لا بد أنك تساءلت يوماً عن معايير الفوز بجائزة الأوسكار، الجائزة السينمائية الأرفع في عالم الفن السابع والتي سيقام حفل توزيع جوائزها الـ 89 في الـ 26 من فبراير/شباط 2017.
فبحسب تقرير نشرته صحيفة Daily Mail فإن "الفوز بجائزة الأوسكار لا يتعلق بمهارات التمثيل فقط، وذلك رغم أن الجائزة تدّعي أنها تعترف بالأداء التمثيلي المتفوق حول العالم، إلا أن دراسة جديدة وجدت أن فرصتك في ربح الجائزة تزيد إذا كنت أميركياً، تمثل في فيلم يدور في فلك الثقافة الأميركية".
إذ يقول الباحثون حسب تقرير الصحيفة المذكور أن "المشاهدين يميلون لاعتبار الأداء 'عبقرياً بحق، إذا كانوا ينتمون إلى ذات الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الممثل".
ولعل أشهر الحالات التي يمكن أن تثبت من خلالها هذه النقطة، هي حالة الممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو، الذي فاز عام 2016 بالجائزة بعد طول انتظار، عن دوره في فيلم The Revenant، إلا أن تاريخ هذا التوجه يرجع إلى سنوات ماضية وليس بالأمر الجديد.
ففي عام 2014، فاز ماثيو ماكونهي بالأوسكار عن دوره في فيلم Dallas Buyers Club، وفازت جينيفر لورانس بالجائزة في العام الذي سبقه عن دورها في فيلم Silver Linings Playbook، وفاز دانيال داي لويس بالأوسكار عام 2008 عن دوره في فيلم There Will be Blood.
جنيفر لورنس
هذه النتائج توصلت إليها دراسة جديدة نشرت في مجلة علم النفس البريطانية.
إذ قام فريق البحث بدراسة 908 فائزين بجوائز الاستحقاق: 98 فائزاً و383 مرشحاً في جوائز الأوسكار، و97 فائزاً و331 مرشحاً لجوائز البافتا " نظير الجائزة في بريطانيا".
ريس وذرسبون
بشكل عام، وجدوا أن الممثلين الأميركيين سيطروا على الجوائز، إذ حصلوا على ما يزيد عن خمسين في المائة من الجوائز ما بين الأوسكار والبافتا.
لكن الباحثين لاحظوا كذلك توجُّهاً داخل الشريحة الاجتماعية. فعندما يتشارك الممثل والحكم عضوية نفس الشريحة الاجتماعية -كونهم أميركيين على سبيل المثال- فإن فرص المُمَثِّل في الفوز تزداد.
ماثيو ماكونهي
وتشير النتائج إلى أن الأميركيين فازوا بحوالي 52% من جوائز البافتا فقط، بينما وصلت نسبة فوزهم في الأوسكار إلى 69%.
وفاز الممثلون البريطانيون بـ 18% من جوائز الأوسكار فقط، بينما فازوا بـ 34% من جوائز البافتا.
ويقول أستاذ علم النفس بجامعة كوينزلاند، البروفيسور نيكولاس ستيفنز "نحن نعلم الكثير عن العوامل التي تزيد من قدرة الممثل على القيام بأداء استثنائي".
ويضيف قائلاً "لكن السؤال المختلف نوعاً ما هنا، هو السبب الذي يجعل أداءً إبداعياً معيناً، يُرى بشكل استثنائي. وهذا هو السؤال الذي تناوله ذلك البحث، إذ تظهر النتائج أن حكمنا على أداء ما بأنه مبدع، لا يقتصر فقط على الجودة الموضوعية لذلك الأداء، لأن تقييم المحكمين للأداء كونه مميزاً، يتناسب طردياً مع انتماء الممثل والمُلاحِظ لنفس البيئة الاجتماعية".
دانيل دي لويس
ويقول الباحثون كذلك أن الجنسية أحدثت فرقاً بين أولئك الذين يفوزون بالجائزة بالفعل.
تلقى الممثلون الأميركيون 67% من ترشيحات الأوسكار، ولكنهم فازوا بـ 78% منها، بينما تلقى الممثلون البريطانيون 31% من ترشيحات البافتا وفازوا بـ 42% منها.
موضوع المادة المعروضة له تأثير أيضاً، وفقاً للباحثين، ففي الأوسكار، بلغت نسبة الأميركيين الذين يفوزون في الأفلام التي لا تعرض الثقافة الأميركية، 26% فقط من نسبة الفائزين.
ولكن، أولئك الذين يمثلون في أفلام عن الثقافة الأميركية، حققوا نسبة وصلت إلى 88% من الفائزين.
يقول دكتور ستيفنز بهذا الخصوص "الانتماء للمجموعة الاجتماعية يصبح أكثر أهمية عندما تزيد القيمة التشخيصية لمؤشر الجودة – ويحدث ذلك عندما نحدد أن شيئاً ما ليس فقط ممتازاً وإنما استثنائي".
ويضيف "في هذه الحالة، فإن الممثلين الأميركيين يفوزون باثنين من كل ثلاثة ترشيحات للأوسكار، بينما يحصلون على أربع من كل خمس جوائز أوسكار".
ويختم ستيفنز تصريحه قائلاً "هناك اعتقاد سائد بأن منظورنا لأصالة أي عمل إبداعي وتميزه، يكمن في جودته الموضوعية. لكن الحقيقة أننا نقع بشدة تحت تأثير المنظومة الاجتماعية التي ننتمي إليها، والتي تمنحنا الأساس الذي نحكم به على العالم".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Daily Mail البريطانية . للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.