على إيقاعات قيثارة الفلامينكو الإسباني، وغناء "القوَّالي" الصوفي الباكستاني، تواصلت، مساء أمس الثلاثاء 24 مايو/أيار 2016، بالعاصمة المغربية الرباط، فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان "موازين إيقاعات العالم"، أحد أكبر المهرجانات الموسيقية العالمية.
ومن على خشبة المسرح القومي "محمد الخامس"، وسط الرباط، قدمت فرقة "قوالي فلامينكو" عرضاً موسيقياً، مزجت فيه بشكل فريد بين الغناء الباكستاني، ذي النفحة الصوفية، وإيقاعات الفلامينكو الإسباني.
واستطاعت هذه الفرقة التي تجمع بين الفنان الباكستاني "فايز علي فايز"، وعازف القيثارة الإسباني "خوان غوميز"، وفرقتيهما، أن تمنح جمهورها، الذي غصّ به مسرح محمد الخامس، متعة موسيقية ساحرة واستثنائية.
وفي سهرة حضر فيها الإنشاد الصوفي الباكستاني، على إيقاعات الفلامينكو، تلاشت حواجز اللغة والثقافة لتحضر الموسيقى متعالية تسكن في حضرتها الجوارح، ويتجلى فيها الصوت الشجي الأخاذ، لـ"فايز علي فايز"، مبتهلاً ومتوسلاً، مع قيثارة إيقاعات الفلامينكو الغجرية، وحاضنتها إقليم الأندلس بإسبانيا.
ونشأت موسيقى "القوَّالي" الصوفية قبل 700 عام، عندما جاء بعض العلماء والأولياء المسلمين إلى شبه القارة الهندية، ويتم أداء هذه الموسيقى في غناء جماعي، مرفوقاً بعزف على آلتي "أرغن" وآلات إيقاعية، والتصفيق حسب إيقاع الغناء، وتتغنى بنصوص تمجد الأنبياء والأولياء الصوفيين.
و"خوان غوميز"، عازف قيثار فلامينكو، ومغنٍّ ومؤلف مشهور في إسبانيا، عمل إلى جانب "دييغو إلسيغالا" الأشهر في عالم الفلامينكو، و"كارمن ليناريس"، كما غنى مع بعض مغنيّ "الجاز".
ويعود أول مزج (فيزيون) موسيقي، بين المنشد "فايز علي فايز"، وعازف القيثارة "خوان غوميز"، إلى سنة 2003.
ويعد مهرجان "موازين إيقاعات العالم" من أشهر المهرجانات الموسيقية الدولية، حيث قدرت اللجنة المنظمة عدد الجمهور الذي حضر هذه الدورة بمليونين و600 ألف شخص.
وللمهرجان الذي تنظمه جمعية "مغرب الثقافات" (جمعية غير ربحية) برعاية من العاهل المغربي الملك محمد السادس، شهرة عربية وعالمية، مكنته من استقطاب اهتمام أبرز الفنانين العرب والعالميين.
وانطلقت الدورة الحالية للمهرجان العالمي في 20 مايو/أيار الجاري، ومن المقرر أن تستمر فعالياتها حتى 28 من الشهر نفسه.