اتسمت أغاني الفنان الكويتي حمود الخضر بالطرح الهادف واللحن المعاصر، فدخلت كلماته قلوب الجمهور لبساطتها وجمال لحنها. ورغم أهمية وعمق المواضيع التي يطرحها، فإنه استطاع أن يحوز على إعجاب الملايين وصولا إلى اليابان وغيرها.
غنى مقدمة برنامج "خواطر" لموسميه الـ 5 والـ 11 والأخير، كما حازت أغنيته "كن أنت" على المرتبة الثالثة للعام 2015 من المشاهدة العربية على يوتيوب بـ 33 مليون ونصف ووصلت إلى شرق آسيا واليابان.
"عربي بوست" التقت الفنان الشاب وكان هذا الحوار:
متى بدأت رحلتك الفنية وماذا أثمرت حتى الآن؟
بدأت رحلتي مع الفن كهواية عندما كنت في الـ 10 من عمري، لكن بدايتي الاحترافية كانت بعد تخرجي من الجامعة في العام 2010. تفرغت حينها للفن وخلال هذه الفترة طرحت البومين: الأول حمل عنوان "فكرة"، حيث جمعت فيه كل الأغاني المنفردة التي قدمتها سابقاً، أما الثاني فصدر في العام 2015 تحت اسم "أصير أحسن".
تميزت باستخدام الموسيقى الغربية الحديثة. هل بسبب أذواق الشباب ورغبتهم بسماع الموسيقى الغربية، أم لمواكبة التطور الموسيقي في العالم، وبماذا تختلف الموسيقى الغربية عن العربية، وكيف تؤثر في نجاح الأغنية؟
اخترت الموسيقى الغربية في أعمالي لأني أحبها ورأيت أنه من الجميل المزج بين الموسيقى الشرقية والغربية. اتسمت الأغاني بالتنوع، فبعضها كان يحمل السمة الشرقية وأخرى اللحن والموسيقى الغربية، بينما مزجت أخرى بين الاثنين، وأحياناً ظهرت الموسيقى التركية.
أعتقد أن شباب هذا الجيل يميل إلى سماع الموسيقى الغربية لأنه يسمعها كثيراً في حياته اليومية من خلال وسائل الإعلام، وحتى في الأماكن العامة، واليوم الموسيقى الغربية هي الاكثر انتشاراً في العالم واستخدامها يساعد الفنان على الوصول بأغنياته إلى بلدان مختلفة من العالم، وأظن هذا ما ساعد في وصول اغنياتي إلى شرق آسيا واليابان وقرغستان وغيرها من الدول.
مجموعة من اليابان تؤدي أغنيتي "كن أنت" خلال احتفالية في طوكيو بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية! Japanese group performing my song #KunAnta during a celebration in Tokyo for International Arabic Language Day
Posted by Humood Alkhudher | حمود الخضر on Saturday, December 19, 2015
-ما هي الآلات التي تعزفها؟ وما موقف الأهل من حبك للموسيقى؟
أجيد العزف على حنجرتي وأعزف قليلاً على البيانو، وبدأت أتعلم العزف على الغيتار، وأتمنى أن أجيد العزف على كلتا الآلتين. شجعتني أسرتي منذ الصغر على تنمية موهبتي الفنية، لكن بنفس الوقت حرصت على خلق حالة من التوازن بحيث لا يطغى حبي للفن على دراستي ومستقبلي.
ما هو تخصصك الدراسي وهل هو قريب من الموسيقى والفن؟
تخصصي ليس بعيداً عن الفن فأنا خريج كلية الإعلام جامعة الكويت قسم الإذاعة والتلفزيون، وبرأي الإعلام أهم الوسائل لإيصال الفن، ما ساعدني لتوظيف معلوماتي في مجال تخصصي الدراسي في خدمة هدفي الفني.
