الممثل السوري دريد لحام يبكي على سوريا في كل محفلٍ ومناسبة، لتبدو مواقفه الدراميّة التي اعتاد على تقديمها طيلة 58 عاماً قد تخّطت حدود المسلسلات والأفلام ووصلت إلى حد تقديمها للجمهور.
وظهر دريد لحام المشهور باسم "غوار الطوشة" باكياً خلال أحد البرامج التلفزيونية، وهو يتحدث عن الوطنية ومتهماً من خرج من سوريا بأنه باعها لأجل حفنة من الدولارات.
دريد لحام يبكي على سوريا : إذا الوطن حفيان أنا صرمايته!
وقال دريد لحام السبت 17 نوفمبر/تشرين الثاني خلال استضافته من قبل الممثلة السورية أمل عرفة، في برنامجها الذي يحمل اسم "في أمل":
"لو وطني غلطان أنا معه، إذا بردان أنا تيابه، إذا ختيار أنا عكازته، إذا حفيان أنا صرمايته، لأنه سيدي وتاج راسي"، مستشهداً بمقطع من مسرحية "شقائق النعمان"، التي قام بتقديمها لحّام عام 1987.
وأضاف متسائلاً: هل يهجر أحد وطنه من أجل حفنة من الدولارات؟ في إشارة منه إلى الممثلين المنشقين عن النظام.
دريد لحّام: نحن التين والزيتون
ورداً على سؤال الفنانة أمل عرفة حول سبب بقائه في سوريا خلال سنوات الحرب، بينما كان يستطيع أن يسافر لأي دولة يريدها، قال غوّار الطوشة:
"القرآن تحدث عن التين والزيتون وطور سنين، نحن التين والزيتون، ويجب على الشجرة ألا تتخلى عن جذورها؛ لأنها ستموت حينها".
واستشهد بمقولة الأديبة السورية غادة السمان: "لا تحاول أن تأخذ شجرتك معك إلى الغربة كي تحظى بظلها؛ لأن الأشجار لا تهاجر".
وأشار إلى أنه على قناعة بأن "سرير الذهب" لا يبعد عنه الأحلام المزعجة؛ لذلك الرحيل عن الوطن لن يكون حلاً لأن "المادة ليست كل شيء في العالم".
وكان الفنان دريد لحام أعلن تأييده المطلق لنظام الأسد ووصف المتظاهرين منذ بداية الثورة السورية بـ "المغرر بهم" أو "المجرمين"، وأعلن أنه سيتخلى عن جنسيته السورية في حال سقط الأسد.
وأثار موقف اللحام المؤيد للأسد صدمة لدى المعجبين به من السوريين؛ لأنه كان يمثل في نظرهم حب الوطن والانحياز لحقوق المواطن، من خلال أعماله السابقة، مثل "كاسك يا وطن" و "شقائق النعمان".
ممثلون منشقون عن النظام
وبينما هانت دماء الشعب السوري على دريد لحام لم يهن ذلك على آخرين، فقرروا أن ينشقوا عن نقابة الممثلين التابعة للنظام السوري، والخروج إلى دول أخرى هرباً من ملاحقتهم الأمنية.
أبرزهم: "عبدالحكيم قطيفان، يارا صبري، المرحومة مي إسكاف، مكسيم خليل، فارس الحلو، جهاد عبدو، محمد آل رشي، عامر السبيعي، محمد أوسو، سمر كوكش".
وحسب تقرير سابق للشبكة السورية لحقوق الإنسان، أكّدت مقتل 14 فناناً سورياً على يد قوات النظام السوري، 4 منهم قضوا تحت التعذيب، بالإضافة إلى اعتقال العشرات منهم.
وأضاف التقرير أن النظام السوري مستمر في عملية الترهيب والعنف ضد الفنانين، وذلك عبر ملاحقتهم وقتلهم وتهديدهم.
كما أن النظام سعى مع مؤيديه من الفنانين إلى التضييق معنوياً على المعارضين منهم، كما شنَّ الإعلام الحكومي حملات تشويه لسمعتهم واتهامهم بالعمالة والخيانة للوطن.