بدأت تحضيرات المهرجانات التي تشعل ليالي الصيف اللبناني، ابتداءً من مهرجانات بعلبك إلى بيت الدين، أقدم المهرجانات في لبنان، وصولاً إلى أقصى الشمال مع إهدنيات.
واللافت هو وصول عدد المهرجانات القرويّة والمدنيّة في لبنان إلى 110، حاملة رسائل إلى العالم لا سيّما مع مهرجانات "بيت الدين" التي خصّت المدن السورية مثل تدمر "الشهيدة"، كما سمّوها، بليالٍ للإضاءة على ثقافة وتاريخ وآثار وغنى "الشام" قبل الحرب.
عروض للمرة الأولى
وبما أنّ مهرجانات "بيت الدين" وُلدَت في صلب الحرب الأهليّة اللبنانية، قالت نورا جنبلاط المسؤولة عنها لـ "عربي بوست"، إنّ "المهرجانات لا تزال تحتفظ برسالة الفنّ وتبثّ ثقافة الحياة بعد 31 عاماً على انطلاقتها".
وقالت، "استقبلنا أسماء عالمية وقدّمنا أنواع موسيقى تعرض للمرة الأولى في لبنان مثل الصوفيّة وWorld Music، وهويّة المهرجان لبنانية، انتماؤه عربي وانفتاحه على ثقافات العالم أجمع".
وأشارت جنبلاط إلى أنّ "المهرجان الذي يقام في صرحٍ تاريخي أعيد أحياؤه، ليس نشاطًا فنياً وثقافياً فحسب، بل هو نداء للحياة ويشكّل دورة إقتصاديّة محليّة، إذ يمتدّ على مدى أسابيع ويستقبل آلاف اللبنانيين والمغتربين والسيّاح العرب، وهكذا يتم تشغيل قطاع الفنادق والمطاعم والنقل، إضافةً إلى الاستعانة بتقنيين لمدة شهرين لتجهيز الصوت والإضاءة وبناء المسرح وطباعة تذاكر الدخول".
ولفتت إلى أنّها تشارك شخصياً في جميع الحفلات وتحرص على سلامة وراحة الحاضرين، إلى جانب فريق عمل من 100 شخص يسهرون من أجل نجاح المهرجانات.
كاظم حاضر.. وتكريم زكي ناصيف
وعن نجمها المفضّل تقول جنبلاط، "لدي ميول لبعض الفنون والفنانين وأخصّ بالذكر قيصر الغناء العربي كاظم الساهر – الإنسان الرائع والفنان المبدع"، والذي يقدّم حفلين في 5 و6 أغسطس/آب.
وقالت جنبلاط إنّ هذا العام سيشهد تكريم الفنان الراحل زكي ناصيف في ليلة عنوانها "يا عاشقة الورد" في 29 تموز/يوليو، وبحسب جنبلاط سيحييها جوزيف عطية، وغي مانوكيان، وسمية بعلبكي، وزياد أحمدية، ورنيم الشعار.
"يا مال الشام" و"تدمر الشهيدة"
واللافت أنّ المهرجان سيوجّه تحيتين مميزتين إلى سوريا، فستقام في 23 يوليو/تموز أمسية بعنوان "يا مال الشام"، تتخللها قدود حلبية بالصوت "السوري الملائكي"، كما وصفته جنبلاط، للينا شاماميان مع نصير شمّا وشربل روحانا.
كما سيقام معرض لآثار سوريا بعنوان "تدمر المدينة الشهيدة"، يشارك فيه علماء معروفون ويعرض خلاله فيلم وصور ومجسمات من متحف الجامعة الأميركية التي تظهر تدمر قبل وبعد الحرب.
باسم يوسف.. "النكتة أحدّ من السيف"
أمّا عن الحفلات التي سيشارك فيها النائب وليد جنبلاط، فقالت إنّه سيحضر عرض الإعلامي المصري باسم يوسف، الذي يشارك لأوّل مرة في المهرجانات في ليلة بعنوان "النكتة أحدّ من السيف" في الثالث من آب/أغسطس، إلا أنّها أكّدت أنّه الداعم المعنوي للمهرجانات.
وسيتمّ افتتاح المهرجان في 8 و9 يوليو/تموز مع مسرحيّة غنائيّة راقصة من بوليوود، وسيقدّم ملك البوب البريطاني سيل حفلاً في 14 تموز، وفي 19 و20 تموز باليه مُعاصر عن روميو وجولييت.
