لطالما ارتبط اسمها بالنسبة للنقاد والجمهور بالأفلام الجيدة، فالممثلة ميريل ستريب خلقت ثقة كبيرة لدى الجميع باختيارها الأدوار بحكمة.
ولدت ماري لويز ستريب، الشهيرة بميريل ستريب في 22 يونيو/حزيران 1949، في ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأميركية.
والدتها فنانة تشكيلية، ووالدها صيدلي، وتعود أصول العائلة إلى ألمانيا.
درست ستريب الدراما، وحصلت على ماجستير في الفنون الجميلة من جامعة يال، وخلال دراستها شاركت في مسرحيات عديدة، وحصلت من خلالها على الجوائز.
خطوات ثابتة نحو النجاح
أول أدوار ميريل في السينما كان فيلم "The Deadliest Season"، عام 1977 ثم فيلم "Julia" في نفس العام، ولكن بدايتها الحقيقية كانت في فيلم "The
Deer Hunter"، عام 1978، حيث كان أول ترشيح لها لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة مساعدة.
عرف عنها قدرتها على التقمص وإجادتها لجميع اللكنات المختلفة، بسبب مدربي اللغة الماهرين الذين تتعامل معهم.
ولم تحصر ميريل نفسها في نوع واحد من الأدوار، بل تنقلت بين الدراما كما في فيلم "Sophie's Choice" والرومانسية "Falling In Love".
تمتلك ستريب صوتاً جميلاً أيضاً وتحب الغناء، حيث إنها تلقت دروساً في الأوبرا قبل اتجاهها للتمثيل، وقد شاركت في عدد من الأفلام الغنائية مثل فيلم Mamma Mia مع الممثل بيرس بروزنان.
بالإضافة إلى أدائها لأدوار المرأة الشريرة كما في فيلم "TheDevil Wears Prada" الذي تؤدي فيه دور رئيسة تحرير مجلة نسائية، تنتقد من تعمل لديها وتكلفهم بمطالب تعجيزية؛ ولهذا تستحق ستريب أن تصنفها مجلة Entertainment Weekly رقم 37 ضمن أفضل مئة ممثل على الإطلاق على مر العصور.
صداقة أبدية مع الأوسكار
حطمت ميريل الأرقام القياسية، حيث تعد الممثلة الأكثر ترشيحاً في تاريخ جوائز الأوسكار.
ورشحت 19 مرة، فازت في 3 مرات منها بالأوسكار.
وكان فوزها الأول في فيلم Kramer vs. Kramer عام 1979، كأفضل ممثلة مساعدة، والطريف في الأمر أنها نسيت جائزة الأوسكار في دورة المياه خلال الاحتفال!
لم تنتظر طويلًا حتى حصدت الأوسكار الثاني عن فيلم Sophie's Choice كأفضل ممثلة رئيسية، وذلك عام 1982، وقد صنفت شخصيتها في الفيلم كأفضل شخصية تم تمثيلها على الإطلاق.
أما فوزها الثالث، فهو عن أحد أفضل أفلام السير الذاتية، وهو فيلم the iron lady حيث قدمت شخصية وزيرة الخارجية البريطانية السابقة مارجريت تاتشر.
وقد رشحت لجائزة الجولدن جلوب 25 مرة، وفازت بها 8 مرات.
أيضاً هذا العام كشف منظمو الحفل، أن ستريب ستكرم بجائزة عن مجمل أعمالها في الحفل السنوي المقرر عام 2017 في يناير/كانون الثاني، تقديراً لعملها المتفاني خلال 40 عاماً.
تحاول تغيير نظرة هوليوود للمرأة
تقول ميريل ستريب إن أول تجربة أداء ذهبت لها كانت لفيلم king kong وحينما رآها المنتج "دينو دي لورانتس" أخبر ابنه أمامها أنها قبيحة، ولا تصلح للدور، ويبدو أن هذا ما جعل ستريب تدافع عن حقوق المرأة في هوليوود مع العديد من النجمات، إذ تقول إنها تتقاضى أجراً أقل من النجوم الرجا الذين يمثلون معها في الفيلم.
غيرت ميريل القليل من نظرة هوليوود للمرأة، حيث أدت أدواراً متنوعة، وهي في سن لا تراه هوليوود مناسباً لكل شيء.
وتقول إنها قدمت دور الساحرة في فيلم into the woods، حينما شعرت أنها ترى عمرها مناسباً بعدما عرضت عليها 3 ساحرات في عام واحد، بعد أن تجاوزت الأربعين ولم تكن تقبل الدور، مما يوضح أن هناك معايير أخرى لاختيار أدوار السيدات في هوليوود مثل الجمال والشباب وليست الموهبة فقط.
تعد ميريل ناشطة حقوقية أيضاً، إذ سافرت مع ميشيل أوباما السيدة الأولى سابقاً، في مبادرة لتمكين الفتيات حول العالم من التعليم.
يبدو أن سبب حب الجميع لميريل أنها تشبههم، تتحدث ميريل عن أنها تؤمن بالإشارات، لذلك لم تدرس الحقوق فقد علمت أنها ليست طريقها عندما لم تستطع الاستيقاظ لمقابلة الالتحاق بالكلية.
أيضاً وهي طفلة كجميع الفتيات كانت تحلم بالزواج من البلاط الملكي، إذ ولدت هي والأمير تشارلز في العام ذاته، وكانت ترى أن هذا رومانسي جداً.
فيلم ميريل الأخير Florence foster jenkins وهو عن شخصية حقيقية لمطربة أميركية مغمورة ذات صوت سيئ، تقوم برشوة مدير الأوبرا لتقوم بالغناء على خشبة المسرح، فهل يرشح هذا الدور ميريل ستريب للمرة العشرين لجائزة الأوسكار؟.