عندما نسمع خبراً عن إلقاء القبض عن أحد النجوم أو المشاهير يتبادر إلى أذهاننا الممثلة الأميركية ليندسي لوهان الشهيرة بفضائحها، أو مواطنها تشارلي شين المتهم بالمجون، ولكن من المستحيل أن نتخيل جورج كلوني وفي يده الأصفاد أو القبض على الجميلة جيسيكا ألبا والتحقيق معها لتخريب الممتلكات العامة.
لكن آراء هؤلاء النجوم السياسية الواضحة ،ومواقفهم المعارضة تجاه بعض القضايا جعلتهم عرضة للاعتقال.
جورج كلوني
ربما لا يعرف الكثيرون أن النجم العالمي جورج كلوني يشارك دوماً في القضايا السياسية قبل التعرف على زوجته أمل كلوني. فقد تطبّع بخصال والده الصحفي نيك كلوني واهتم بالعديد من القضايا التي شغلت الرأي العام العالمي.
في عام 2012، استيقظ معجبو كلوني حول العالم على خبر اعتقاله مع والده وعدد من السياسيين من الحزب الديمقراطي والناشطين السياسيين بسبب مشاركتهم في مظاهرة أمام السفارة السودانية في واشنطن ضد حكومة الرئيس السوداني عمر البشير، بعد أن رفضوا الابتعاد عن المبنى، ما دفع رجال الشرطة لوضع الأصفاد البلاستيكية في أيديهم واعتقالهم.
إلى جانب ذلك، حاول كلوني لفت الانتباه إلى معاناة الشعب السوداني، بالشهادة أمام مجلس العلاقات الخارجية بارتكاب القوات السودانية جرائم حرب بحق المدنيين، كما عقد اجتماعات خاصة مع وزيرة الخارجية والرئيس باراك أوباما حول الوضع الإنساني المتردي في البلاد الإفريقية.
سوزان سارندون
بدأت سوزان نشاطها السياسي عندما كانت في المدرسة الثانوية ضد حرب فيتنام، كما اتهمت بالإخلال بالنظام العام عام 1994، وشاركت في العديد من المظاهرات منها حملة احتجاج ضد شرطة نيويورك على خلفية حادثة قتل المهاجر الشاب أمادو ديالو الذي لم يكن مسلحاً وأطلقت الشرطة عليه النار في منزله، كما شاركت في الاحتجاجات الشعبية ضد غزو العراق.
داني غلوفر
تعلق نجم سلسلة lethal weapon داني غلوفر بالسياسة، وبعد أن انتهى من دراسته الجامعية أصبح ناشطاً في الجماعات الساعية لتحسين حياة الأميركيين السود، ما عرضه للدخول في مشادات مع الشرطة الأميركية خلال مشاركته في المظاهرات والاحتجاجات، من بينها اعتقاله خلال مظاهرة عمالية ضد شركة متخصصة في الإمداد والتموين بولاية ماريلاند الأميركية.
ألقت الشرطة القبض على جلوفر مع 11 شخصاً آخرين تجاهلوا طوقاً أمنياً فرضته الشرطة وتجمعوا حول خط سكة حديد ضد شركة Sodexo اتهموها بدفع أجور منخفضة لا توفر العيش الكريم لعمالها.
مارتن شين
يعد الممثل مارتن شين، المعروف بدور الرئيس Bartlet في المسلسل التلفزيوني The West Wing من أكثر المشاهير الذين تم اعتقالهم في هوليوود، فقد ألقي القبض عليه أكثر من 60 مرة للاحتجاج ضد الكثير من القضايا بداية من انتهاك حقوق الإنسان إلى القضايا البيئية، وكانت أولى تجاربه في الاعتقال عام 1986 بتهمة العصيان المدني احتجاجاً على مبادرة الرئيس رونالد ريغان حرب النجوم الهادفة لإحباط أي هجوم قد تتعرض له الولايات المتحدة الأميركية أو إحدى حلفياتها بالصواريخ البالستية، كما كان من ضمن اعتقالاته الأخيرة في عام 2007 خلال مظاهرة مناهضة للأسلحة النووية.
شايلين وودلي
إلى جانب شهرتها كممثلة عرفت نجمة سلسلة أفلام Divergent شايلين وودلي، كناشطة بيئية، ولا تملّ من إظهار دعمها لبعض القضايا.
كان آخرها المشاركة في احتجاج لمنع مدّ خط أنابيب في ولاية نورث داكواتا، حيث يشتكي السكان المحليون من أن خط الأنابيب يمكن أن يلوث المياه ويدنس أماكن مقدسة، ما أدى إلى اعتقالها أمام آلاف من معجبيها والمهتمين بالقضية بعد أن نقلت الاحتجاج عبر بث حي مباشر على موقع فيسبوك.
وتعرضت وودلي للاعتقال بتهمة إثارة الشغب، وعلقت قائلة إنها كانت ذاهبة لسيارتها عندما التفّ رجال الشرطة حولها بينما وقفت شاحنة عملاقة خلفها حتى يتمكنوا من القبض عليها، وقاموا بجذبها من سترتها وتبليغها أنها غير مسموح لها بمواصلة الاحتجاج.
لكن شايلين تمكنت بمساعدة محاميها ألكسندر ريتشرت من إثبات براءتها.
لوسي لوليس
لوسي لوليس عرفت في عالمنا العربي باسم "زينا" في المسلسل الشهير الذي يحمل نفس الاسم والذي حقّق شهرة واسعة بين الشباب العربي في فترة التسعينات، واشتهرت لوسي بكونها ناشطة قوية لا ترضخ بسهولة.