وكشفت السيّدة جنبلاط عن افتتاح المعهد العالي للموسيقى في الجبل، والذي يقدّم دروساً موسيقيّة لـ300 طفل لا يستطيعون التوجّه نحو العاصمة لصقل مواهبهم. كما نتج عن مهرجان بيت الدين "أوركسترا LEBAM" والتي تضمّ 70 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً من المدراس الرسمية، وتتكفّل بها إدارة المهرجان والنائب غسّان مخيبر والفنان رامي عيّاش، ويقيمون منذ 3 سنوات حفلات مجانيّة خلال المهرجانات.
وعن أسعار البطاقات، تؤكّد جنبلاط أنّها مدروسة من 30$، 100$، 120$ والأماكن الأماميّة بـ 180$.
من الطابع القروي.. وُلدَت "إهدنيات"
إضافةً إلى مهرجانات "بيت الدين" و"بعلبك"، هناك 110 مهرجانات في لبنان، بحسب ما أعلن وزير السياحة ميشال فرعون.
وحجزت مهرجانات "إهدنيات"، التي تحدثت عنها زوجة السياسي سليمان فرنجية ريما فرنجية، مكانةً في الساحة اللبنانية.
وقالت لـ "هافينغتون بوست" إن الفكرة "بدأت في العام 2004 حين شكلنا لجاناً فنية وثقافية مؤلفة من خريجي الجامعات، فيما كانت (إهدن) المشهورة بحسن الضيافة والمطبخ الزغرتاوي ومحبتها للتاريخ والثقافة والطبيعة الجميلة والسياحة التاريخية والدينية بحاجة لمزيدٍ من الأجواء الثقافية المنظمة. فانطلقنا بإهدنيات ذات الطابع القروي، لإبراز مواهب محلية. وهكذا انطلقت الفكرة من قصر قديم يدعى الكبرى".
وأضافت، "لمسنا تزايد الإقبال والحماس والمطالبة بتوسيع آفاق المهرجان الفنية. فاستقبلنا أسماء عالمية في مكان أوسع سنة 2010 ، وتحول من مهرجان قروي مجاني للهواة الى مهرجان عالمي فرض نفسه بمدة قصيرة على الساحة الثقافية والسياحية لبنانياً".
ولفتت فرنجية إلى أنّها تحضر جميع الحفلات، حتى المخصصة للأولاد، "لأنني اعتبر أنني استضيف الناس في منزلي ويجب أن أتفاعل معهم على قدر المستطاع".
أمّا عن نجمها المفضّل، فقالت: "ليس لدي أي فنان مفضل، أحب جميع أنواع الفنون، وجميع انواع الموسيقى من الموسيقى اللبنانية إلى العربية والطرب. أحب الـ Jazz والأوبرا والـPop، وأرى أن كل فنان يتفاعل مع الناس على المسرح ويخلق جواً من السحر والفرح هو نجم نفتخر باستضافته بيننا".
الافتتاح مع ماجدة الرومي
ولفتت فرنجية إلى أنّ السيدة ماجدة الرومي ستحلّ في 22 تموز/يوليو على مسرح "إهدنيات" لتضفي عليه من "سحرها وتألقها وأصالتها كما تعكس في صوتها وحضورها ومضمون أغانيها واهتماماتها اليومية، صورة وطن وشعب".
ولمحبّي الأوبرا حفلة 30 تموز/يوليو تحييها Concerto Delle Stelle اللبنانية – الإيطالية في تعاون بين الجامعة الأنطونية وOrchestra Giovanile Mediterranea، يقودها الأب توفيق معتوق وتحييها مجموعة من المغنين والعازفين اللبنانيين والإيطالية أبرزهم: فرانشيسكا دوتو (سوبرانو)، بشارة مفرج (تينور)، روجيه أبي نادر (باريتون)، فرانشيسكو ڤولتاجو (باس).
أما حفل 5 آب/ أغسطس يحييه اسمان من العمالقة الفرنسيين هيرفي فيلار وميشال تور. وستكون الفنانة العالمية ريتا أورا Rita Ora نجمة 6 آب/أغسطس.
القيصر في "إهدن" أيضاً
وللسنة الرابعة على التوالي، يحلّ قيصر الغناء العربي كاظم الساهر على مسرح "إهدنيات" في حفلين في 12 و13 آب/أغسطس.
كما يخصّص "إهدنيات" مساحة لدعم المواهب اللبنانية الشابة، حيث يحيي عمار باشا وCirque du Liban ليلة 20 آب، وللأطفال أيضاً برنامج مجاني.