأشهر في الرقابة المصرية والذي يتم تطبيقه على كل الأعمال، وهو عدم التعرض لكل ما يناقش أو يستعرض الجنس والسياسة والدين.
وهي المحرمات الثلاثة الأشهر والأقدم التي دائماً ما كانت يتسبب أحدهما في دخول أعمال كثيرة في صدام مع هيئة الرقابة على المصنفات الفنية.
إلا أنه يتوقع أن يتم التركيز أكثر على ضرورة تجنب مثلث المحرمات، وفقاً لتعليمات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
فكيف سيستطيع صناع الدراما، إنتاج أعمال مشوقة بعد أن تعودوا وعودوا المشاهد على كل هذه الأمور.