فيلم مستوحى من كارتون مُستَهلَك يبكي الجمهور.. والنقاد يرشحون بطلته المغمورة للأوسكار.. إليك سر نجاحه!

قصة حب بين "سمكة رجل" وفتاة صماء جعلت الجمهور يبكي ويصفق طويلا للفيلم الأميركي The Shape of Water للمخرج المكسيكي الشهير غواليرم.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/14 الساعة 14:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/14 الساعة 14:10 بتوقيت غرينتش

قصة حب بين "سمكة رجل" وفتاة صماء جعلت الجمهور يبكي ويصفق طويلا للفيلم الأميركي The Shape of Water للمخرج المكسيكي الشهير غواليرم.

فبعد أن فاز بجائزة الأسد الفضي وهي الجائزة الكبرى لمهرجان البندقية السينمائي الـ74، الذي اختتم في الـ9 من سبتمبر/أيلول 2017، استطاع الفيلم أن يبكي المشاهدين في مهرجان تورنتو المقام بين الـ 7 والـ 17 من ذات الشهر والذين صفقوا له طويلًا بعد عرضه الأول هناك.

مفاجأة الفيلم ليس فقط الإخراج الرائع والقصة، بل أداء بطلته سالي هوكنز، وهي ممثلة بريطانية ، توصف بأنها محدودة الجمال، كانت حتى مشاركتها في هذا الفيلم مغمورة، ولكن جعلها هذا العمل نجمة تنبأ لها النقاد بالأوسكار .

بل أنها أصبحت ندًا للممثلة الميركية الشهيرة جنيفر لورنس التي شاركت في مهرجان البندقية بفيلم" Mother" خاصة أن الفيلم الأخير بعلامات استفهام كثيرة حول قصته وأدائها على حد سواء حسب مقال نقدي نشر في Indie Wire.

الفيلم الأكثر رومانسية لعام 2017



تدور قصة فيلم The Shape of Water التي تصنف على أنها خيالية، في فترة الحرب الباردة ما بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي "سابقاً".

ففي أحد المعامل السرية الخاصة بالحكومة الأميركية، التي تستخدم لإجراء الأبحاث والتجارب بغرض التفوق على السوفييت، تعمل "إليزا"، وهي فتاة صماء تعيش حياة رتيبة لا متعة فيها، وتعاني من الوحدة، والصمت اللذين يخيّمان على المعمل، إلى أن تكتشف مع زميلتها "زيلدا" إجراء الحكومة لتجربة سرية خطيرة، بهدف تحويل أحد الرجال إلى رجل يعيش في الماء فيما يشبه حورية البحر، وسيختلف شكله عن البشر الطبيعيين.

وسيتحول جسده إلى ما يشبه طبيعة جسد الأسماك، ولونه ما بين الأزرق والأخضر، كما أن لديه خياشيم، وسلسلة ظهره بارزة حتى أعلى رأسه كالأسماك، ويشبه مظهره مظهر الوحش.

تتغير حياة "إليزا" مع اكتشافها هذه التجربة، وتبدأ في محاولة اكتشاف ذلك الوحش، بل وتراقبه وتحاول التقرب منه، إلى أن تقع في غرامه.

وعندما تعلم أن الحكومة قرَّرت التخلص من تلك التجربة، وقتل ذلك الوحش تحاول إنقاذه بشتى الطرق، إلى أن تنجح في ذلك.
القصة نالت إعجاب الجمهور والنقاد في المهرجان.

تيمة "الجميلة والوحش"



ربما أكثر ما لفت نظر من شاهدوا فيلم The shape of water هو قصة الحب المستحيلة ما بين تلك الفتاة البريئة والوحش، الذي استطاعت ترويضه بعدما كان فظاً في بداية ظهوره في حياتها.

واللافت هو نجاح هذا الفيلم رغم أنه ليس الأول الذي يستند لتلك النوعية من القصص، فقد تم تقديمها من قبل في عشرات الأعمال بشكل مختلف.

ولعل أقرب تلك الأفلام للجمهور هو فيلم Beauty and the Beast الذي قام ببطولته إيما واتسون ودان ستيفنز "الوحش"، وعُرض في دور السينما منذ أشهر قليلة ونجح في تصدر شباك التذاكر، بعد أن أعيد تقديمه استنادا لفيلم الكارتون الذي يحمل نفس الاسم، والذي تم إنتاجه عام 1991.

ومن الأفلام المشابهة له أيضا ، King king و The princess and the Frog.

لماذا تنجح قصص الحب المستحيل في جذب المشاهد في كل مرة؟


السر وراء هذا النجاح يكمن في أن المشاهد يخرج بعد مشاهدة مثل هذه الأعمال وهو يشعر بقيمة "الفضائل الإنسانية التي يحملها وكأنها تضاعفت ألف مرة" حسب دراسة نشرت عام 2011 مجلة Discover العلمية.

فحسب الدراسة "عندما يكون أحد أطراف العلاقة شديد القوة فإنه يخفي نقطة ضعف تظهر من خلال علاقة حب، والعكس تمامًا صحيح فعندما يكون هناك طرف ضعيف أو فقير أو يعاني من إعاقة ما فإن الحب ذاته هو ما يمنحه القوة".

والتعبير عن الحب يتطلب وجود أرواحٍ شجاعة، سواء كان أحد طرفي الحب إنسانًا أو لم يكن، أو سواءً كان أحدهم يحمل قوىً خارقة أو شديد الضعف.

فالتمتع بالشجاعة هو الدافع لاتخاذ القرار الصحيح.. لو استطعنا أن نسمو إلى هذا الحد بإنسانيتنا فإن العالم الذي نعيشه سيصبح مكانًا أفضل"، وفقا للدراسة.

في حالة فيلم The Shape of Water فهناك ضعف وقوة متبادلان بصورة تكاد تكون مستفزة للمشاعر السامية للمشاهد أكثر من أي فيلم عرف فيها طرحًا مماثلًا، فلا الفتاة بارعة الجمال ولا المخلوق البحري وحش، كلاهما ضعيف وكلاهما قوي، وهو ماولد مشاعر الحب بهذه القوة وخلق التعاطف الجماهيري.