«رسام الألم الصامت» الذي مات حرقاً.. جوجل يحتفل بالذكرى الـ86 لميلاد السوري لؤي كيالي

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/20 الساعة 10:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/20 الساعة 16:40 بتوقيت غرينتش
Social Media/ الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي

يحتفل العالم، الأحد 20 يناير/كانون الثاني 2019، بالذكرى الـ86 لميلاد الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي Louay Kayali وقد احتفل محرك البحث الأشهر عالمياً "جوجل"، بعيد ميلاده أيضاً، وذلك من خلال وضع صورته على واجهة المحرك الرئيسة.

 جوجل يحتفل بميلاد الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي

ميلاد الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي

وُلد الفنان لؤي كيالي بمدينة حلب (شمال سوريا) في عام 1934، ودرس الفن بأكاديمية الفنون الجميلة بعد أن درس في مدرسة التجهيز بمدينة حلب.

وبدأ أولى خطواته بالرسم في عام 1945، ليَعرض أولى لوحاته في مدرسة التجهيز بحلب عام 1952.

وفي عام 1954، أنهى الدراسة الثانوية، وبدأ بدراسة الحقوق في جامعة دمشق. ثم اشترك في عام 1955 بمعرض جامعي، ليفوز فيه بالجائزة الثانية، ثم ترك كلية الحقوق في العام نفسه وعاد إلى حلب، ليتوظّف كاتباً في المعتمدية العسكرية.

 الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي

بداية حياة لؤي كيالي الفنية

في عام 1956، أوفدت وزارة المعارف السورية لؤي كيالي Louay Kayali إلى إيطاليا، لدراسة الرسم بأكاديمية الفنون الجميلة في روما، إثر فوزه بمسابقة أجرتْها وزارة المعارف.

وبإيطاليا، تفوَّق وتجلَّت موهبته في أثناء دراسته، فشارك في معارض ومسابقات شتى بإيطاليا، وحصل على الجائزة الأولى في مسابقة سيسيليا (Sicilia) التابعة لمركز العلاقات الإيطالية-العربية بروما.

كما نال عدة جوائز، كالميدالية الذهبية للأجانب في مسابقة رافينا (Ravenna) عام 1959.

 إحدى لوحات  الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي

معرض لؤي كيالي الأول

أقام لؤي كيالي معرضه الشخصي الأول في العام نفسه، بصالة لافونتانيللا "La Fontanella"، في 30 أكتوبر/تشرين الأول.

ومثّل كيالي دولة سوريا إلى جانب الفنان الكبير فاتح المدرس، في معرض لابيناله (La Biennale di venezia) بمدينة البندقية، في عام 1960.

كما حصلت رسومات لؤي كيالي على الجائزة الثانية بمسابقة ألاتري (Alatri)، وأقام في17 أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، معرضه الثاني بصالة المعارض في روما La galleria d'Arte del palazzo delle esposizioni.

وبعد تخرُّجه في أكاديمية الفنون الجميلة بروما، في قسم الزخرفة، بدأ عمله مدرّساً للتربية الفنية بثانويات دمشق.

لكنه انتقل فيما بعد من التدريس في الثانويات الرسمية إلى تدريس التصوير والزخرفة بالمعهد العالي للفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة في دمشق لاحقاً.

وتمكنت رسومات لؤي كيالي من استقطاب أنظار النقاد والوسط الفني في سوريا إليه، عندما أقام معرضه الثالث بصالة الفن الحديث العالمي في دمشق والذي احتوى على 28 لوحة زيتية و30 رسماً.

أما معرضه الرابع، فأقامه في صالة الفن الحديث العالمي بدمشق من عام 1962. وفي عام 1964، أقام معرضه الخامس بصالة كايرولا (Cairola) في ميلانو.

في حين احتضنت صالة الكاربينيه (ll Carpine) في روما أعمال لؤي كيالي بمعرضه السادس.

أحد معارض الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي

المعرض الذي أصابه بالاكتئاب

تحت عنوان "في سبيل القضية"، أقام لؤي كيالي معرضه السابع بالمركز الثقافي العربي في دمشق عام 1967.

وقدّم من خلاله 30 لوحة فنية بالفحم، تنقّلت في أنحاء سوريا بين حمص وحماة وحلب واللاذقية.

لكنَّ معرضه هذا خضع لهجمات من "فئة" من مدّعي الفن والنقد الفني في الصحافة.

