خسر الفيلم الحربي Dunkirk معركة جوائز الغولدن غلوب لعام 2018، الذي كان مرشحاً لنيل جائزة أفضل عمل درامي فيها، وجائزة أفضل مخرج، إلى جانب 4 أفلام أخرى لم تحقق ربحاً يذكر، لا في شباك التذاكر الأميركية ولا في السوق العالمية.
بل إن Dunkirk تفوق عليها جميعها من الناحية المادية، وكان الفيلم الوحيد من بين الأفلام الخمسة المرشحة لنيل هذه الجائزة، الذي تجاوزت مبيعات تذاكره الـ50 مليون دولار في أول أسبوع لعرضه.
الفيلم الذي تفوّق على كل أفلام هذه الفئة ونال جائزة الغولدن غلوب عن أفضل فيلم درامي، هو فيلم أميركي يحمل اسم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri، وهو عمل إنساني حزين، ظنه المشاهدون مبنياً على قصة حقيقية لفرط صدقه، وهو الفيلم الروائي الأول للمخرج مارتن ماغدونغي، وشارك في مهرجان دبي السينمائي لعام 2017.
ورغم أن أبطال الفيلم ممثلون من الصف الثاني إلا أن بطلته فرانسيس مكدورماند، استطاعت أن تحصل هي الأخرى على جائزة أفضل ممثلة في دور درامي نسائي، متفوقة على ميريل ستريب، وسالي هوكينز بطلة فيلم The Shape of Water.
وحصل الممثل سام روكويل على جائزة أفضل ممثل دور ثاني لرجل، وحصل كذلك على جائزة أفضل سيناريو، وبذلك حصد العمل 4 جوائز غولدن غلوب، في الحفل الذي أقيم فج الإثنين الـ8 من يناير/كانون الثاني 2018، وهو العدد الأعلى الذي فاز به عمل واحد هذا العام.
أما مخرج فيلم The Shape of Water المكسيكي غاليرمو ألتورو، فقط نال جائزة أفضل مخرج، مطيحاً بالمخضرمين الأميركي ستيفن سبيلبيرغ مخرج The Post الذي نافس به على الجائزة، والإنكليزيان كريستوفر نولان مخرج Dunkirk،وريدلي سكوت مخرج All The Money in the World.
Congratulations to winner of Best Director – Motion Picture, @RealGDT for @shapeofwater! #GoldenGlobes pic.twitter.com/q7LFbCCZ2e
— Golden Globe Awards (@goldenglobes) January 8, 2018
وإذا كنت من محبي الفن السابع، وترقَّبت كالكثيرين الأعمال السينمائية التي حصلت على ترشيحات جوائز غولدن غلوب لعام 2018، في الدورة الـ75 للجائزة العريقة، فلا بد وأنك قد لاحظت طغيان القصص المأخوذة عن وقائع حقيقية على الأفلام التي اختيرت هذا العام، سواء الدرامية منها أو الموسيقية أو حتى الكوميدية.
فهناك فيلمان من أصل 5 أفلام ترشحت لنيل جائزة أفضل فيلم درامي، مبنيان على قصص حقيقية، وهما فيلم The Post للمخرج الأميركي الشهير ستيفن سبيلبيرغ، وDunkirk للمخرج الإنكليزي كريستوفر نولان، حول وقائع المعركة التي دارت في الحرب العالمية الثانية وحمل الفيلم اسمها.
أما الأفلام الثلاثة الأخرى المرشحة عن فئة أفضل فيلم درامي فباستثناء فيلم The Shape of Water الخيالي، الشديد الإنسانية في ذات الوقت، هناك فيلمان آخران ظن المشاهدون أنهما مأخوذان عن قصص حقيقية لشدة قربهما من الواقع، وهما فيلما Three Billboards Outside Ebbing, Missouri الذي فاز بجائزة أفضل فيلم درامي كما أسلفنا، وفيلم Call me by your name.
في هذا التقرير نستعرض لكم الأفلام المبنية على قصص حقيقية، والأفلام الأخرى التي ظنها الناس كذلك لفرط إنسانيتها وقربها من الواقع سواء كانت أفلاماً درامية أو موسيقية وكوميدية:
وتعتبر أهم الجوائز التي تحظى باهتمام الجمهور، جوائز أفضل فيلم درامي وأفضل فيلم كوميدي أو موسيقي، حيث يتنافس على كل جائزة 5 أفلام، ولكن المميز فيها هذا العام أن أغلب تلك الأفلام تم اقتباسها من قصص حقيقية، أما التي لم يتم اقتباسها فهي أفلام تقدم قصصاً إنسانية واقعية.
