تسببت الحلقة الثالثة من مسلسل "سليفي" السعودي بصراعٍ على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن انتقدت ظاهرة البذخ والهياط (المبالغة في إكرام الضيف)؛ وأظهرت الحلقة أن البذخ أصبح سلوكاً عادياً وعاماً وإن كان يدل على قلة العقل والتصرف.
واستعادت الحلقة حكايات تراثية وشعبية للأذهان مثل "دهن العود" وحادثة "ذبح ابنه تكريماً لضيوفه" في معرض انتقادها للبذخ.
وعبّر عدد من المغردين عن استيائهم للاختزال وإلصاق ظاهرة البذخ والتبذير بالبدو فقط والاستهزاء بحاتم الطائي، في حين أبدى آخرون تأييدهم للحلقة ومضمونها في وسم #سيلفي الذي تجاوز 224 ألف تغريدة.
ف زمننا هذا صار المبذر هو الكريم والوقوف معا الباطل شهامه كلها تحت عنوان العادات والتقاليد اللي ماطبقها اشرف الخلق وجاين حنا نطبقها ? #سيلفي
— Abdullah Bin Ismael (@xBegoo) June 8, 2016
#سيلفي
تصوير للواقع
في هذه الايام
ولنا في صاحب دهن العود وخيشة الهيل قبل عدة أشهر خير برهان#ليش_الزعل— #فهد_الميموني-الوئام (@fahed6660) June 8, 2016
حلقة #سيلفي اليوم أجادت في تصوير عالم الهياط بـ إمتياز لدرجة أنها لم توجد بها ولا إمرأة ..
— Abdullah-Faisal (@AFS_alzahrani) June 8, 2016
نقد المبالغات والهياط في #سيلفي صحي
لكن الايحاء بالسخرية من كرم حاتم الطائي التاريخ الذي نفتخر به عن كرم العرب كان توظيف خاطئ— محمد العنقري (@AlangariM) June 8, 2016
حتى في تويتر مهايطين مثل شخصيه الشيخ فهاد وفيه بعد معززين ومرتوتين له من نوعيه مطلق #هياط_تويتر
— مشعل القرشي * (@Meshal770) June 8, 2016
موقف القانون من التبذير
المستشار القانوني محمد الوهيبي قال لـ"هافينتغون بوست عربي" من الناحية القانونية يجرّم المبذر ويتم تطبيق عقوبة تعزيرية بحقه تشمل السجن والجلد لردع من يقوم بهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا ولمنعها من التفشي بالمجتمع.
ومن يقوم بتصوير ونشر مثل هذه الظواهر ويؤيدها فتتم معاقبته وفق نظام جرائم المعلوماتية، حيث نصت المادة السادسة على عقوبة تصل إلى السجن لمدة خمس سنوات وغرامة تصل إلى ثلاثة ملايين ريال لكل شخص يرتكبه.
ويندرج هذا الفعل تحت المساس بالقيم الدينية لتعمد مخالفة الشريعة الإسلامية ونشره هذا التوجه من خلال الشبكة العنكبوتية والإيهام بأنه أحد أشكال إكرام الضيف في المجتمعات الإسلامية.
كما يعد التبذير والإسراف شرعاً حراماً، فمن يقوم بهذا العمل والتفاخر به فيجب لولي الأمر من خلال القضاء الحجر على هذا الشخص لأن ما يقوم به هو أحد معالم السفه بحسب المحامي.
ذبح ابنه
ويعد الهياط جريمةً يعاقب عليها القانون حيث تمكنت شرطة الرياض بعد ساعات من انتشار مقطع مصور على الشبكات الاجتماعية منذ عدة أشهر يظهر رجلاً وهو يدعي أنه ذبح ابنه إكراماً منه لضيوفه، في الرياض من القبض على المجموعة التي ظهرت في التسجيل المصور واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
الأخصائية الاجتماعية آسيا محمد مايت تؤكد لهافينتغون بوست عربي: أن ظاهرة البذخ والتفاخر بطريقة مبالغ فيها تدلّ على النقص وعدم التوازن لدى الشخص، وتحتاج إلى معالجة.
وتضيف الهياط ظاهرة دخيلة على المجتمع ساهمت وسائل الاتصال الاجتماعي بانتشارها إلى جانب قلة الوعي والثقافة.
وتؤكد أن جميع هذه التصرفات لا تدخل ضمن الكرم فهناك فرق بين الكرم والتبذير الذي نهى عنه الإسلام وحرمه، ولكن للأسف ما نشاهده اليوم يحتاج إلى حزم ومعاقبة لكل من يعتقد أن التباهي بالنعمة والمبالغة فيها من باب الكرم. وحلقة اليوم عالجت القضية رغم تحفظي على طريقة المعالجة، المواجهة مطلوبة لحل أي قضية في المجتمع.