أذهلت أوبرا وينفري مقدمة البرامج الأشهر في العالم، جمهور الحاضرين في حفل جوائز "غولدن غلوب" بإلقائها خطاباً من العيار الثقيل ضد ظاهرة التحرش الجنسي في هوليوود، التي ألقت بظلال ثقيلة على المناسبة، أعادت فيه إلى الذاكرة أيضاً قصة سيدة سوداء البشرة اختُطِفَت عام 1944 في ولاية ألاباما الأميركية واغتصبها ستة رجال.
بل ووصف موقع CNN ليلة الاحتفال الكبير بأنها "تذكير بقوة أوبرا ونفوذها"، إذ ارتقت مقدمة البرامج السابقة ذات الـ63 عاماً، مسرح هيلتون بيفرلي حيث أقيم الحفل الـ 75 في تاريخ الجائزة، فجر الإثنين 8 من يناير/كانون الثاني من عام 2018، بعد أن قدمتها الممثلة الأميركية وصديقتها المقربة ريس ويذرسبون، ودعتها لتسلم جائزة فخرية تحمل اسم المخرج الأميركي الراحل "سيسيل بي دوميل".
"I want all of the girls watching here now to know, that a new day is on the horizon." @Oprah accepts the 2018 Cecil B. de Mille award. #GoldenGlobes pic.twitter.com/hbquC1GBjm
— Golden Globe Awards (@goldenglobes) January 8, 2018
أوبرا ألقت خطاباً عن غياب ما وصفته بـ "العدالة العِرقية والعنصرية والاعتداءات الجنسية" في أمسيةٍ ارتدت فيها شهيرات هوليوود الملابس السوداء لإظهار دعمهن لحركة #MeToo المناهضة للتحرش.
وبدأت وينفري بالحديث عن الأميركي سيدني بواتييه، أول ممثل من أصول إفريقية يفوز بجائزة الأوسكار عام 1946، والذي حظي بذات التكريم الذي حظيت به أوبرا في حفل الغولدن غلوب الذي أقيم عام 1982.
وقالت أوبرا: "في عام 1982، حصل سيدني على جائزة سيسيل بي دوميل هنا تماماً في حفل جوائز غولدن غلوب، ولا يفوتني أنَّ في هذه اللحظة هناك بعض الفتيات الصغيرات اللاتي يشاهدنني بينما أُصبِح أول امرأة سوداء تحصل على نفس الجائزة.. إنَّه لشرف، إنَّه لشرفٌ وتقدير أن أشارك هذه الأمسية معهن جميعاً إلى جانب الرجال والنساء الرائعين الذين ألهموني، والذين تحدوني، والذين آزروني وجعلوا رحلتي للوصول إلى هذه المنصة ممكنة".
وأضافت: "أودُّ أن أشكر رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية – المقدمة للجائزة- نعلم جميعاً أنَّ الصحافة تتعرَّض لهجماتٍ هذه الأيام. ونعلم أيضاً أنَّ التفاني اللامحدود للكشف عن الحقيقة المطلقة هو ما يمنعنا من غض الطرف عن الفساد والظلم".
استشهاد بواقعة اغتصاب
وفي حديثها عن الاعتداءات الجنسية، أشارت أوبرا إلى أنَّ الأحداث التي كُشِف عنها أخيراً بشأن التحرش الجنسي الذي وصفته بـ "المتوطن" في هوليوود يتجاوز بكثير صناعة الترفيه، لافتةً إلى أنَّ هذه المسألة "تتجاوز أي ثقافة، أو منطقة، أو عِرق، أو دين، أو سياسة، أو مكان عمل".
وتابعت: "لذا، أرغب الليلة في التعبير عن امتناني لكل النساء اللاتي تحمَّلن سنواتٍ من الانتهاكات والاعتداءات لأنَّهن، تماماً مثل أمي، كان لديهن أطفال عليهن إطعامهم، وفواتير لا بد من دفعها، وأحلام يسعين لتحقيقها.. هؤلاء هُنَّ النساء اللاتي لن نعرف أسماءهن قط.. هُنَّ عاملات المنازل وعاملات المزارع.. هنَّ مَن يعملن في المصانع والمطاعم وفي المجال الأكاديمي والهندسة والطب والعلوم.. هُنَّ جزءٌ من عالم التكنولوجيا والسياسة والأعمال، وهُنَّ رياضياتنا في الأولمبياد وجندياتنا في الجيش".
أوبرا ذكّرت الحضور في القاعة ومتابعي الحفل وهم بالملايين حول العالم، بواقعة سيدة سوداء البشرة تدعى ريسي تايلو، والتي اختُطِفَت عام 1944 في ولاية ألاباما الأميركية واغتصبها ستة رجال، وتصدرت قضيتها عناوين الصحف وقتها.
وأوضحت أوبرا أنَّ قصة تلك السيدة حين أُبلِغت للجمعية الوطنية للنهوض بالأشخاص الملونين، تبنت داعية حقوق الإنسان من أصول أفريقية روزا باركس في قضيتها، لكنَّها عجزت، في عصر قوانين جيم كرو، عن محاكمة المعتدين عليها".(قوانين جيم كرو هي قوانين شرع الفصل الاجتماعي والعنصري في كثيرٍ من الولايات الجنوبية الأميركية في ثمانينيات القرن التاسع عشر).
وتابعت: "لقد عاشت مثلما عاش الجميع، عاشت لسنواتٍ طويلة للغاية في ظل ثقافةٍ أعطبها الرجال الأقوياء بوحشية. وطيلة فترةٍ طويلة للغاية لم يجرِ الاستماع إلى النساء أو تصديقهن إذا ما جرؤن على قول الحقيقة بسبب قوة أولئك الرجال. لكنَّ وقتهم نفد. وقتهم نفد".
وفي النهاية ختمت أوبرا وسط تصفيق حار وقوفاً من قبل الحضور: "لذا، أريد من كل الفتيات اللاتي يشاهدنني هنا، والآن، أن يعلمن أنَّ يوماً جديداً يلوح في الأفق! وحين يحلّ هذا اليوم الجديد أخيراً، سيكون ذلك بسبب الكثير من النساء العظيمات، اللاتي تحضر الكثيرات منهن في هذه القاعة هنا الليلة، وبعض الرجال الرائعين للغاية، الذين يقاتلون بجِدٍ لضمان أن يصبحوا القادة الذين يقودوننا إلى الوقت الذي لن يكون أي شخصٍ فيه مُضطراً لقول me too – عنوان حملة مناهضة التحرش- مجدداً".