نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية تقريراً تحدثت فيها عن الكثير من الأعمال الفنية التي نُقِلَت من متحف اللوفر بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وأُخفِيَت في حصونٍ يكسوها التراب مدفونة في أعماق الريف الفرنسي بعيداً عن قصف الغارات الجوية.
هذه الأعمال الفنية هي ثمار الحضارة الأوروبية، في نهاية الحرب أُعيدَت مرة أخرى، إذ أُزيلَت الأغلفة بعنايةٍ عن كثيرة منها ثمينة شملت لوحة الموناليزا للرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي، وعُلِّقَت من جديد في صالات عرض المتحف بالعاصمة الفرنسية باريس.
ونُقِلَت نحو 3690 لوحةً وتمثالاً بعد اندلاع الحرب، على متن 37 قافلةً غادرت العاصمة الفرنسية ضمن حشودٍ من السكان الذين تعرَّضوا للإجلاء.
ومن فرنسا، تم نقل هذه التحف الفنية هرباً من الغزو النازي الذي امتد من مايو/أيار إلى يونيو/حزيران عام 1940، ثم من القتال المرير بين الألمان والفرنسيين، وحتى يوم التحرير في 25 أغسطس/آب 1944.
وفي عهد الاحتلال النازي، أُعيدَ افتتاح متحف اللوفر ولكنه ظل خاوياً فعلياً، قبل أن يُعاد ملؤه بأروع كنوزه من عام 1945 إلى عام 1947 بواسطة الفرنسيين الأحرار، كما توضح الصورة الفريدة التالية:
أُعيدَت أعمالٌ فنية ثمينة، بما فيها لوحة الموناليزا الشهيرة للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي إلى متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس عام 1945 بعد أن خُبِّئت في أثناء الحرب العالمية الثانية. نُقِلَت لوحة الموناليزا أولاً إلى قلعة شامبور ثم إلى قلعة لوفيني، ثم إلى كنيسة لوك ديو، ثم إلى متحف مونتوبان، وأخيراً إلى قلعة مونتال في فرنسا؛ هرباً باستمرار من القنابل والرصاص.
صورةٌ تُظهِر تمثال النصر المجنح في أثناء عودته إلى متحف اللوفر عام 1945 بعد أن جرى تخزينه في صندوقٍ خشبيٍ. ونُحِت التمثال في القرن الثاني قبل الميلاد تقريباً وكان يُعرض في متحف اللوفر منذ عام 1884 باستثناء فترة اندلاع الحرب العالمية الثانية.
تُظهر هذه الصورة، التي التُقطت عام 1945، رفع تمثال النصر المجنح بعجلاتٍ على ألواح خشبيةٍ وُضعت فوق سلمٍ رخامي بينما يتبعه من الخلف أمين متحف يرتدي معطفاً أبيض طويلاً.
في هذه الصورة تظهر أكوام من الإطارات تنتظر عودة هذه التحف الفنية في متحف اللوفر عام 1945.
كانت هذه التماثيل، التي التُقطت صورتها عام 1945، ضمن العديد من التماثيل التي أُخرجت بعناية من صناديقها الخشبية ووُضِعَت مرة أخرى في صالة العرض التي كانت تُعرض بها لعقودٍ.
تُعد لوحة الموناليزا للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي واحدةً من أشهر اللوحات الفنية في العالم. وتحمل هذه التحفة الفنية حالياً الرقم القياسي في موسوعة غينيس لأعلى قيمة تأمين على لوحة (100 مليون دولار أميركي) الذي حصلت عليه في 14 ديسمبر/كانون الأول 1962. وفي هذه الصورة يظهر بعض الزوَّار وهم يفحصونها في متحف اللوفر عام 1945.
رُسِمَت الموناليزا عام 1503 أو 1504 في مدينة فلورنسا الإيطالية خلال السنوات الأخيرة من حياة دافنشي، ويُعتقد أنها كانت لامرأة تُدعى ليزا جيرارديني، وهي زوجة تاجر الحرير الفلورنسي فرانشيسكو ديل جيوكوندو، إذ يُترجم اسم اللوحة تقريباً إلى "مدام ليزا" أو "سيدتي ليزا". وسنحت لهؤلاء الزوَّار هذه الفرصة الفريدة لرؤية هذه التحفة الفنية عن قرب.