فاستاء ومزّق في أعقاب المعرض أغلب لوحاته؛ ومن ثم توقف عن الرسم، وأصيب إثر ذلك باكتئاب شديد؛ فانقطع عن التدريس والرسم، معتكفاً فترة من الزمن في بيته بحي العفيف في دمشق، ليغادره بعدها إلى حلب 1968.

بعد فترة، تخلص لؤي كيالي من الاكتئاب وعاد إلى التدريس في كلية الفنون الجميلة بدمشق في العام الدراسي 1969–1970.

لكنه ما لبث أن عاد ليعاني الاكتئاب مجدداً، خصوصاً عندما توفي والده، فخضع للعلاج ثانيةً؛ ومن ثمّ عاد بعدها لمزاولة الرسم في مسقط رأسه، مدينة حلب.

بعد إحالته إلى التقاعد في عام 1971 لأسباب صحية، ظلّ فن لؤي كيالي في العطاء، ليشارك في معارض نقابة الفنون الجميلة.

آنذاك قدّم لوحتين هديةً إلى مجلس الشعب، ولوحتين إلى الاتحاد العام النسائي.

إحدى لوحات  الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي

كتاب لؤي كيالي

تمكن رغم المرض من إقامة معرضه الثامن ببيروت في عام 1972 بمنزل الدكتور علاء الدين الدروبي. وفي عام 1974، أقام معرضه التاسع بصالة الشعب للفنون الجميلة في دمشق.

وفي هذه السنة، أصدر الفنان ممدوح قشلان، نقيب الفنون الجميلة بسوريا، حينها، كتاباً سماه "لؤي كيالي". وفي عام 1975، أقام معرضه العاشر في "غاليري واحد" ببيروت.

في عام 1976، شاركت أعماله وأعمال الفنان فاتح المدرس، بجناح سوريا في "أسبوعَي الثقافة العربية" بمونتريال في كندا.

كما أقام مع فاتح المدرس، معرضاً مشتركاً بصالة العرض في المتحف الوطني بحلب؛ ومن ثم أقام معرضه الحادي عشر في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق في العام نفسه (1976)، وقدّم فيه 45 لوحة.

أما معرضه الثاني عشر، فأقامه في صالة الشعب للفنون الجميلة برعاية وزارة الثقافة، ثم سافر إلى إيطاليا 1978، لكنه سرعان ما عاد إلى حلب، ليعتزل الناس.

لؤي كيالي.. رسام الألم الصامت

رسم لؤي كيالي الكثير من اللوحات الزيتية، فأبدع في رسم الطبيعة الصامتة والمعاناة الإنسانية.

كما حلّق بفن البورتريه والكروكيه والرسم بالفحم، لكنّه لشدة حساسيته لم يستطع تحمُّل هجمات الناقمين الشرسة، التي لم تكن مبررة حينها إلا بكونها حاقدة، تدفعها الغيرة من فنان مقتدر تملّك ناصية الفن وقدم الكثير وأبدع في عالم الفن.

ووصفه كثير من محبيه حينها بكثير من الصفات، إذ قالوا عنه إنه "فنان الحزن النبيل"، و"رسام الألم الصامت"، و"مبدع الجمال الحزين الهادئ".

وبِيعت كثير من لوحات كيالي بأسعارٍ عالية، حيث وصل سعر لوحاته التي قدمها في أحد معارضه بصالة الفن الحديث في دمشق، إلى 350 ألف ليرة للوحة الواحدة، وبيع حينها ما يقارب 37 لوحة.

وكانت تلك المبيعات من أفضل المبيعات وأعلاها لأي معرضٍ فنيٍ في سوريا حينها.

إحدى لوحات  الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي

موت لؤي كيالي

في ليلة 10 سبتمبر/أيلول 1978، احترق لؤي كيالي وهو في سريره بمدينة حلب، وسط تباين في الروايات حول تفاصيل الحادثة.

إذ تناقلت بعض المصادر أن سبب الوفاة هو لفافة تبغ أدت إلى احتراقه، في حين تناقلت كثير من الصحف شائعات انتحاره عنوةً.

بعد احتراقه، نُقل لؤي كيالي إلى مستشفى جامعة حلب، ثم إلى المستشفى العسكري في حرستا بدمشق، وبقي عدّة أشهر يعاني حروقه إلى أن وافته المنية يوم الثلاثاء 26 ديسمبر/كانون الأول 1978.

وتم دفنه في مقبرة "الصالحين" في مسقط رأسه، مدينة حلب.

 إحدى لوحات  الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي

علامات:
تحميل المزيد