شكَّلت حادقة مقتل الممثل الكوميدي اليمني جلال عبدالله السعيدي، على أيدي مسلّحين، صدمة كبيرة في أوساط اليمنيين الذين أدانوا هذه الجريمة، وطالبوا السلطات الأمنية بملاحقة مرتكبيها؛ محمِّلين المسؤولية للجهات المنظّمة للحفل، التي قامت باستدعاء الفنان اليمني.
وبحسب المعلومات الأولية، فقد قُتل السعيدي داخل أحد المنازل في محافظة الضالع (جنوب اليمن) يوم الجمعة 22 حزيران/يونيو 2018، على يد مسلّحين، بعد يومٍ واحد من إفشال مشاركته في إحياء عروضٍ في مقرّ سينما المدينة، تزامناً مع إجازة عيد الفطر.
وكانت أشارت بعض المعلومات إلى أن الممثل الشاب كان قدَّم، قبيل قتله، مشهداً مسرحياً ساخراً خلال حفلٍ ترفيهي نظّمه الهلال الأحمر الإماراتي في سينما المدينة، لعب فيه السعيدي دور "زنبقة" – وهي الشخصية التي اشتهر بتقديمها الفنان الكوميدي نبيل الأنسي.
وفي ملابسات الجريمة، فقد تلقى جلال عبدالله السعيدي الدعوة من قبَل الهلال الأحمر الإماراتي، للمشاركة في حفلٍ ترفيهي في الضالع. فتوجَّه الفنان الكوميدي إلى المدينة، وقد استضافته إحدى العائلات للمبيت عندها. وهناك تمَّ قتله على يد مسلّحين، عن طريق إطلاق الرصاص عليه من إحدى النوافذ، ولاذ القتلة بالفرار.
مقتل الفنان الكوميدي أحدث ضجة واسعة في الأوساط اليمنية. فقد أشار الكاتب اليمني محمد جميع إلى أن السعيدي قُتل على خلفية مناطقية، لأنه شمالي. وكتب عبر صفحته الخاصة على موقع فيسبوك: "ما هذا الجنون وهذا العبث الإجرامي يا أهل الضالع، يا أهل النخوة والمروءة؟ هل من الرجولة قتل فنان جاء لإسعاد الجمهور"؟ موضّحاً أن "المجرم، الذي قتل السعيدي، لا يمثل الضالع ولا يمثل الجنوب، وأن التعميم خطيئة".
كذلك، تساءل الناشط اليمني محمد العليمي عن سبب قتل السعيدي، وكتب: "هل كان قاتلاً؟ لا. هل كان إرهابياً؟ لا. إذن لماذا قتلتموه؟ لأنه كان ممثل؟ ماذا يعني ممثل؟ وهل الممثل خطر إلى هذه الدرجة"؟
لماذا قتلتم جلال السعيدي يا أهل الضالع؟هل كان قاتلا؟لا هل كان إرهابيا ؟ لاهل كان خطرا على المجتمع والسلام في…
Posted by محمد العليمي on Sunday, June 24, 2018
تجدر الإشارة إلى أن بعض الشهود المشاركين في المهرجان، الذي أُقيم في الضالع والذي شارك فيه السعيدي، كانوا أعلنوا أن المسلّحين داهموا السينما حيث يُقام العرض، وطردوا النساء الحاضرات؛ قبل أن يُطلقوا الرصاص بحجة مخالفة السعيدي للعادات والتقاليد. وعندما عاد إلى أحد المنازل، التي استضافته للمبيت عندهها بعد المهرجان، هاجمة المسلّحون وأطلقوا النار عليه. فأردوه قتيلاً، بعد رصاصةٍ جاءت في الرأس.
إقرأ أيضاً…
العيد في الحُدَيدَة: رغم الحرب والقصف والدمار، اليمنيون يحتفلون، ولكن على طريقتهم