شارك المخرج البريطاني جوناثان غليزر في حملة جمع تبرعات لغزة بأرباح فيلمه الفائز بجائزة الأوسكار 2024، والذي يتحدث عن عائلة يهودية عاشت في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية.
جاء ذلك بعد أسابيع قليلة من حملة أقيمت ضده من مجموعة من العاملين في قطاع السينما من مؤيدي إسرائيل، إذ اتُّهم المخرج يهودي الديانة من عشرات من زملائه بـ"تأجيج الكراهية ضد اليهود".
جوناثان غليزر في حملة جمع تبرعات لغزة
تبرع غليزر بملصقات فيلمه الفائز بجائزة الأوسكار The Zone of Interest لمزاد خيري لجمع التبرعات لغزة، حيث وصلت حملة جمع التبرعات إلى أكثر من 50 ألف دولار في اليوم الأول من انطلاقها.
المزاد الذي يحمل اسم "سينما من أجل غزة" (بالإنجليزية: Cinema for Gaza) يهدف إلى جمع تبرعات وهدايا من أسماء كبيرة في صناعة الترفيه في المملكة المتحدة لجمع الأموال من أجل المساعدات الطبية للفلسطينيين.
لكن مخرج فيلم The Zone of Interest ومنتج الفيلم جيمس ويلسون تبرعا للحملة حتى قبل انطلاقها رسمياً، يوم الثلاثاء 2 أبريل/نيسان 2024، وذلك بـ7 ملصقات من الفيلم الحائز على الأوسكار The Zone of Interest.
بالإضافة لذلك تبرع المخرج بمجموعة مختارة من الملصقات من فيلمه Under the Skin الذي أطلق عام 2014، وسيتم توقيعها من قبل غليزر وويلسون والملحن ميكا ليفي، الذي سجل كلا الفيلمين، كما أشارت مجلة Variety الأمريكية.
تعد الهدية واحدة من أكثر العناصر المطلوبة في المزاد، حيث يبلغ سعرها الحالي 2750 جنيهاً إسترلينياً (3450 دولاراً). وقد جمع المزاد حاليًا أكثر من 42 ألف جنيه إسترليني (52800 دولار)، كما أشارت المجلة.
بطلة Game of Thrones من بين المتبرعين
من بين الهدايا التي تم الإعلان عنها في المزاد، قرص DVD بعنوان Game of Thrones موقع من الممثلة البريطانية مايسي ويليامز، وهدية من الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون.
بالإضافة إلى هدية من الممثل البريطاني جوش أوكونور، وتذاكر لحضور عرض الممثل الكوميدي الأمريكي رامي يوسف، وكذلك ملصق موقع All of Us Strangers للمخرج أندرو هاي. ينتهي هذا المزاد في 12 أبريل/نيسان 2024.
زملاؤه اتهموه بتأجيج "كراهية اليهود"
وقع أكثر من 450 يهودياً من المبدعين والمديرين التنفيذيين والعاملين في هوليوود على رسالة مفتوحة يدينون فيها خطاب غليزر الذي أدلى به خلال تسلمه جائزة الأوسكار هذا العام، وشجب خلاله "المحرقة التي اختطفها الاحتلال الذي أدى إلى صراع للعديد من الأبرياء"، ويقصد غزة.
إذ اتهمه زملاؤه بالقول: "نحن ندحض اختطاف يهوديتنا بغرض رسم معادلة أخلاقية بين النظام النازي الذي سعى إلى إبادة جنس من الناس، والأمة الإسرائيلية التي تسعى إلى تجنب إبادتها"، وذلك في البيان الذي نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.
كلمته في الأوسكار: "المحرقة اختطفها الاحتلال"
وأضاف: "إن استخدام كلمات مثل الاحتلال لوصف شعب يهودي أصلي يدافع عن وطن يعود تاريخه إلى آلاف السنين، واعترفت به الأمم المتحدة كدولة، يشوه التاريخ. إنه يعطي مصداقية للتشهير الدموي الحديث الذي يغذي الكراهية المتزايدة ضد اليهود في جميع أنحاء العالم، في الولايات المتحدة، وفي هوليوود".
جاء ذلك على خلفية كلمة غليزر التي قال فيها: "لقد اتخذنا كل خياراتنا لتعكسنا وتواجهنا في الوقت الحاضر، لا أريد أن أقول انظروا ماذا فعلوا حينها، بل انظروا ماذا نفعل الآن". فيما اعتبر أن فيلمه الذي جسد عائلة عاشت في عهد ألمانيا النازية يشرح "كيف يمكن أن يوصل التجريد من الإنسانية إلى أسوأ حالاته. لقد شكل ذلك كل ماضينا وحاضرنا".
مضيفاً: "في الوقت الحالي، نقف هنا كرجال يدحضون يهوديتهم والمحرقة التي اختطفها الاحتلال الذي أدى إلى صراع مع العديد من الأبرياء، سواء ضحايا 7 أكتوبر/تشرين الأول في إسرائيل أم الهجوم المستمر على غزة؛ الكل ضحايا هذا التجريد من الإنسانية".
ثم اختتم كلمته المختصرة: "كيف يمكننا أن نقاوم؟". (يقصد مقاومة التجريد من الإنسانية).
قد يهمك أيضاً: تغير موقف سبيلبرغ المؤيد لإسرائيل.. أحد أبرز الشخصيات اليهودية في هوليوود: أدين قتل الأبرياء في غزة