لم تكن الانتخابات الأميركية بعيدةً عن صناع السينما في هوليوود، بل حاولوا في العديد من الأفلام إظهار صراعات المرشحين وشراسة الحملات الانتخابية من أجل الوصول للبيت الأبيض.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية المقررة في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بين المرشحين على الرئاسة الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، نستعرض قائمة بأفضل 8 أفلام درامية تناولت الانتخابات والمؤامرات التي تحاك خلال تلك الفترة
Our Brand Is Crisis – 2015
تدور أحداث الفيلم خلال الانتخابات الرئاسية البوليفية التي جرت عام 2002، حيث استأجر السياسي البوليفي بيدرو كاستيلو، شركة أميركية استشارية لمساعدته على الفوز في الانتخابات الرئاسية البوليفية، وأرسلت الحملة المستشارة الأميركية "جين بودين" لإدارة الحملة في بوليفيا. أراد جورج كلوني وجرانت هيسلوف منتجا الفيلم إظهار أن لعبة الانتخابات وفن إدارتها صناعة أميركية.
وأن هناك شركات متخصصة لإدارة حملات الانتخابات والتأثير على قدرة الناخبين على المشاركة في الحياة السياسية، فالفيلم استوحى أحداثه من وقائع حقيقية، بيد أن المستشارة "جين بودين" والرئيس البوليفي "كاستيلو" هما ضربٌ من الخيال، لكن الصراع السياسي يستند إلى القصة الحقيقية للمحامي عضو الحزب الديمقراطي الأميركي "جيمس كارفيل" ومساعد الرئيس السابق بيل كلينتون "جيريمي روزنر" وغيرهما من السياسيين عندما ذهبوا إلى بوليفيا لإدارة حملة إعادة انتخاب الرئيس "غونزالو سانشير دي لوسادا" عام 2002.
الفيلم كتبه بيتر ستروجان، استناداً إلى فيلم وثائقي يحمل نفس الاسم، أُنتج عام 2005، بطولة ساندرا بولوك وبيلي بوب ثورنتون، ومن إخراج ديفيد جوردون جرين.
Game Change – 2012
استند صناع الفيلم إلى الألاعيب التي لا يوفرها صناع السياسة، وإمكانية الاستعانة بمرشحين بلا كفاءة بسبب الضرورة. الفيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية وقعت خلال الحملة الانتخابية الرئاسية للمرشح الجمهوري جون ماكين في انتخابات 2008، حين كان يريد أن يكون جو ليبرمان نائباً له خلال السباق الانتخابي.
إلا أن المكتب الاستشاري للحزب الجمهوري رأى أن ليبرمان لن يكون مفيداً في الصراع أمام السيناتور الديمقراطي باراك أوباما واختار سارة بالين ملكة الجمال السابقة، وضحلة الذكاء بدلاً عنه علّ شبابها وحضورها يوفران بعض الحظ للمرشح الجمهوري الكبير في السن.
وتأتي أهمية الفيلم في التوقيت الذي طرح فيه، والذي واكب ترشح أوباما للفترة الرئاسية الثانية، وتطرق الفيلم للصراعات التي تنشأ بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري
في سبيل السباق للسيطرة على المكتب البيضاوي، الفيلم أخرجه جي روش وكتبه داني سترونج، استناداً إلى كتاب يحمل نفس الاسم من تأليف مارك هالبرين وجون هيلمان.
وقد جسدت الممثلة جوليان مور دور المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الأميركي سارة بالين حاكمة ألاسكا، التي استطاعت أن تؤجل حسم الانتخابات الأميركية للحظات الأخيرة.
No – 2012
يجسد الفيلم إمكانية استخدام وسائل الإعلام والدعاية في التأثير على المواطنين من أجل إجراء حملات سياسية معارضة لصالح الشعب وتحرير وطنهم، كنوع من الحملات الإعلامية السياسية الممنهجة التي يمكن أن تقوم بها بعض الحكومات الديكتاتورية، والتي تحث المواطنين على التصويت لصالح نتيجة معينة. الفيلم يتناول الحملات الدعائية التي قامت بها حكومة تشيلي لحث المواطنين على النزول للاستفتاء والتصويت بنعم لبقاء الجنرال أوغستو بينوشيه في السلطة لمدة 8 سنوات أخرى أو إقامة انتخابات رئاسية ديمقراطية في العام التالي، بعد 15 عاماً من الديكتاتورية العسكرية التي تواجه ضغوطاً دولية كبيرة.
من بين فريق العمل في حملة "لا" الحقيقية كان الناشط السياسي وقتها باتريسيو إيلوين، الذي شارك في حث المواطنين على التصويت بـ"لا" للتخلص من حياة الديكتاتورية والحكم العسكري في تشيلي، واستطاع أن يصبح أول رئيس يأتي بانتخابات ديمقراطية في تشيلي عام 1990.
The Ides of March – 2011
من جديد يطرح جورج كلوني فيلماً سياسياً يتناول الخبايا في الحملات الانتخابية، ورغم أن الفيلم مستوحى من أحداث الانتخابات التمهيدية لعام 2004، فإنه لم يتم التركيز عليها فحسب، بل تم التطرق إلى الحسابات الشخصية والمكاسب التي يمكن لأي شخص الحصول عليها، إذا كانت لديك ورقة الضغط الملائمة للعب بها في الوقت المناسب. الفيلم يحكي عن ستيفن مايرز "رايان غوسلينج" مدير حملة حاكم ولاية بنسلفانيا والمرشح الديمقراطي للرئاسة مايك موريس "جورج كلوني" ضد السيناتور تيد أركنساس في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي.
