أثارت الفنّانة التونسية سارة حناشي جدلاً واسعاً بفستانها الأسود "الجريء"، الذي ظهرت به في حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي بدورته الثانية.
ووصف كثير من الجمهور فستانها بـ "الجريء" كونه كان كاشفاً لأجزاء جسدها، وهو ما جعل البعض يتساءل عن دورها، ولماذا تمت دعوتها إلى المهرجان.
لكن حناشي كان لها رأي آخر، هي لا ترتدي الملابس كي تلفت الأنظار إليها، بل ترتدي ما تراه مريحاً ويجعلها على طبيعتها الجريئة.
وظهرت حناشي في مقطع فيديو وهي تستعرض فستانها مع الإعلامية بوسي شلبي، على هامش المهرجان.
الفستان الجريء
سارة حناشي تحدَّثت مع "عربي بوست" عن الفستان الذي ارتدته في حفل الافتتاح، والذي أثار جدلاً عبر الشبكات الاجتماعية، فقالت إن الفستان جاء عبر تعاملها مع مصممة تونسية شابة، تتشابه معها كثيراً في التصميمات التي تميل إليها.
وأضافت: "هي لم تقنعني بالفستان، لأننا نتشابه مع بعض في الأفكار، والمصممة الشابة دائماً تركز في تصميماتها على المرأة المتحررة المتمردة، ودائماً تردّد أنني من أكثر الفتيات التي تتوافق مع تصميماتها".
وأوضحت أنها لم تر أي انتقادات على الفستان، ولكن بعد الحفل "وجدت طلبات صداقة عبر فيسبوك، فأدركت وقتها أنها بسبب الفستان".
"وصفوا الفستان بالساخن، على الرغم من أن جميع الفنانات كنَّ يرتدين فساتين على السجادة الحمراء بنفس الطريقة.. الأمر عادي"، على حد تعبيرها.
وبنظرة سريعة على الفنانات اللاتي حضرن افتتاح مهرجان الجونة، كان هناك البعض ممَّن اخترن الظهور بفساتين "جريئة". وهو أمر مفهوم في مثل هذه المهرجانات السينمائية، التي نراها كثيراً حول العالم.
تحب الجرأة وتختار ما يريحها
هل تميلين إلى الملابس المثيرة؟ أجابت الفنانة التونسية عن السؤال قائلة: "أنا أحب الجرأة في ملابسي، وهذه طبيعتي، لم أرتد ملابس كي يتحدث عنها الناس، كان من الممكن أن أرتدي الجينز على السجادة الحمراء، فأنا أرتدي الملابس المريحة بالنسبة لي فقط، سواء أعجبت الجمهور أم لا، كما أنني لا أفكر في انتقاد بعضهم".
وأردفت: "أحب أن أطَّلع دائماً على الثقافات الأخرى، وأنا ثقافتي تونسية تميل إلى الفرنسيين، لذلك فأنا لي ثقافة وتفكير مختلف يميل للغرب"، على حد وصفها.
واختتمت حديثها عن الفستان قائلة: "هذه أنا، وهذه شخصيتي، أنا شخصية جريئة، قدَّمت رقصاً مسرحياً، ومتصالحة مع جسدي، وليس لديَّ عُقد معه، أنا أحب جسد المرأة لأنه جميل جداً".
أعمالها الفنية
كان أول ظهور للفنانة سارة حناشي من خلال فيلم "طفل الشمس" عام 2014، وشاركت بعده في العديد من الأعمال التونسية، مثل فيلم "بدون 2" وفيلم "خسوف" للمخرج الفاضل الجزيري، وفيلم "زيزو" عام 2016.
وكانت لها مشاركة مميزة في المسلسل السوري "أوركيديا" الصادر عام 2017، ويضم عدداً كبيراً من نجوم الدراما السورية، مثل جمال سليمان وعابد الفهد وسلافة معمار وغيرهم.
في عام 2017، عرض فيلمها "جسد غريب" للمخرجة رجاء العماري، خارج المسابقة الرسمية في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ39، ولفت الأنظار إليها بشدة، بسبب أدائها التمثيلي.
رُشحت لنيل جائزة المهر الطويل لأفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي، عن دورها في "جسد غريب".
ليست المرة الأولى في الجونة
أما عن حضورها إلى مهرجان الجونة السينمائي، فقد ذكرت حناشي أنَّ حضورها لم يكن للمرّة الأولى، إذ إنّها حضرت العام الماضي بالمهرجان أيضاً. وقالت: "سعيدة أن أحضر الدورة الثانية كضيف شرف، ووجّهت شكراً خاصاً للفنانة بشرى، ومدير المهرجان انتشال التميمي".
وأضافت أنها تقابلت مع انتشال لأول مرة في مدينة تورونتو الكندية، حين عرض فيلم "جسد غريب"، الذي جسَّدت فيه دورَ البطولة، وأعجبه، وأشاد بها، وتنبَّأ لها بمستقبل مشرق.
وقالت: "يسعدني كوني ممثلة شابة أن أكون مشاركة في المهرجان للتعرُّف على ممثلين شباب في مثل عمري، ومنتجين ومخرجين من جميع أنحاء العالم العربي، فوجودي هنا فرصة جيدة".
أما عن تقييمها للمهرجان، فقد أشادت به حناشي، لافتة إلى أنّ مهرجاناً في دورته الثانية ويكون بهذا الحجم يعد خطوة كبيرة: "من المعروف أن المهرجانات تأخذ وقتاً طويلاً للنجاح، إلا أنَّ الجونة السينمائي حقَّق ذلك في فترة قصيرة".
ويبدو أن التحرُّر سمة من سماتها، فقد قالت في أبرز تصريحاتها، إن الثورة جعلت السينما التونسية أكثر تحرراً، وذلك ضمن فعاليات النسخة الأولى من المهرجان، حيث تم عرض فيلم "جسد غريب" للمخرجة التونسية رجاء عمَّاري.
وذكرت أن المخرجين الشباب بعد الثورة أصبحوا قادرين على مناقشة مواضيع وأفكار أكثر جرأة، دون وجود أي محاذير، مشيرة إلى أنها متفائلة بمستقبل السينما التونسية، لوجود جيل جديد من المبدعين يقدم سينما مختلفة.