احتفل منظمو مهرجان Tribeca السينمائي للأفلام المستقلة وعلى رأسهم أحد أهم مؤسسيه، الممثل الأميركي روبرت دينيرو، بمرور 45 عاماً على عرض رائعة المخرج فرانسيس فورد كوبولا The God Father أحد أعظم الأفلام التي قدمت لجمهور الفن السابع على مدى تاريخ السينما قاطبةً.
وبهذه المناسبة جمع دينيرو الذي بدأت قصته مع الفيلم عندما قام ببطولة الجزء الثاني منه، بجمع شمل أبطاله في عرض خاص للجزء الأول في ختام المهرجان مساء الـ29 من أبريل/نيسان ،2017 تلاه مناقشة كشف فيها المخرج الكثير من المستور حول كواليسه.
مخرج الفيلم فرانسيس كوبولا 'لى جانب روبرت دي نيرو
ويعتبر الكثير مما كشفه كوبولا معلومات جريئة، منها أن أداء أل باتشينو لبعض المشاهد الأولى التي صورها كان شديد السوء لدرجة دعت المنتجين إلى مناقشة فكرة عدم إسناد الدور له من الأساس، وإعادة تصوير المشاهد مع ممثل آخر.
واعترف المخرج حسب ما نقله موقع EW أيضاً أن المنتجين كانوا على وشك إقصائه هو شخصياً عن إخراج العمل، إلا أن مشهد اغتيال "دون" وعبقريته جعلتهم يعدلون عن ذلك.
#TheGodfather cast REUNITE after 45 years and tragic bride Talia Shire still looks INCREDIBLE https://t.co/6cMNEkpg6L pic.twitter.com/M0DIHOk19G
— Daily Express (@Daily_Express) May 1, 2017
عُرض فيلم The Godfather على شاشات السينما في يوم 15 من شهر مارس/آذار من عام 1972 -وكان شاملاً لأجيال متعددة من عائلة كورليوني الإجرامية الخيالية- وهو منذ ذلك الحين يحيك نسيج الثقافة الشعبية الأميركية. وحتى أعتَى السينمائيين لا يزالون يتعلمون حكايات جديدة حول ملحمة العصابات الحائزة على عدة جوائز أوسكار، حتى بعد مرور أربعة عقود ونصف على عرضه أولَ مرة في عام 1972.
مجلة People استعرضت خمس حقائق لا يعلمها إلا قِلةٌ عن فيلم The Godfather
1. اتركْ المسدس.. وناولْني كيتي
في بداية الفيلم، يستهل فيتو كورليوني المشهد وهو جالسٌ في مكتبه بإضاءة خافتة، مرتدياً بزَّته السوداء المشهورة مع وردة حمراء في جيبه العُلوي، ممسكاً بقطة رمادية في حِجره.
وأصبحت القطة تظهر مع كورليوني في كل مشهد. ولكنها لم تكن جزءاً من الخطة، وفقاً لما أوضحه كوبولا مُخرجُ الفيلم فيما بعد.
ويضيف المخرج فرانسيس فورد كوبولا "إن القط الذي كان في يدَيْ مارلون لم يكن مخططاً له الظهور. كلُّ ما حدَث أنني رأيتها تجري في محيط الأستوديو، فأخذتُها ووضعتُها بين يديْه دون أن أنبس بكلمة".
لم يكن ظهور القطة " كيتي" فحسب هو الشيء غير المخطَّط له، لكنّ حشرجتها المتواصلة كادت أن تفسد المشهد. حتى عندما كان فريق الإعداد الصوتي يسمع صوتَها في شريط التسجيل، كان حوار براندو صعباً سَماعُه مع وجود هذا الصوت، ومع ذلك أبقوها في كل المشاهد.
2. جورج لوكاس أقنع كوبولا بإخراج الفيلم
جورج لوكاس معروف بأنه صانع سلسلة Star Wars، لكنه كان يلعب دوراً في إخراج The God Father إلى النور.
عندما اشترت شركة باراماونت حقوق فيلم The Godfather من المؤلف ماريو بوزو، لم يكن أحدٌ يعلم، ولا المؤلفُ نفسُه، أن الفيلم سيثير ضجة كبرى، ناهيك عن الكتاب.
ولمّا زادت شعبية الكتاب، رفعت شركةُ التصوير الميزانية المخصصة للفيلم، وعُرض إخراجُه على كل المُخرجين ذوي السمعة الجيدة في هوليوود.
وفي الوقت الذي لم تكن فيه أفلام العصابات الشعبية والمافيا مشهورةً بإخراج مُخرجين كِبار، اعترض كثيرٌ منهم على قبول العمل؛ على أساس أن هذا العمل من شأنه أن يمجّد المافيا وأن هذا أمر غير أخلاقي.
في ذَات الوقت عُرض الأمر على كوبولا، مع العلم بأنّ كل المُخرجين الكِبار تقريباً رفضوا العمل. في البداية لم يكن كوبولا مختلفاً عنهم في وجهة النظر.
وفقاً لكتاب "مقابلات فرانسيس فورد كوبولا"، لم يتمكن المُخرج كوبولا من إنهاء رواية بوزو، فهي تدعو إلى العنف والجنس، ووصفها بأنها "عمل رخيص جداً". ولحسن الحظ، كان كوبولا مكسوراً ويائساً؛ فشركة الأفلام المستقلة التي يملكها (American Zoetrope)، كانت مديونة لشركة وارنر بروس بمبلغ 600 ألف دولار، فضغط عليه شريكُه، لوكاس، لقَبول العمل. ووفقاً لمجلة Vanity Fair، قال له لوكاس "تقدّم يا فرانسيس! فنحن بحاجة ماسّة إلى المال. ثم ماذا عندك لتخسرَه؟".