كل أعمالك هادفة وموجهة للمجتمع والإنسانية. ما هي الشريحة المجتمعية التي تريد أن تخاطبها وما الرسالة التي تريد إيصالها؟
أولاً أخاطب نفسي وأنصح بها نفسي، ومن ثم أخاطب بها المجتمع وخاصة شريحة الشباب من عمري، لكن ما لفت نظري استماع الكثير من الأطفال لأعمالي، وقد أسعدني هذا الأمر كثيراً لأن الوصول إلى الأطفال ليس بالأمر اليسير حيث يتطلب مفردات وألحان خاصة يتفهمها الأطفال.
بعض الشبكات الاجتماعية تناقلت مجموعة للطالبات اليابانيات ينشدون إحدى أغانيك على الرغم من صعوبة المفردات العربية!
وصلني في الفترة الأخيرة بعض الفيديوهات لأشخاص يغنون أغانٍ من خارج الوطن العربي، وبعضهم لا يجيد التكلم باللغة العربية كاليابان وتركيا وروسيا وقرغستان، وهذا بلا شك يعطيني دافعاً قوياً للحرص على تقديم الأفضل.
كنت من الفنانين القلائل الذين أنشدوا مقدمة "خواطر"، ما تأثير ذلك على مسيرتك الفنية؟
بلا شك، غنائي لمقدمة برنامج "خواطر" لموسميه الـ 5 والـ 11 (الأخير) كانا محطتين مهمتين في حياتي الفنية، لأن برنامج "خواطر" متابع بشكل كبير في العالم العربي، وقد ساهم بتعريفي للجمهور على نطاق واسع، إضافة إلى أن أي شخص يشارك في عمل يحبه فهذا يحقق للإنسان سعادة كبيرة، فأنا من محبي ومتابعي البرنامج وأكن كل الحب والتقدير للأستاذ أحمد الشقيري.
أنت كشاب وفنان هل ترى أن لبرنامج "خواطر" تأثير مميز على الشباب في المجتمعات العربية من خلال أحمد الشقيري؟ وهل نجح "خواطر" في تغيير المجتمع، أم توقفه لعدم نجاحه؟
أثر برنامج "خواطر" بشكل إيجابي ليس علي فقط وإنما على شريحة كبيرة من الشباب في مجتمعاتنا العربية، وألمس ذلك من خلال أصدقائي ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وأنا حزين لتوقف البرنامج حيث لمسنا تأثيره على شريحة الشباب.
سنرى نتائج أكثر لهذا البرنامج في الأعوام القادمة نتيجةً لبذرة الخير التي غرسها في متابعيه خاصة من الشباب والأطفال، وقد حقق "خواطر" الهدف المقصود منه ونجاحاً مميزاً.
كيف يمكن توظيف الفن في تحقيق أهداف سامية يتوق الناس إلى سماعها، أي الجمع بين الفائدة والمتعة؟
تحقيق الفائدة والمتعة معاً عملية ليست باليسيرة، فأحيانا نركز على اختيار القيمة الهادفة لأغنية ويأتي ذلك على حساب اللحن أو بالعكس.
أحرص من خلال أعمالي على تحقيق التوازن بين القيمة المعنوية للأغنية وبين اللحن الجميل، وسأسعى لاختيار الكلمات التي تصل إلى قلوب الناس ببساطة لأنها في النهاية أغنية وليست محاضرة.
كيف يتم انتقاء الكلمات والألحان، وهل تتعاون في هذا الجانب مع أسماء معينة؟
يطرح علي بعض الشعراء أفكاراً وأشعاراً لأنتقى منها، وأحياناً أطرح موضوعاً ما، وندرس معاً كيفية الخروج بكلمات وألحان تناسب الموضوع المقترح.
أحياناً يكون عندي لحن، فأناقش الشاعر في أن نضع كلمات له. أما أبرز الأسماء التي أتعامل معها فهو الشاعر والملحن سيد فاضل، الذي كتب لي ولحن معظم كلمات البومي "أصير أحسن".
ما هو جديديكم وما هو الشيء المميز الذي تطمح إلى تحقيقه؟
صورت فيديو كليب وسافرت إلى تركيا لتصوير كليب آخر، وطرحا في الأسواق في يناير/كانون الثاني 2016. أما ما أطمح إلى تحقيقه فهو الاستمرار في الوصول إلى قلوب الجمهور من خلال الكلمة الهادفة واللحن الجميل.