موهبتها تختلف عن غيرها من فنانات جيلها، فقد استطاعت أن تتنوع وتقدم كل ما هو مختلف، تتمتع بشخصية قوية وجاذبية خاصة، هي الفنانة بسمة، التي التقينا بها في حوار مميز وحصري لموقعنا "عربي بوست".
تكشف بسمة لنا سر اعتذارها عن بطولة فيلم "ماكو" قبل التصوير بساعات، وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء التصوير، وعن حبها للسينما، وكيف ترى الدراما، وعما غيرته ابنتها نادية فيها، وكيف استطاعت أن تنتصر لأمومتها على فنها وتُوازن بين الأمرين.
ما الذي جعلكِ تتحمسين لقبول دور تقومين فيه بالتمثيل تحت الماء بفيلم "ماكو"؟
في الحقيقة لم يكن تصوير الفيلم بالكامل تحت الماء، فقد كانت نصف المشاهد تحت الماء والنصف الآخر خارج الماء.
كان فيلم "ماكو" تحدياً جديداً لي لأمرين، أولهما أن أتعلم خبرات جديدة، ألا وهي التمثيل تحت الماء، والأمر الآخر هو أن نخرج من فكرة أن الأجانب هم فقط من يستطيعون تقديم الأعمال الكبيرة التي تعتمد بشكل كبير على الغرافيكس.
قلت لنفسي إذا تم عمل الغرافيكس في "ماكو" بشكل جيد فيمكننا أن ننافس فيما بعد أفلام السينما الأمريكية مثل هاري بوتر، على سبيل المثال، مع الفارق بالتأكيد.
كيف استعددتِ لدوركِ في "ماكو" رغم أنك تخافين الماء بشكل كبير؟
عندما كنت أحاول أن أجرب شيئاً كانت تحدث معي نوبة من الهلع والخوف، فمثلاً أول مرة قمت بتجربة ارتداء بدلة الغطس التقليدية وأنزل إلى الماء شعرت بخوف شديد، وانتابتني حالة من الهلع، وخرجت من الماء بدون أن أكمل التمرين، ولم أكمل سوى ثلاث دقائق.
المرة التي تليها قمت بالغطس بالقناع الكامل المخصص للغطس، وعندما شعرت بالخوف قلت لنفسي سأغطس بالعدة التقليدية مرة أخرى، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد حدثت معي نوبات الهلع والخوف عندما نزلت إلى الماء مع المدرب الخاص بي للمرة الأولى.
وعندما نزلت مع فريق العمل بالكامل للمرة الأولى أيضاً حدثت معي حالة الخوف، وتكررت في كل خطوة، وكل مرة نزلت فيها أثناء التحضير، وخرجت بعد 7 ثوان فقط، واعتذرت عن العمل، وأكدت للمخرج أني لن أستطيع، لذلك يجب أن تبحث عن ممثلة أخرى.
هل معنى ذلك أنكِ اعتذرتِ عن "ماكو"؟
نعم لقد اعتذرت عن دوري، وأخبرت مخرج العمل أنني لا يمكن أن أقدم هذا الدور، ولن أستطيع التمثيل أو الإحساس أو الشعور بأي شيء تحت الماء.
لكن الحمد لله، تمسكوا بي كثيراً، ودعموني وشجعوني وأعطوني فرصة كبيرة، وساعدوني كي أتغلب على مخاوفي، وتم ترحيل مشاهدي يوماً، وبدأوا التصوير بالفعل بدوني لكي تتحسن حالتي وأكون أفضل، وأخبروني أنني يمكنني الاستمرار في التدريبات، ونثق أنك ستقومين بتقديم دورك، ولن نستعين بممثلة أخرى غيرك.
وبالفعل تطورت مهاراتي إلى أن أصبحت أنزل بدون معدات الغوص، ووثقت بنفسي وتيقّنت من داخلي أنني أستطيع، وقد حدث، وأحب أن أشكر كل فريق العمل الذي دعمني ووثق بي وشجعني، وخاصة شركة الإنتاج التي تمسكت بي لدرجة غير عادية، خاصة أنهم قد تحملوا فكرة أن واحدة من الممثلين الأساسيين للعمل تريد أن تعتذر ليلة التصوير.
ما أصعب مشهد واجهتِه في "ماكو"؟
هل تصدق إذا أخبرتك أنه كان المشهد الأول والمشهد الأخير أيضاً، على الرغم من أنهما لم يكونا تحت الماء، ولكنهما كانا مشهدين صعبين، يتوجب فيهما مواجهة العديد من الشخصيات التي لا أعرفها، وتم تصوير المشهدين في نفس اليوم، وكنت أشعر بالتوتر بشكل غير عادي.
مَن أكثر شخص في عائلتك كان يشعر بالقلق عندما أخبرتِه عن فيلم "ماكو"؟
لم يشعروا بالخوف عليّ أكثر من سخريتهم مني، لم يكن أحد يصدق أنني أستطيع التمثيل تحت الماء، وأنا أيضاً لم أكن أتخيل أنه يمكنني أن أتغلب على خوفي، ولكن كنت أرى أنهم يشعرون بالخوف، وأيضاً عدم تصديق أنني سوف أستطيع.
هل تعتقدين أن السينما تصنع تاريخ الفنان أكثر من الدراما؟
سأخبرك، في الحقيقة نحن لدينا قناعة أن السينما هي من تصنع تاريخ الفنان، لكن في الواقع السينما والدراما كلاهما هام للفنان.
في الماضي عندما بدأت السينما لم يكن هناك غيرها، وبعد ذلك أصبحت هناك دراما، فإن كل الأعمال الفنية تُسهم في كل تاريخ الفنان، والتمثيل بشكل عام يمثل لي حباً كبيراً.
ما أكثر عمل قدمتِه تحبين مشاهدته؟
لا أشاهد الأعمال التي قدمتها، ولا أحب أن أشاهد نفسي، لأنني دائماً ما أنظر لما قدمته بعين ناقدة، وأستمر في لوم نفسي طوال الوقت، لذلك لا أحب مشاهدة أعمالي.
هل تعتقدين أن الأمومة استطاعت أن تأخذك من الفن قليلاً؟
بالطبع الأمومة تُغير الكثير، وتقوم بتغيير شامل في كيان المرأة، فجأة تتحولين من "أنا" إلى "نحن"، ونتحول من شخص واحد إلى شخصين، وتحتاج المرأة إلى وقت كبير لكي تستطيع أن تتأقلم مع كونها أصبحت أُماً.
أعترف أنني من الأمهات الضعيفات أمام ابنتي، وعلى الرغم من أنني أتمنى لو أستطيع العمل أكثر والتركيز على عملي، لكن عندما أشعر أن ابنتي بحاجة إليّ لا أستطيع القيام بأي شيء، وأشعر أحياناً بأنني أتمنى أن أكون أنا، ولكنني أستمتع كثيراً بنحن، أنا وهي.
ما الشيء الذي غيَّرته "نادية" بكِ؟
أصبحت أحب النهار والصباح، رغم أنني كنت شخصاً يحب الليل كثيراً، وأصبحت أنزعج عندما أستيقظ في وقت متأخر.
هل هناك مشروع فني جديد تحضّرين له؟
لا يوجد شيء مؤكد حتى الآن، وأقرأ الكثير من السيناريوهات، سواء سينما أو دراما، ولم أتعاقد على عمل معين.