أفضل فيلم درامي
تنافست 5 أفلام على جائزة أفضل فيلم درامي وهي:
Call me by your name
Dunkirk
The post
The Shape of water
Three Billboards Outside Ebbing, Missouri – الفائز
Dunkirk
فيلم Dunkirk هو أول الأفلام التي تقدم قصة حقيقية، ووصف برائعة المخرج الإنكليزي كريستوفر نولان، وتدور قصة الفيلم حول عملية إجلاء جنود الحلفاء، في الحرب العالمية الثانية، من بلجيكا وبريطانيا وفرنسا، وذلك بعدما تمت محاصرتهم بواسطة الجيش الألماني، في الفترة من 27 مايو/أيار وحتى 4 يونيو/حزيران عام 1940، في شواطئ وموانئ مدينة "دونكيرك" الفرنسية، وهي معركة حقيقية حدثت بالفعل في بداية الحرب العالمية الثانية، حيث شارك في بطولته توم هاردي، كينيث براناه، مارك رايلان، سيليان ميرفي، هاري ستايلز وجيمس دارسي.
The Post
أما فيلم The Post فهو الآخر يدور في إطار قصة حقيقية، حيث تدور قصته حول معركة كبيرة نشبت بين الصحافة والحكومة الأميركية، على إثر الكشف عن تستّر الحكومة على عمليات فساد كبيرة داخل الدولة، استمرت لفترة كبيرة على مدار حكم أربعة رؤساء أميركيين، حيث يتحالف في تلك المعركة محرر صحفي مع ناشرة صحف لكشف تلك الجريمة، وهو ما يجعلهما في مواجهة مباشرة مع الحكومة، والفيلم من بطولة توم هانكس وميريل ستريب، وأخرجه المخضرم ستيفن سبيلبرغ.
Three Billboards Outside Ebbing, Missouri
فيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri وهو الفيلم الفائز بالجائزة، يتناول قصة إنسانية ممتعة ومؤلمة، تدور حول سيدة قُتلت ابنتها ومرَّت أشهر دون الوصول للجاني، وهو ما يجعلها تدخل في صدام مع الشرطة، حيث تضع ثلاث لوحات إعلانية على الطرق تؤدي إلى البلدة التي تسكنها، مصحوبة برسالة مثيرة للجدل، موجهة إلى مأمور قسم شرطة المدينة ونائبه، الرجل العنيف غير الناضج والمتورط في القضية، حيث تنشب بين الثلاثي معركة قوية.
Call me by your name
الفيلم الرابع هو Call me by your name، الذي وضع في بعض التصنيفات كأفضل أفلام 2017، وهو مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم، نُشرت عام 2007، للكاتب أندريه أكيمان، وهو ثالث الأفلام في ثلاثية المخرج الإيطالي لوكا جواداجنينو بعد فيلمي I am love وA bigger splash.
وتدور قصة الفيلم في عام 1983 في إحدى المدن الصغيرة بشمالي إيطاليا، في عائلة متعددة الجنسيات واللغات، بين أب وأم وابن مراهق، حيث يستضيف الأب "البروفيسور" كل عام تلميذاً له لمساعدته في أبحاثه، ثم تنشأ علاقة مثلية بين الابن ومساعد والده.
The Shape of water
آخر الأفلام التي تنافس على تلك الجائزة هو الفيلم الرائع The Shape of Water، الذي حصل على جائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان فينيسيا، وبالرغم من أن القصة خيالية إلا أنها لا تخلو من الإنسانية.
وتدور قصة الفيلم عام 1962، حول عاملة النظافة "إليسا"، الصماء البكماء، التي تعمل في مختبر حكومي أميركي سري بالقرب من بالتيمور، حيث تكتشف أن الحكومة استطاعت الوصول لمخلوق برمائي في منطقة الأمازون يعبده السكان الأصليون للمنطقة، حيث تجري عليه الحكومة الأميركية العديد من الاختبارات، لظنهم أنه قادر على إعطائهم تفوقاً عسكرياً وعلمياً على الاتحاد السوفيتي، حيث تستطيع "إليسا" التواصل مع هذا الكائن، وتهتم به وترعاه لدرجة تعلقها به عاطفياً حتى تقع في حبه.
أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي
تنافست هذه الجائزة خمسة أفلام أيضاً وهي:
I, Tonya
Lady Bird -الفائز-
The Disaster Artist
Get Out
the Greatest Showman
I, Tonya
وبالرغم من أن تلك الأفلام كوميدية وموسيقية، إلا أن هذا لم يمنع من أن تكون مقتبسة من قصة حقيقية، ففيلم I, Tonya ينتمي لتلك النوعية من الأفلام، حيث تدور قصته حول البطلة الأميركية تونيا هاردينج متزلجة الجليد، التي ذاع صيتها وحققت بطولات كبيرة وتشتهر بشدة في المجتمع الأميركي، وحققت قفزات واسعة وأرقاماً جديدة في لعبتها، إلى أن يبدأ زوجها في التدخل في شؤونها، وهو ما ينتج عنه العديد من الأحداث الكوميدية.
The Disaster Artist
فيلم آخر كوميدي مستمد من قصة حقيقية، وهو The Disaster Artist، وتدور قصته حول قصة صناعة فيلم يدعى The Room، والأخير تم وصفه بأنه أسوأ ما أنتجته السينما العالمية، ويوضح الفيلم اللحظات التي تم خلالها تصوير هذا الفيلم بواسطة صديقين يواجهان الرفض من كل ما حولهما فقرراً تحقيق حلمهما بصناعة هذا الفيلم، الذي وُصف بأنه كارثة فنية، حيث يعرض المخرج جيمس فرانكو الثغرات التي وقع فيها الصديقان في السيناريو والتصوير والإخراج، وكذلك الأدء التمثيلي الفقير، وعلى الرغم من أن الفيلم كوميدي فإنه يحمل دراما مستمدة من واقعية القصة.
The Greatest Showman
ثالث الأفلام المأخوذة من أحداث حقيقية هو The Greatest Showman، الذي يعرض السيرة الذاتية لمنظم العروض الأميركي "بي تي بارنوم"، رجل الاستعراضات الشهير، الذي تجول في العديد من الدول ليعرض استعراضاته وفنونه، وكذلك يحتفي الفيلم بمولد صناعة الاستعراضات من خلال الرجل الذي نهض من العدم لخلق صناعة الاستعراضات.
Get Out
وتستمر القصص الإنسانية حتى في تلك الفئة من الجوائز، حيث ينافس على الجائزة أيضاً فيلم Get Out الذي يجمع بين الرعب و قضية العنصرية، وتدور قصة الفيلم حول شاب إفريقي أميركي يذهب لزيارة عائلة حبيبته ذات البشرة البيضاء، في مزرعة متطرفة عن المدينة، حيث يكتشف بعد ذهابه اختفاء عدد من سكان المزرعة في ظروف غامضة، حتى يحذره أحد سكان المزرعة بضرورة هروبه من المكان، ولكنه تحذير متأخر، حيث يقع فريسة لأهل حبيبته بعد إعداد كمين له.
Lady Bird
قصة أخرى يعرضها فيلم Lady Bird، وهو الفيلم الفائز بجائزة أفضل عمل كوميدي أو موسيقي، عن رحلة فتاة مراهقة لم تجد ذاتها بعد تخرجها في المدرسة الثانوية، حيث تتسم شخصيتها بالمغامرة وحب الاطلاع على الأشياء الجديدة، وتتعرض قصة الفيلم للعديد من للتجارب المختلفة في حياة الفتات، مثل علاقتها بأصدقائها، وعلاقتها بحبيبها، وطموحاتها في الحياة وعلاقتها المتوترة بوالدتها.
أفلام أخرى عن أحداث حقيقية
هناك أفلام أخرى مأخوذة عن قصة حقيقية، ولكنها لم تترشح لجوائز، بل أبطالها فقط هم الذين ترشحوا، أولها فيلم All The Money In The World الذي لم يفز بأي جائزة، وهي أفضل ممثلة "ميشيل ويليامز"، أفضل ممثل مساعد "كريستوفر بالمر"، وأحسن مخرج "ريدلي سكوت".
وتدور قصة الفيلم حول قصة حقيقية حول الملياردير جون بول جيتي، مؤسس شركة "جيتي" للنفط، عندما تم اختطاف حفيده في روما عام 1973 بواسطة إحدى العصابات، ولكنه يحب الثروة أكثر من أي شيء لدرجة عدم موافقته على دفع فدية لاسترجاع حفيده، في حين تدخل والدة الفتى المخطوف في صراع مع جده، من أجل إقناعه بدفع الفدية.
أما ثاني فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية، ونافس على جائزة واحدة فقط وهي جائزة أفضل ممثل، ونالها بالفعل بطله "غراي أولدمان، فهو فيلم Darkest Hour
وتدور قصة الفيلم حول السير ونستون تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة في الحرب العالمية الثانية، حيث تدور قصة الفيلم بالتحديد حول الهجوم الذي قاده تشرشل ضد قوات ألمانيا النازية وقائدها هتلر في بداية الحرب العالمية الثانية.