وألقي القبض عليها عام 2012 مع 5 آخرين من النشطاء في منظمة السلام الأخضر النيوزيلندية بعد أن أمضت 4 أيام على قمة سفينة للتنقيب عن النفط كان من المفترض استخدامها للبحث عن آبار نفط في القطب الشمالي، حيث وجهت الشرطة لهم تهمة سرقة السفينة.
وودي هارلسون
كانت البيئة هي محور اهتمام النجم العالمي وودي هارلسون، فقد عرف كناشط بيئي لفترة طويلة، واعتقل عام 1996 مع 9 متظاهرين آخرين شاركوا في مظاهرة لتحجيم جسر جولدن جيت في سان فرانسيسكو، وقاموا بتعليق لافتات في منتصف الطريق، ما أدى إلى خلق أزمة مرورية هائلة، واتُّهم بالتعدي على ممتلكات الغير وعدم الانصياع للضباط، فضلاً عن الإزعاج العام.
هايدن بانتير
جذبت نجمة Nashville هايدن بانتير اهتمام العالم عندما شاركت في مظاهرة عام 2007 جنوب غرب اليابان، في محاولة منها لعرقلة طقوس سنوية يقوم بها الصيادون اليابانيون ضد الحيتان والدلافين، وقامت بملاحقتهم ومنعهم من قتل الأسماك.
ولكن الشرطة اليابانية أصدرت مذكرة لإلقاء القبض على بانتير، وتم نقلها هي ومن معها إلى المطار مباشرة لمنع تنفيذ قرار الاعتقال.
جيسيكا ألبا
بالرغم من أنها تعودت خطف الأنظار بأناقتها وابتسامتها الجذابة، لفتت النجمة جيسيكا ألبا الانتباه عندما بدأت شرطة أوكلاهوما سيتي عام 2009 تحقيقاً بعد ظهور صور لها وهي تشوّه الممتلكات العامة بملصقات ضخمة لسمك القرش الأبيض في محاولة منها لرفع مستوى الوعي عن الأسماك وتضاؤل أعدادها.
وادعت الشرطة أن النجمة استخدمت غراءً قوياً لتثبيت الملصقات في العديد من الأماكن الحيوية، لكنها قدمت اعتذاراً بعد فترة قصيرة عن مشاركتها في الحدث، وأغلق باب التحقيق بعد أسبوع واحد حيث رفض أصحاب الأملاك توجيه اتهامات لها.
جيمس كرومويل
لم يقف تقدم العمر أمام النجم القدير جيمس كرومويل البالغ من العمر 76 عائقاً عندما أراد الدفاع عن آرائه ودعمه لقضايا حقوق الحيوان.
فألقي القبض على كرومويل عام 2001 لمشاركته في احتجاجات عن حقوق الحيوان، وتم إطلاق سراحه بعد 5 ساعات.
كما ألقت السلطات الأميركية القبض عليه عام 2015 مع 5 أشخاص آخرين بتهمة "السلوك غير المنضبط" للهتاف في مظاهرة عند محطة لتوليد الطاقة قيد الإنشاء شمال ولاية نيويورك، بعد أن رأوا أن السموم التي ستخلفها المحطة قد تؤدي لمشاكل صحية وانخفاض قيمة العقارات في المنطقة.
أما بالنسبة للمشاهير العرب فقد طالتهم الاعتقالات للتعبير عن آرائهم السياسية ومشاركتهم في جماعات ضد السلطة الحاكمة من بينهم:
تحية كاريوكا
فإلى جانب لقبها بأم الرقص الشرقي، لُقبت تحية كاريوكا ببنت ثورة 19، وعرفت بمواقفها السياسية الحازمة ضد الملك فاروق، ومشاركتها في حركة "حدتو" الشيوعية في الحقبة الناصرية.
ولقد اعتقلت تحية كاريوكا بسبب نشاطها السياسي أكثر من مرة، منها مرتان في عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر واتهمت بالترويج لمبادئ هدامة.
ولن ينسى التاريخ اعتزازها بقوميتها العربية عندما ذهبت لمهرجان كان 1956 وضربت الممثلة العالمية ريتا هيوارث بالحذاء لتطاولها على العرب محاباة لليهود.
سعيد صالح
"أمي اتجوزت 3 مرات: الأول وكّلنا المش، والتاني علمنا الغش، والتالت لا بيهش ولا بينش"، كانت هذه الكلمات الخارجة عن نص مسرحية "لعبة اسمها الفلوس" التي عرضت عام 1983 سبباً في دخول الفنان الكوميدي الراحل سعيد صالح إلى المعتقل لمدة 6 أشهر، ويقصد بها رؤساء الجمهورية السابقين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك (على الترتيب).
كما ألقي القبض عليه عام 1991 بتهمة تعاطي الحشيش، وعلق صالح على ذلك بأن طول لسانه كان السبب في اعتقاله (في إشارة لانتقاده للسلطة).
ليلى عوض
تعد الفنانة ليلى عوض من الممثلات المعارضات للنظام السوري، وخصصت على صفحتها بموقع فيسبوك مساحة لأخبار الثورة والمعتقلين، وأطلق عليها الناشطون لقب مراسلة الثورة السورية، إلا أن النظام السوري تمكن من إلقاء القبض عليها وتم إطلاق سراحها بعد اعتقال دام 15 شهراً.