انتهى الآن ماراثون مسلسلات رمضان، بعد منافسة حامية خاضت مختلف دروب الدراما ما بين الأكشن والكوميديا والتراجيديا. قضايا عديدة تناولها 27 مسلسلاً هذا العام، لكن قلة منها التي أثارت انتباه المشاهدين بشكل أكثر تميزاً.
وكان من بين أبرز هذه المسلسلات، ليالي أوجيني، من بطولة ظافر العابدين، الذي حصد العديد من التعليقات والتقييمات الجيدة من النقاد والجماهير على حد سواء.
وفي لقاء سريع معه أثناء تصويره المسلسل الذي حقق فيه العمل إقبالاً كبيراً، خاصة مع أجواء الرومانسية في حقبة الأربعينات، تحدث العابدين لـ"عربي بوست" عن مسلسله واختياره لهذا العمل تحديداً.
- لماذا قمت باختيار هذا العمل رغم غلبة أعمال الأكشن والسرعة في رمضان؟
اختيار العمل لا يتوقف على علاقته بالأعمال الأخرى وارتباطه بها، لكنه يكون تبعاً لظروف الفنان نفسه وطموحه، وأن يكون الفنان محباً لدخول تجربة مختلفة.
اختياري كان معتمداً على السكريبت أمامي، وعلى المجموعة المشاركة في المسلسل أكثر من كونه مطلوباً في السوق، فالاختيار يكون للشيء الأقرب إليك، وتتحمل مسؤولية اختياره بغض النظر عن المشاركات المختلفة للآخرين.
- ماذا عن هذا الستايل القديم؟
هو مختلف تماماً عن أي شيء قمت به من قبل، السكريبت حلو جداً، والتركيبة حلوة جداً، والإخراج لهاني خليفة والإنتاج كلها أمور جيدة. وجدت أن كل العناصر شدتني، وأحببت أن أكون فيه، خاصة أني أحاول دائماً في كل عمل أن أكون مختلفاً عما قدمته في السابق.
- هل شاهدت أعمالاً قديمة لتساعدك على تجسيد الدور؟
شاهدت ما هو أهم من الدراما القديمة، إذ تابعت الوثائقيات لأنها الأفضل. فالفيلم أولاً وأخيراً هو تمثيل ونظرة مخرج، لذا تابعت فيديوهات مختلفة من أماكن مختلفة قديمة، وهذا بالنسبة لي كان الأمثل.
- والشكل الخاص بك؟
المصممة الخاصة بملابس المسلسل ياسمين القاضي ممتازة جداً جداً في عملها، وهي من اختارت الشكل بالكامل.
- ما المختلف في تقديم دور رومانسي لفترة قديمة عن أي دور رومانسي آخر؟
التفاصيل مختلفة تماماً، فالناس تقول عن عملي السابق رومانسي وعن هذا نفس التصنيف، ولكن رومانسية عام 1946 لا شك أنها مختلفة. فالكلام وطريقته مميزة، اللغة متغيرة وصعبة، طريقة التعامل واللمس باليد مختلف، الإتيكيت كله مختلف.
فمع أن "حلاوة الدنيا" و"ليالي أوجيني" هي أعمال رومانسية، ولكن على العكس هناك فارق كبير في الجو العام وفي الشخصية، فمن يرى سليم بطاقته الإيجابية وقدرته على التعبير عن مشاعره بطلاقة وعدم الخوف من إظهار أحاسيسه، يلمس مدى اختلافه التام عن فريد وأسلوبه رغم مشاعره القوي.
- هل توقعت هذا النجاح الفريد لليالي أوجيني؟
التركيبة كانت حلوة جداً وطبيعي كنت متفائلاً، لكن تحديد نسبة النجاح من الصعب على أي إنسان أن يتخيلها. الحمد لله، سعيد بتحقق هذا النجاح الكبير جداً، ورد الفعل الذي يصلنا من الأصدقاء ومن الناس في مقابلتهم لنا وعلى السوشيال ميديا. أتمنى أن نكمل على نفس المستوى.
- هل هناك مفاجآت قادمة في العمل؟
أحداث مختلفة يشهدها المسلسل، ولكن بنفس الأسلوب والطريقة التي يظهر بها العمل في مجمله.
من المستطيل الأخضر إلى عالم عروض الأزياء، اقتحم النجم التونسي ظافر العابدين مجال التمثيل حتى صار واحداً من نجوم دراما رمضان خلال السنوات الأخيرة. صار نجماً تتهافت شركات الإنتاج على التعاقد معه لبطولة المسلسلات والأفلام، قدم على مدار السنوات الماضية عدداً من الأعمال الرمضانية المهمة، منها "تحت السيطرة" و"حلاوة الدنيا"، وأخيراً "ليالي أوجيني" الذي ينافس به في السباق الرمضاني الجاري.
ويبدو أن ظافر العابدين كان يشتاق إلى أن يعيش في زمن غير زمنه، لذا وافق على هذا الدور، مؤكداً "ليس الحنين للماضي فقط، فالدوافع كثيرة. أنا أفضل أن أختلف في كل دور عن الأدوار السابقة، فأنا أحب التنوع".
ولم يرد العابدين على تلك الانتقادات القائلة إن المسلسل مقتبس من عمل إسباني، فهو لم ير العمل الإسباني، ليقول "حتى إذا كان هناك تشابه فالإيقاع سيكون مختلفاً فهناك الإيقاع إسباني والإيقاع هنا مصري، ولا توجد قصة متشابهة مع غيرها بنسبة 100%".
وأوضح أن اللغة كانت أكبر الصعوبات، فتوجد بعض الكلمات التي كانت متواجدة قديما اندثرت حالياً ونشأ بدلاً منها كلمات أخرى، وفهم وحفظ هذه الكلمات كان مرهقاً. وحول أنه يفضل العمل مع فنانين محددين، قال "التمثيل عبارة عن مهنة مثل باقي المهن في المجتمع، ومثال على ذلك أنه ليس من الضروري أن أكون صديقاً لصحفي محدد لأجري معه حواراً صحفياً، ولكن ذلك لا يمنع أن أجري معه حواراً مهنياً يفيدني ويفيده، وذلك الشيء حول العلاقات بين الفنانين، فالعمل مع الفنانين لا بد أن يكون قائماً على الاحترام، حتى إذا كانت لا توجد أية معرفة سابقة، وإذا حدثت صداقة بعد ذلك لا مانع منها".
العابدين لا يرى منافسة مع أحد، ولا يؤمن بالمنافسة، فإذا اجتهد كل شخص على ما يرام سوف يستمتع المشاهد، وهذا الهدف الأساسي أو الرئيسي "أنا أحب دائماً أن أنظر إلى نفسي فقط، فأفضل منافسة هي المنافسة مع الذات"، على حد تعبيره.
واعترف أن الأعمال التي يقدمها يبدو عليها بالفعل الشكل الأوروبي، "لكني أحب أن أضع الواقع المصري، وذلك ظهر بوضوح كبير في مسلسل حلاوة الدنيا، فالمسلسل كان مصرياً بشكل كبير، ولكن توجد به لمسات أوروبية".
وبخصوص السينما، قال إنه تعاقد بالفعل مؤخراً على أكثر من عمل سينمائي، لكن المسموح له الإفصاح به هو فيلم "يونس" مع أحمد عز، وفيلم "الفارس" مع أحمد السقا، ولكن تم إيقاف التصوير لأسباب لا يعلمها.