نشرت مواقع إخبارية مصرية صوراً لممثلين مصريين، أشهرهم الفنان أحمد السقا وهو يرتدي زياً عسكرياً، مؤكدةً أنها صور من فيلم يحمل اسم "سري للغاية"، يلعب فيه الممثل الشهير دور رئيس مصر الحالي عبد الفتاح السيسي، ويتناول أحداثاً سياسية وقعت ما بين الفترة من الـ25 من يناير/كانون الثاني من عام 2011 وهو تاريخ اندلاع الثورة، إلى الـ30 من يونيو/حزيران، عندما أُجبر الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، على التخلي عن منصبه، ولا يزال سجيناً لدى السلطات المصرية.
وكانت هذه المواقع قد استندت في معلوماتها هذه، إلى منشور مصدره صفحة الدكتور خالد منتصر، شاركه على صفحته بفيسبوك ثم حذفه لاحقاً، جاء فيه أن الفيلم بتمويل مباشر من مؤسسة الرئاسة المصرية، علماً أن هذه المواقع عادت وحذفت الخبر بدورها مثل موقعي جريدة "الدستور" وموقع "مصراوي".
عنوان الخبر المحذوف من موقع مصراوي
وكان تقرير لموقع "العربي الجديد" قد أكد أن كاتب السيناريو وحيد حامد كُلف كتابة العمل "فيما بدا تكليفاً رئاسيّاً لعمل يتزامن عرضه مع الانتخابات أو التفويض الجديد، أو ما سيستقر النظام عليه في التعامل مع انتهاء فترة الرئاسة الأولى لعبد الفتاح السيسي".
إلا أن حامد رفع يده عن الفيلم؛ بسبب اعتراضه على اختيار المخرج محمد سامي لإخراج العمل والتدخل في النص، وهو ما نفاه خالد الصاوي الذي سيقوم بدور نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر في حوار مع صحيفة "الوطن" وبرر ذلك بمرض حامد، الذي كُرِّم في مهرجان دبي أخيراً وليس لأي سبب آخر.
لكن ظهور حامد في تكريمه الأخير في "مهرجان دبي السينمائي"، صاحبَه الإعلانُ عن قطيعةٍ بين الرجل والمشروع، حسمها برسالة نشَرَها الناقد الفني، طارق الشنّاوي، في عموده بـ"المصري اليوم"، قال له فيها: "ليس لدي من الأصل سيناريو اسمه سري للغاية".
مشاركة مجموعة كبيرة من الممثلين
وتحت عنوان "لا تعليق" نشر الناشط السياسي المصري وائل عباس على صفحته على فيسبوك صورة للممثل الكوميدي أحمد رزق الذي يقوم بدور مرسي مع السقا، فيما يقوم الممثل عبد العزيز مخيون بدور اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع لشؤون التسليح وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي ظهر عام 2011 على شاشات التلفزيون للرد اتهام القوات المسلحة باستخدام العنف ضد المتظاهرين في أحداث ماسبيرو وتهدئة الرأي العام القبطي.
علماً أن مخيون أكد لـ"عربي بوست"، أنه ليس لديه أي معلومات عن الفيلم! ولا يستطيع الحديث عنه، مؤكداً في تصريحات، أنه والمجموعة المشاركة ممنوعون من الإدلاء بأي تصريحات للصحافة عن العمل، ورفض الكشف عن الجهة المانعة، وقال: "اسالوهم". وأوضح أنه لا يعلم حتى متى سيتم الانتهاء من الفيلم؟ وإن كان انتهت من تصوير مشاهده أم لا؟
فيما قال مصدر خاص، لـ"عربي بوست"، إن السيسي التقى شخصياً عدداً من القائمين على تنفيذ الفيلم، وعلى رأسهم مخرجه محمد سامي، وبطله السقا، بالإضافة إلى ممثلين من مجموعة "العدل غروب" التي ستساعد في إنتاجه.
موقع "العربي الجديد"، سخر من اختيار هؤلاء الممثلين والأدوار التي سيقدمونها، مشبهاً كل العمل بأنه أقرب إلى فقرة في برنامج SNL الكوميدي.
فإلى جانب من ذكروا سيقوم نبيل الحلفاوي بدور طنطاوي، وأحمد شاكر عبد اللطيف بدور حسني مبارك، ومحمود حميدة بدور محمد بديع، وطارق لطفي بدور محمد البلتاجي، ونضال الشافعي بدور هشام قنديل، مع ظهور خاص لمحمد رمضان وعادل إمام وفردوس عبد الحميد ومنى عبد الغني وأمير كرارة وروجينا.
أما أحمد حلاوة، فيقدم شخصية سامي عنان بديلاً للممثل الراحل مظهر أبو النجا: "وهذان اختياران معبِّران عما يجري في العمل"، حسب "العربي الجديد".
الجدير بالذكر أن الممثل المصري خالد الصاوي أعلن أكثر من مرة عدم قبوله تجسيد دور القيادي الإخواني خيرت الشاطر، لكنه عاد وأكد قبوله بالدور، في لقاء مطول مع صحيفة "الوطن" المصرية، قال فيه إنه لا يمكنه الحديث؛ "لاتفاقي مع الجهة المنتجة، وذلك بغض النظر عن كون الفيلم سياسياً من عدمه، ولكن أُقسم بالله أنني لن أتجنى على أحد، سواء كان خيرت الشاطر أو غيره، ومهما كان خصماً أو عدواً؛ لإيماني بأن الفن جسر بين الأعداء في الفترات التى يزيد فيها العداء، وإن كان الإخوان نقلوا أنفسهم لصفوف العدو مع الأسف، بعد العمليات الإرهابية التي نفذوها خلال الآونة الأخيرة".