قائمة طويلة من الغاضبين من مسلسل “مأمون وكوهين” .. لا تتضمن إسرائيل والشرطة المصرية

انتقادات لاذعة رافقت مسلسل "مأمون وشركاه" للممثل المصري المخضرم عادل إمام، منذ عرض حلقاته الأولى في رمضان 2016. وجاء آخرها على لسان مواطنه الناقد الكبير طارق الشناوي، الذي أرجع أسباب فشله إلى البناء غير الصحيح، موضحاً أن العمل تطرق إلى قضايا دينية وسياسية والتطبيع مع إسرائيل، ليصبح " مأمون ومرقص وكوهين" حسب تعبيره.

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/28 الساعة 18:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/28 الساعة 18:33 بتوقيت غرينتش

يعتبر مسلسل " مأمون وشركاه" وهو من بطولة الممثل المصري عادل إمام، من أبرز المسلسلات التي أثارت جدلا في الموسم الرمضاني لعام 2016، حيث طالته ملاحظات النقاد ورواد مواقع التواصل الاجتماعي السلبية، والذين أجمعوا على أن خيوط العمل الدرامية ضعيفة وغير مترابطة، كما أن معظم مواقفه الكوميدية مفتعلة، وإقحام العلاقات بين الأديان السماوية الثلاث أصبح مستهلكاً في أعمال "الزعيم".

والمسلسل يحكي قصة رجل شديد البخل، ينفض عنه أبناؤه بسبب طبعه الحريص، ثم يعودون للبحث عنه بعد أن اكتشفوا أنه يملك ثروة طائلة، في إطار كوميدي اجتماعي لم يأت بجديد.

وبحسب الناقد طارق الشناوي فإن المسلسل دخل إلى منطقة ملغومة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا ونفسيا عندما تعرض للأديان الثلاثة في عمل فني متهافت لا قوام له، وكأنه يواصل الجزء الثاني من فيلم "حسن ومرقص"، بنفس الطريقة الهندسية الفجة التي اتبعها في الفيلم السينمائي بين المسلم والمسيحي، ولكنه أضاف هذه المرة اليهودي ليصبح (مأمون ومرقص وكوهين) وربما قبل نهاية رمضان يدخل في اللعبة أيضا البوذي.

نمطية شخصية المسلم المتشدد


وبدأ هذا الانتقاد بسبب ظهور شخصية الشيخ السلفي المتشدِّد، "المعتز بالله"، التي يقدمها الفنان حمزة العيلى، حيث لم يقتصر الغضب على المسلمين الرافضين لربط التشدّد والأفكار الظلامية بصورة الملتحي، بل أهانت الحلقة المسيحيين أيضاً.

وعاب الناقد المصري محمود عبد الحكيم، على المسلسل تقديم شخصية المتشدد معتز، في مقال له على موقع "في الفن" في أكثر من موقف منها حسب قوله:

ويضيف "الزعيم (لقب عادل إمام) استغل الأمر (شخصية المتدين) ليزيد من كوميديا الموقف ولكنه ظهر بشكل سيء، فتارة يسأله عن حكم الشرع في الزوجة التي تقوم بعمليات تجميل من وراء زوجها(…)ومرة أخرى يتحدث عن إمكانية زواجه من 4 كما حلل له الشرع ،وهجر زوجته في المضاجع عقاباً لها، كل ذلك قد يقبل لو كان النموذج المقابل له شخص عادي، ولكن عندما يظهر بهذا الشكل مع إرهابي متطرف فالخلطة غير مهضومة للمشاهد، وظهر وكأنه يسخر من الدين".



ويقدم "المعتز بالله" على أنه شاب مصري عاد إلى بلاده إرهابياً قادما من قطر، واختيار قطر من بين كل البلاد لتكون الدولة التي عاد منها الإرهابي، أثار حفيظة الممثل القطري عبد العزيز جاسم، الذي قال في لقاء له مع الإعلامي داوود الشريان على قناة mbc التي تعرض المسلسل حصريا، إنه "لا ينبغي التورط بالرد على هذا العمل لأن الشعب القطري يحترم الشعب المصري".



