كغيرهم من البشر يمرُّ النجوم من المشاهير بفترات يصعدون فيها إلى قمة النجاح، ثم تأتي فترات أخرى يهبطون فيها إلى قاع الفشل، وبينما يستسلم البعض منهم لوضعه في رحلة الهبوط أو عند القاع، ويعيش على ذكرى ما حققه وقت الشهرة، فإن البعض الآخر ينجح في التشبث بسلم النجاح، وبلوغ درجات ربما لم يبلغها من قبل.
في هذا التقرير نستعرض عدة نماذج لنجوم من هوليوود، وصلت مسيرتهم في يوم من الأيام إلى درجات متدنية، إلا أنهم نجحوا في العودة بصورة أقوى من ذي قبل.
العرّاب – مارلون براندو
بملامحه الوسيمة وطريقة تمثيله المختلفة، نجح الممثل مارلون براندو في وضع اسمه كأحد أهم نجوم السينما في عقد الخمسينيات من القرن الماضي، حيث قدّم أعمالًا مثل A Streetcar Named Desire و On The Waterfront ، الذي نال عنه جائزة الأوسكار.
إلا أن عقد الستينيات شهد أفول نجمه وفشلت أغلب أعماله وقتها، حتى إن معظم المخرجين صاروا يتجنّبون العمل معه.
إلى أن جاءت فترة السبعينيات، ليعود براندو للتوهج مجددًا، فيقدم دورين مختلفين تماماً عما سبق في مسيرته الفنية، يعتبرهما الكثير من النقاد الأهم في حياته كلها: الأول دور زعيم المافيا "فيتو كورليوني" في العراب The Godfather، والثاني في فيلم Last Tango in Parisليخلد اسم براندو في قائمة أفضل نجوم السينما العالمية.
مايكل كيتون
رغم أنه لم يقّدم فيلماً كبيراً يرى النقاد أنه يستحق الترشح عنه للأوسكار؛ إلا أن مايكل كيتون كان أحد أنجح نجوم عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في أفلام مثل Beetlejuice، كما يحسب له إعادة النجاح لأفلام الأبطال الخارقين؛ حينما قّدم دور باتمان في فيلمين ناجحين، ثم اختفى فجأة عن الأضواء، وبدا أنه اكتفى بتقديم أعمال فنية سيئة.
ولكن العام 2014 كان بداية رحلة كيتون للعودة إلى الضوء والنجاح أقوى مما كان عليه، وكان ذلك في فيلم Birdman، الذي قيل أنه مستوحى من قصة حياته هو نفسه.
فأصبح كيتون بين يوم وليلة حديث العالم السينمائي، ونال عن دوره بالفيلم جائزة الغولدن جلوب، ليصبح أقوى المرشحين للفوز بجائزة الأوسكار التي رُشح لها بالفعل، ويستكمل صعود سلم النجاح في العام التالي؛ ويقدم فيلم Spotlight الذي يحقق بدوره نجاحاً كبيراً.
نيل باتريك هاريس
بعد بداية مبشرة في فيلم Clara's Heart، بدا أن الفتى، ابن الخامسة عشرة وقتها، نيل باتريك هاريس سيكون أحد أهم النجوم الصاعدين في هوليوود في تلك الفترة، خاصة مع ترشحه لنيل جائزة الغولدن جلوب، عن دوره هذا.
واستمر الحظ يبتسم للفتى في العام التالي حين نال الدور الرئيسي في مسلسل Doogie Howser, M.D، الذي كشف عن المزيد من موهبته وثبت أقدامه أكثر، كنجم شاب قادم بقوة ومنحه كذلك ترشيحاً آخر للغولدن جلوب.
واستمر المسلسل لمدة 4 مواسم، وانتهى في عام 1993، ليبدأ سوء الحظ في مطاردة هاريس، الذي شارك في أعمال درامية أغلبها ضعيف المستوى أو متواضع مثل Starship Troopers وأفضل الأشياء التالية The Next Best Thing، مع بعض النجاحات المحدودة في عروض مسرحية على مسارح برودواي.
وظل سوء الحظ ملازماً للنجم الشاب حتى العام 2005 عندما قدم دور بارني ستينسون في مسلسل How I Met Your Mother، الذي أعاده مرة أخرى إلى طريق النجاح.
ماثيو ماكونهي
منذ بداياته الأولى في أوائل التسعينيات وحتى العقد الأول من الألفية الجديدة، لم ينجح ماثيو ماكونهي في إثبات نفسه كممثل إلا في نوعية معينة من الأفلام هي الرومانسية الكوميدية، فقّدم أعمالًا مثل Failure to Launch و Ghosts of Girlfriends Past، مما جعل أغلب مخرجي الدراما يعزفون عن التعامل معه، أو يفكرون في طرح اسمه ى عند البحث عن بطل لأعمالهم الجديدة، وهو الأمر الذي كان سيحصره في هذه الأدوار ما تبقى من حياته الفنية.
حتى جاء العقد الثاني من هذه الألفية، ونجح فيها ماكونهي في إعادة تقديم نفسه بصورة مغايرة تماماً لما ألفه عليه الجمهور والنقاد على حد سواء.
فقدّم أعمالاً نالت إعجابهم من ضمنها Mud و Magic Mike، ليأتي عام 2013 ومعه فيلم Dallas Buyers Club؛لينال عنه جائزة الأوسكار، ويتحول بعدها إلى أحد أهم نجوم جيله ونجوم شباك الإيرادات خاصة في عمله التالي Interstellar.
روبرت داوني جونيور
ربما تكون قصة روبرت داوني جونيور هي إحدى أكثر قصص النجاح المبهرة في هوليوود، ومثالاً لعدم الاستسلام لليأس حتى في أحلك الظروف.
فـ داوني جونيور عرف النجومية في سن مبكرة، وحقق الكثير من النجاحات في بداياته، ثم تّوج كل ذلك ترشيحه للأوسكار عن دوره في فيلم Chaplin، حتى عاد ماضي والده الذي كان مدمناً على المخدرات ونقل تلك المشكلة لابنه في فترة مبكرة ليطارده، فتبدأ حياته في الانهيار بسبب إدمانه للمخدرات ويدخل السجن ويخرج منه عدة مرات.
وكانت النقطة الفاصلة في حياة داوني جونيور والتي منعته من مواصلة تدمير نفسه هي طرده من مسلسل Ally McBeal بسبب مشكلة متعلقة بالمخدرات، ثم قابل بعدها سيدة أحبها واشترطت عليه ترك المخدرات لتقبل به زوجاً.
فقرر بعدها الإقلاع عن تعاطي المخدرات تماماً، ونجح بالفعل في ذلك وبدأ في رحلة العودة لحياته الفنية ليثبت أقدامه على سلم النجاح خطوة بخطوة، حتى جاءته الفرصة الكبرى في عام 2008 مع فيلم Iron Man، ليصبح بعدها أحد أنجح نجوم جيله وأكثرهم شهرة.