وهكذا، فإن العملَ عُرض عليه مرة أخرى بعد بضعة أشهر، وقبِله ثم عمِل مع بوزو لكي يُهيـئَ السيناريو. وفي إحدى المقابلات مع كوبولا أفصح عن ذلك قائلاً "ثم توصلتُ إلى الفكرة الرئيسة للكتاب وما يدور حوله: فهو عبارة عن قصة عائلة ما، عن أب وأبنائه، وبعض المسائل المتعلقة بالسُّلطة والوراثة؛ فرأيتُ أنها قصة رائعة، هذا إنْ اقتُطعت منها كل الأمور [المستفزة] الأخرى".
3. تسبب دورُ آل باتشينو أزمةً قلبية لمُصفِّف شعره
منذ بداية الأمر، وكوبولا يعرف بالضبط مَن هم الممثلون المناسبون للأدوار الأربعة الرئيسية، لكن شركة الإنتاج كان لها آراء أخرى. ومن أجل إقناع المنظومة كان لديه قائمة بالممثلين المرشحين لهذا العمل، فأجرى المُخرج سلسلة من الاختبارات غير الرسمية مع كل من: روبرت دوفال، وآل باتشينو، وجيمس كان، وحتى مارلون براندو (على الرغم من أن براندو لم يكن يدرك أنه كان يُختبَر).
فسافر ثلاثة منهم -وهم: دوفال وباتشينو وكان- إلى منزل كوبولا في سان فرانسيسكو لمعرفة الأدوار، وكانت إليانور زوجةُ المخرج تساعد الممثلين في التأقلم مع الشخصيات من خلال تصفيف شعرهم إلى الخلف كتصفيفة رجال العصابات.
وبحسب مجلة Vanity Fair فإن كوبولا تذكَّر هذا الأمر وعلّق عليه قائلاً "كانت زوجتي، إيلي، تساعدهم في قصّ شعرهم، وعلى الرغم من ذلك، فإن شركة التصوير شعرت أن آل باتشينو يبدو في تصفيفته أشعثَ جداًّ، ولذا أحضرنا له مصففَ شعرٍ حقيقياً وطلبنا منه أن يجعله يشبه طالباً جامعياً.
وما إنْ سمِع المصفِّفُ أنه سيفعل ذلك مع الشخص الذي سيؤدي دور مايكل في فيلم The Godfather، حتى أُصيب بأزمةٍ قلبية، بالفعل لا مجازاً، واضطُررنا أن نحمله إلى المستشفى".
وفي حين أنه بات غيرَ واضح كيف كانت حالُ المصفِّفِ بعد ذلك، إلا أن مجهوداته لم تذهب عبثاً.
4. كاد وارن بيتي وجاك نيكولسون أن يؤديا دورَ مايكل كورليوني
جاك نسكلسون ووارن بيتي
من الصعب أن نتصور أي شخص آخر غير آل باتشينو في دور مايكل كورليوني، ولكن منتجي الفيلم التنفيذيين كانوا يكرهونه من أجل هذا الجزء، بحجة أنه كان قصيراً جدا ليلعبَ دوراً يتحول فيه من بطل وطني إلى مجرم. ووَفقاً لمجلة Vanity Fair، قال أحدُ المنتجين التنفيذيين هذه الكلمة لكوبولا قائلاً "لن يعلبَ قزمٌ دور مايكل".
ذلك لأن باتشينو جاء من خلفية أداء تمثيلي غلبت عليها المبالغة بسبب بداياته المسرحية، ناهيك عن قصر قامته إذ اقترح المنتجون استبداله بمواطنه الممثل روبرت ردفورد.
كانت البدائل المطروحة: جاك نيكولسون، وارن بيتي.
ما جعل باتشينو يحتفظ بالدور هو إقدام كوبولا على تصوير مشهد "المطعم" الشهير الذي أداه باتشينو بحرفية جعلتهم يعدلون عن رأيهم.
5. كان مارلون براندو هو مَن خطط لموت دون
كان لبراندو دور كبير في صياغة صورة الأب الروحي، بدءاً من شكل لحم خدَّيه المتدلي وصوته المبحوح وأسلوبه الفظ. وكانت فكرة الممثل نفسِه إضافة بعض الأنسجة لخديه لإعطائه سِمةَ تَراجُعِ الفك الشهيرة، كما كانت فكرته أيضاً أن يتحدث بصوتٍ أجشّ، وذلك لأنه تخيل أن دون كورليوني تلقى رصاصةً في حلقه وهو صغير.
وفي مقابلة له مع مجلة Play Boy، كشف كوبولا عن أن فكرة موت الأب الروحي كانت من بُنَيَّاتِ أفكار براندو نفسِه. ويشرح المخرج هذا الأمر قائلاً "لقد أخبرتُه في نقطةٍ ما أنني لا أعرف كيف سأصوِّر مشهده الأخير، قُبَيل وفاته. وما الواجب علينا فِعلُه لجعل أدائه مع حفيده قابلاً للتصديق؟
فقال لي براندو: هنا مثلما ألعب مع الأطفال. ثم أخذ قشر البرتقال، وقطعها أجزاء تبدو مثل الأنياب، ثم رمى بها في فمه".
وأردف قائلاً "فكرتُ وقلتُ: يا لها من فكرة سخيفة. ثم فجأة رأيت ذلك: بالطَّبْع! مات الأب الروحي في صورة وحش! وما إنْ شاهدتُه مع أنياب قشر البرتقال، علمتُ أنني لم أكنْ لأصوّر المشهد بطريقة أخرى".