المسيحيون غاضبون


أما المسيحيون فقد رفضوا أحداث الحلقة الـ14 أيضاً، والتى تضمّنت ما وصفوه بـ"نشر مفاهيم خاطئة عن الدين المسيحى"، بإظهاره مستبيحاً للخمر، بسبب جملة حوارية قالتها الفنانة لبلبة فى الحلقة: "لا نجلب الخمور ولا نلمسها.. أناس مسيحيون هم من أحضروها".


محاباة اليهود وإغضاب المغاربة


القصة مع اليهود يطول بحثها في المسلسل فقد انتقد الكاتب المغربي عادل العوفي في مقال على موقع "لسانك" شدة حرص صنّاع العمل، على أن يحظوا اليهود" بأقصى درجات العناية وعدم النبش في الخلفيات المرتبطة بهم مقابل "استهتار واستخفاف بالشخصياتالاسلامية والمسيحية التي لم يرحمها من "الكليشيهات" الدائمة التي تعود عادل إمام على الجهر بها".

واستهجن الكاتب كذلك اختيار مواطنه "محمد مفتاح" لتجسيد شخصية الرجل اليهودي الذي يلعب دو حما زكريا نجل عادل إمام، لما وصفه بإصرار الدراما المصرية على " تقزيم قدرات الفنان المغربي وتصويره ضمن حدود ضيقة ليقتصر تواجده تحت خانة السحر والشعوذة والدعارة، أو هذا الربط الخبيث مع الشخصيات اليهودية" حسب تعبيره.


التطبيع مع إسرائيل


تطرح قضية التطبيع مع إسرائيل من خلال شخصية الممثل خالد سليم ابن مأمون في المسلسل وهو متزوج من يهودية.

و ذكر مقال موقع بوابة الفجر تحت عنوان "الزعيم وقع في فخ الترويج للتطبيع مع إسرائيل في مأمون وشركاه، أن زوجة الابن سكنت هي وأسرتها في البيت "الذي يرمز لكل ما هو مصري وأصيل، ثم تتشابك الصراعات داخل البيت الواحد بخطوط اجتماعية وتلميحات سياسية بين ما هو أمريكي وأوروبي وإرهابي ويهودي ومصري، لتتواصل هذه المشاهد وضع رموز يهودية وإسرائيلية من العائلة حال سكنهم في البيت، بجانب الخلفية الموسيقية التي جعلت المشاهد يستمع إلى ما هو أقرب لعقيدة الديانة اليهودية".



الشرطة مثالية


المسلسل بحسب ذات الكاتب "تعّمد إظهار ضباط وزارة الداخلية والأمن الوطني بمظهر الأشخاص الطيبين الذين لا يخطئون وجمعهم في مسلسل واحد مع شخص من المفترض أنه متدين ولكنه إرهابي متطرف ، ما جعل عدد كبير من المشاهدين يهاجمون المسلسل.
ومن بين منتقدي المسلسل من ينتمي للتيار الإسلامي والمحسوبين عليهم وكذلك شباب الثورة الذين لا يرون في جهاز الأمن الوطني إلا امتداداً لجهاز أمن الدولة (جهاز الأمن المسئول عن الملف السياسي في عهد مبارك) بنفس سياساته القمعية القديمة".

الزعيم يدافع عن نفسه


الممثل دافع عن كل هذه الاتهامات في تصريح لـ"بوابة الأهرام"، قال فيه إن المسلسل يهدف إلى الوحدة بين الأديان السماوية وجمعها ببعض تحت سقف بيت واحد، دون أي تعصبات دينية أو سياسية، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين الديانة اليهودية والتصرفات الصهيونية، مؤكداً أن عماله دائمًا ما تهاجم الكيان الصهيوني مثل "السفارة في العمارة" و "دموع في عيون وقحة" و"فرقة ناجي عطاالله"، مطالباً الجمهور بمشاهدة العمل ومن ثم الحكم عليه.

تحميل المزيد