ووفقاً للفيلم، فلم يتم اختيار الرئيس في الانتخابات التمهيدية بسبب الكاريزما أو قوته وإنما عن طريق معركة طويلة شرسة بين المستشارين وحسابات من الاتفاقيات السياسية.
علاوة على أن مايرز يكتشف بالصدفة تورط مرشحه مع مولي إحدى الفتيات المتدربات في الحملة الانتخابية في علاقة جنسية وتسبب في حملها، ما قد يودي بالحملة ويتسبب في فضيحة ضخمة، حيث ساعد مايرز مولي في التخلص من الجنين وحذرها من إفشاء الأمر ثم قام بطردها من الحملة.
وتطورت الأحداث عندما انتحرت مولي، وبدأ مايرز يهدد موريس بإشهار علاقته الغرامية معها وطالبه بإقالة أحد المستشارين وإعادته لمنصبه، فخضع موريس لأوامر مايرز، وأصبح موريس في النهاية المرشح الفعلي رغم خسارته في أوهايو.
The Manchurian Candidate – 2004
المعالجة تتسم بالفانتازيا السياسية القائمة على بعض الأحداث الواقعية في أساليب الدعاية الانتخابية، حيث يتناول مجموعة من الضباط في الجيش الأميركي الذين يعانون من بعض الآثار الجانبية بعد الحروب التي خاضوها خارج الحدود الأميركية.
الرائد بين ماركو "دينزل واشنطن" وعدد من الجنود الناجين بدأت تراودهم أفكار لا تخضع لغسل الأدمغة، لكن يترشح ضابط آخر يدعى رايموند بعد عدة سنوات لمنصب نائب الرئيس الأميركي بمساعدة والدته السيناتور شو "ميريل ستريب"، ويحاول استغلال قصصه البطولية في الترويج لنفسه، إلا أن ماركو باشر تحقيقاً توصل فيه إلى أن كل ما يقال كذب.
الفيلم هو إعادة لكلاسيكية جون فرانكنهايمر التي أطلقها عام 1962 والتي حملت نفس الاسم، والمأخوذ عن رواية ريتشارد كوندن عام 1959، وقام ببطولة الفيلم دينزل واشنطن وجون فويت وميريل ستريب وييف شرايبر.
Recount – 2008
فيلم Recount يتناول عملية إعادة فرز الأصوات في عام 2000 بين جورج دبليو بوش وآل جور، حيث بدأت الانتخابات في 7 نوفمبر وانتهت بتسوية المحكمة العليا الجدل القانوني حول إعادة فرز الأصوات في انتخابات ولاية فلوريدا عبر الحكم بـ 4-5 لصالح بوش. المميز في الفيلم الأداء الخاص بالممثلين المشاركين في العمل الفني، خاصة الممثل المخضرم كيفين سبيسي وجين أتكينسون، وديريك سيسيل، وهو ما أدى إلى تفكير شبكة Netflix في تنفيذ عمل فني مختص بكيفية عمل البيت الأبيض فكان العمل هو House of Cards وتم اختيار الثلاثي المشار إليهم سالفاً على رأس قائمة طاقم العمل.
Street Fight – 2005
الجديد في العمل الفني أنه يكشف أساليب جديدة ومختلفة بعيدة عن وسائل الإعلام المستخدمة في الدعاية الانتخابية، حيث يركز على أسلوب طرق الأبواب الذي اتبعه المرشح الشاب كوري بوكر في عام 2002 ضد شارب جيمس عمدة نيوارك بولاية نيوجيرسي.
ويؤكد الفيلم أن أسلوب الطرق على الأبواب من شأنه أن يعزز علاقة الناخب بالمرشح، وذلك من خلال عرض النتائج المذهلة التي ضمنت لبوكر مقعد عمدة نيوارك. كما يستعرض الفيلم الظروف المعيشية لبوكر ويناقش العنصرية والعرق والدين والجنس والانتماءات السياسية، وسلَّط الفيلم الضوء على قضايا الأقليات في نيوارك، وكشف فشل حكومة المدينة في التعامل مع هذه القضايا.
Head of State – 2003
صناع الفيلم وإن كانوا يشطحون بتفكيرهم، فإنهم عرضوا فكرة إمكانية أن يأتي رئيس أميركي ملون البشرة كي يحكم المكتب البيضاوي في واشنطن، في تجربة يمكن القول من خلالها إنها كانت بمثابة جس نبض أو استطلاع للرأي العام الأميركي أن يحكمهم رجل ذو بشرة سمراء، حيث إن الفيلم عرض الفكرة عام 2003 قبل 6 أعوام من تولي الرئيس باراك أوباما مقاليد الحكم في 2009.
حادث أليم يتعرض له مرشح الرئاسة في منتصف حملته عقب تحطم طائرة، ويتم الإتيان بالشاب مايس جيلم ليجسد دور المرشح للرئاسة الأميركية، في تمثيلية سياسية هدفها إنقاذ الحملة الانتخابية، ورغم الانتقادات الكثيرة التي يتعرض لها أثناء السباق الانتخابي فإنه ينجح في أن يصبح أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية من أصول إفريقية.