قررت المحكمة العدلية في مدينة إسطنبول ردَّ الدعوة المرفوعة ضد الفنان التركي نجاتي شيشماز الشهير بـ"مراد علم دار" وطاقم مسلسل "وادي الذئاب"؛ لعدم وجود أدلة حول علاقة أبطال المسلسل بجماعة فتح الله غولن التي تتهمها الحكومة التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الأخيرة التي قادها عدد من قادة الجيش التركي في الخامس عشر من يناير/كانون الثاني 2016.
وكانت المحكمة ذاتها قد استدعت الفنان نجاتي شيشماز للتحقيق في أواخر عام 2016، بعد أن كشفت دائرة تسجيل العلامات التجارية التركية عن تقدّم شركة بانا فيلم، المنتجة لمسلسل "وادي الذئاب"، بطلب لتسجيل جزء جديد من المسلسل يحمل اسم "وادي الذئاب-الانقلاب" قبل أشهر قليلة من محاولة الانقلاب، وهو ما أثار شكوكاً حول علاقة الشركة بجماعة فتح الله غولن.
وذكرت المحكمة في قرارها بحسب صحيفة "يني شفق" التركية أنه تبين بعد التحقق من سيناريو المسلسل الذي قدمه طاقم العمل آنذاك عدم وجود علاقة بين جماعة غولن والشركة المنتجة للمسلسل، حيث يسلط سيناريو المسلسل، وفقاً لما أكدته المحكمة، الضوء على محاربة عناصر الدولة الموازية في تركيا وهو مصطلح تستخدمه السلطات التركية للإشارة إلى جماعة غولن.
وفور صدور القرار، نشرت الشركة المنتجة للمسلسل نص القرار عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك معلقة: "وأخيراً، انتهت هذه السخافة"، ليلاقي المنشور إعجاب الآلاف من متابعي المسلسل، الذين عبروا عن فرحتهم بقرار المحكمة.
الجدير بالذكر أن مسلسل "وادي الذئاب"، أحد أطول المسلسلات في تاريخ الدراما التركية، يحظى بانتشار واسع داخل تركيا وخارجها في العديد من بلدان العالم، حيث يناقش المسلسل الذي تناوبت 4 فضائيات تركية على بثه طوال الأعوام السابقة، العديد من القضايا السياسية والاقتصادية المثيرة داخل تركيا.
وأنتجت الشركة المالكة للمسلسل أجزاءً عديدة منه، بالإضافة إلى سلسلة من الأفلام السينمائية كـ"وادي الذئاب-فلسطين"، الذي تناول اعتداء الجيش الإسرائيلي على قافلة مرمرة التركية قبالة سواحل قطاع غزة في عام 2010، وكذلك فيلم "وادي الذئاب-العراق".
وكان بطل مسلسل "وادي الذئاب"، نجاتي شيشماز، قد شارك في المظاهرات المساندة للرئيس التركي بعد محاولة الانقلاب الأخيرة، وظهر شيشماز في العديد من الفيديوهات مطالباً الأتراك بالنزول للشارع للدفاع عن الديمقراطية ورفض محاولة الانقلاب.