“خونة يقودون بناتهم للعنوسة”.. صورة الإخوان المسلمين في مسلسل إماراتي لم يستقبل بحفاوة

لم يخونوا بلدهم فحسب، هم أيضا يقودون بناتهم إلى العنوسة.. هكذا ظهر قيادات جمعية الإصلاح الإماراتية (المنتسبة لفكر الإخوان المسلمين) في مسلسل رمضاني أنتجته قناة أبو ظبي وبدأت عرضه خلال شهر رمضان المبارك، وتقوم ببطولته الفنانة البحرينية هيفاء حسين مع 80 فنان خليجي وغنى تتراته الفنان الإماراتي حسين الجسمي, ولكن المفارقة الكبرى هو أنه لم يحظ بمشاهدات عالية في حلقاته الأولى.

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/07 الساعة 14:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/07 الساعة 14:25 بتوقيت غرينتش

لم يخونوا بلدهم فحسب، هم أيضا يقودون بناتهم إلى العنوسة.. هكذا ظهر قيادات جمعية الإصلاح الإماراتية (المنتسبة لفكر الإخوان المسلمين) في مسلسل رمضاني أنتجته قناة أبو ظبي وبدأت عرضه خلال شهر رمضان المبارك، وتقوم ببطولته الفنانة البحرينية هيفاء حسين مع 80 فنان خليجي وغنى تتراته الفنان الإماراتي حسين الجسمي, ولكن المفارقة الكبرى هو أنه لم يحظ بمشاهدات عالية في حلقاته الأولى.

فكرة المسلسل تقوم على رواية للإماراتي حمد الحمادي تحمل اسم " ريتاج" كتبها عام ٢٠١٢ في أعقاب اعتقال الإمارات لأحد أفراد الأسرة المالكة في إمارة رأس الخيمة وعدد آخر من أساتذة الجامعات وأطباء ومحامين ومهندسين ومسؤولين حكوميين بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين، وهي القضية التي قضت عليهم فيها بأحكام وصلت إلى السجن عشر سنوات كما نزعت جنسية عدد من شخصياتهم البارزة.


و"ريتاج" التي أخذت الرواية اسمها هي فتاة ولدت لأب من الإخوان المسلمين في الإمارات وجاءت ولادتها في نفس اليوم الذي التقى فيه الأب مع شخص "سطا على عقله" وأقنعه بأن يصبح عضوا في الجماعة حسب مقال نشر عن الرواية في جريدة "الخليج"، وبدا فيه أن الرواية هي عبارة عن نص يتسم بالمباشرة.

وحسب عرض الصحيفة الإماراتية للرواية فقد "كبرت الفتاة ودخلت مرحلة العنوسة بينما الأب الإخواني يستأثر بها لخدمته والعناية به كونها تحسب أن أمها ماتت يوم ولادتها، وأنه بجلالة قدره تَبَتَلَ من أجلها كما أقنعها!؟ لتكتشف بعد ذلك أن والدها تزوج قبل عشر سنوات سراً بأرملة جندها في التنظيم النسائي، وتفرغت لتجنيد النساء في خدمة أهداف الجماعة السرية التي ينتمي إليها"، كما تكتشف ريتاج أن أمها لا زالت على قيد الحياة وأن الأب حرمها منها طوال هذه السنوات استخدمها فيها لتضليل الأجهزة الأمنية!.



أحداث الحلقة الأولى


الحلقة الأولى لم تكن أقل مباشرة ودعائية من الرواية، فقد استهلت بجملة توضيحية تقول إن أحداث المسلسل واقعية حدثت في سبتمبر من عام 2012 ليظهر بعدها مباشرة مجموعة شباب تتلقى تدريبات عسكرية وهي تردد أحد الأناشيد الشهيرة لجماعة الإخوان يقول:

إن للإخوان صرحا كل مافيه حسن

لاتسلني من بناه إنه البنا حسن

يحمل الدعوة رجال رغم ديجور المحن

لانبالي بالرزايا عاصفات والفتن

ثم مشهد لاجتماع أمني حكومي يشرح فيه قائد بملابس مدنية لمجموعته أن هناك عملية لإلقاء القبض سيتم تنفيذها الليلة للقبض على قادة من جماعة الإخوان المسلمين بعد ان ثبت تورطهم في التخطيط للاستيلاء على الحكم والإضرار بالسلم الاجتماعي.