صورةٌ تُظهِر تجمُّع الزوَّار بجوار لوحة "الحرية تقود الشعب" التي رسمها الرسام الفرنسي أوجين دو لاكروا ليحيي ذكرى ثورة يوليو/تموز 1830، التي أطاحت بالملك شارل العاشر. والتُقطت هذه الصورة في يوليو/تموز 1945.
أكوامٌ من الإطارات تنتظر عودة التحف الفنية الثمينة إلى متحف اللوفر، الذي كان شبحاً لهيئته السابقة حينما أُعيدَ افتتاحه بواسطة النازيين خلال فترة احتلالهم فرنسا. كان المتحف محظوظاً لتجنبه أسوأ عمليات النهب التي اجتاحت أوروبا، إذ نُقِلَت أعمال لفنانين مثل بابلو بيكاسو وهنري ماتيس وأوتو ديكس إلى ألمانيا.
أعاد النازيون افتتاح اللوفر في محاولةٍ لإظهار أن العاصمة الفرنسية كانت مزدهرة في أعقاب الغزو الألماني عام 1940، لكنه كان مشهداً مثيراً للشفقة في وقت الحرب، إذ تجوَّلَت حشودٌ قليلة من الزوُّار في صالات عرض شبه خاوية تخلو من كنوزها التي جعلت منها وجهةً جاذبةً قبل اندلاع الحرب.
كان هذان التمثالان من بين الأعمال الفنية التي أُعيدت إلى متحف اللوفر بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. تعرضت العديد من الأعمال الفنية لمعاملة سيئة من النازيين، إذ أُغلق قسم تماثيل الشرق الأدنى القديم في محاولةٍ لمنع العامة من رؤية ما أُطلق عليه "الفن المنحل".
في هذه الصورة يظهر أحد الزوَّار وهو يتفحص لوحة الموناليزا، التي تُعد واحدةً من أروع عجائب الفن العالمي، عام 1945.
أُعيدَ تمثال فينوس دي ميلو إلى متحف اللوفر في 2 يوليو/تموز 1945، بعد طرد النازيين من فرنسا.
يبلغ طول التمثال الرخامي الذي يُعرض في متحف اللوفر 203 سم، لكن ذراعيه وقاعدته تُركا عندما اكتُشف التمثال في أبريل/نيسان 1820 بواسطة مزارع يُدعى يورغوس كنتروتاس.
صورةٌ توضح رفع تمثال النصر المُجنَّح بعجلاتٍ على سلمٍ في متحف اللوفر من أجل إعادته لصالة عرضه الأصلية عام 1945. واكتُشِفَ هذا التمثال في جزيرة ساموثراكي اليونانية عام 1863 ونُقِل إلى باريس لعرضه في متحف اللوفر حيث يطل على ما يُدعى "سلم Daru".
كان لابد من نقل الأعمال الفنية وتفكيكها بعنايةٍ شديدةٍ، واستغرق الأمر سنوات عدةٍ قبل أن تُعاد جميعها إلى مكانها. والآن عاد متحف اللوفر إلى مكانته كواحدٍ من أعرق المعارض الفنية في العالم ويجذب ملايين الزوَّار سنوياً. وفي الصورة يظهر تمثال رخامي في أثناء إخراجه من صندوقٍ خشبيٍ بعد إعادته إلى متحف اللوفر عام 1945.
ويتوسَّع المتحف حالياً في جميع أنحاء العالم، إذ افتُتِح متحف اللوفر بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من بين هؤلاء الذين حضروا حفل الافتتاح بصحبة ولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد آل نهيان وبعض من زعماء العالم مثل الملك محمد السادس ملك المغرب. وفي الصورة يظهر تمثال النصر المُجنَّح أثناء إخراجه لوضعه في مكانه المُخصَّص بواسطة عدد من العمال.