ورغم مباشرة الرسالة التي يحملها العمل والذي يشبه "مسلسل الجماعة" الذي عرض في مصر عام 2010 قبل أشهر قليلة من ثورة 25 يناير، فقد نفت الفنانة هيفاء حسين منتجة العمل لجريدة "الراي" الكويتية أن تكون لديها مواقف معادية لأي جماعة إسلامية قائلة إن لديها "علاقات طيبة مع بعض الأصدقاء من جماعة الإخوان المسلمين، وخصوصاً أولئك المحافظون على أوطانهم والموالون لحكامهم" حسب تعبيرها.

وكانت تصريحات سابقة للممثلة نشرتها صحيفة "الأيام" نسبت إليها أن المسلسل يتطرّق الى التنظيم السرّي لجماعة الإخوان المسلمين، ويناقش تاريخ الجماعة في الإمارات وأهدافها الحقيقية، ويكشف علاقاتهم وخططهم وتواصلهم مع بقية الإخوان في الدول العربية.



المفارقة أن أصداء الحلقة الأولى خلت من ردود الأفعال الجماهيرية الحقيقة حيث لم يعلق المشاهدون على قصة المسلسل أو أداء أبطاله، فيما صادف هاشتاغ #خيانة_وطن الذي تم إطلاقه حفاوة من الصحف الحكومية التي قالت إنه تصدر حوارات المواطنين، وتبدو كل الحوارات على هذا الهاشتاغ تدور حول التذكير بالاتهامات الحكومية لجماعة الإخوان المسلمين ولم يظهر العمل فيها إلا على استحياء.

كما لم تحظ تغريدة شارك بها الفنان الجسمي بإعادة مشاركة كبيرة تتناسب نع حجم محبيه.

أما المفارقة الثانية فقد كانت استغلال متعاطفون مع جماعة الإخوان المسلمين لنفس الهاشتاغ للتذكير بقضيتهم وبما اعتبروه ظلما وحملة تشويه منظمة.

جذور قصة المسلسل


أما جذور المسألة التي تحاكيها أحداث المسلسل فتعود بحسب تقرير نشر في صحيفة " الشرق الأوسط" إلى عام 2011 حين أصدر ناشطون وأكاديميون إماراتيون – ينتمي غالبيتهم لفكر الإخوان المسلمين – بالتزامن مع أحداث "الربيع العربي" عريضة (تعرف بعريضة الثالث من مارس/ آذار – 2011) يطالبون فيها بإجراء انتخابات لأعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وبتعديل دستوري يكفل له الصلاحيات التشريعية والرقابية الكاملة.

وجاء موقف السلطات الإماراتية حازما ومباشرا، فتم سحب الجنسية من عدد من "الإماراتيين المجنسين" المنتمين لجماعة الإخوان في ديسمبر (كانون الأول) 2011، واتهمتهم السلطات بالتورط في "أعمال تهدد الأمن الوطني، والارتباط بمنظمات وشخصيات مدرجة في قوائم الإرهاب".

بعدها قال الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي في أحد المؤتمرات التي تناقش الأمن في الخليج "اسمحوا لي أن أنأى بعيدا عن الدبلوماسية، أنا رجل أمن.. الإخوان المسلمون هم أحد مهددات الأمن في الخليج، ولا يقلون خطرا عن إيران".

ثم أعلنت الإمارات عن توقيف 60 عضوا من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين فيها، ووجّهت لهم النيابة العامة في سبتمبر (أيلول) 2012 تهما تتعلق بـ"إنشاء وإدارة تنظيم سرّي، وجناح عسكري يمسّ الأمن ومبادئ قيام الدولة، والارتباط بجهات خارجية وتلقّي تعليمات وأموال، من أجل الاستيلاء على السلطة، وإقامة حكومة دينية في الإمارات.

تحميل المزيد