منع الإنجاب وتغيير الجسد.. 8 أفلام خيال علمي قديمة تعكس تصوُّر الأجيال السابقة لواقعنا

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/18 الساعة 17:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/18 الساعة 18:31 بتوقيت غرينتش
تقدم هذه الأفلام أسئلة فلسفية عن تحول البشرية أمام مفاهيم عدة مثل الحرب والفضائيين وحتى الشركات العملاقة/ Istock

من المفارقات الطريفة أن أفلام الخيال العلمي القديمة بمثابة كبسولات زمنية للعصر الذي صورت فيه. حاولت أن تتنبأ بما سيحصل في زماننا الحالي وربما أبعد من ذلك، ولكنها قدمت بطريقة أو بأخر مرحلة من مراحل تطور هذا اللون من الأفلام الإبداعية.

أفلام خيال علمي قديمة

إليك 8 أفلام خيال علمي صورت منذ زمن طويل:

8. Demon Seeds- عام 1977

في فيلم "Demon Seed"، طوَّر عالمٌ جهازاً اسمه Proteus IV، وهو كمبيوتر ذكي اصطناعي يجد علاجاً لسرطان الدم. لكنه سرعان ما يخرج عن نطاق السيطرة عندما يصاب الكمبيوتر بانجذاب لزوجة مبتكره، ويثبّت نفسه على جهاز كمبيوتر في منزله، ويتحكم في جميع التقنيات والأجهزة الموجودة هناك.

إن الفرضية مروعة، وما يفعله Proteus IV في الواقع هو بصيرة تحققت إلى حد كبير عبر المنزل الذكي الحديث، حيث يمكن حالياً التحكم في الأضواء وأقفال الأبواب والنوافذ، وإدارة نظام الإنذار في المنزل، ويمكن عرض فيديو للباب الأمامي مثل جرس الباب الذكي والتحكم في حرارة التكييف وحتى الستائر من بعد، حسب موقع Business Insider.

7. Voyage To The Prehistoric Planet – عام 1965

في فيلم رحلة إلى The Prehistoric Planet ديناصورات فضائية يصور صناع الفيلم أنها ستجتاح العالم مع بداية الألفية الثالثة. 

صدر هذا الفيلم في عام 1965 وتدور أحداثه في عام 2020، وهو من إخراج روجر كورمان، الذي اقتبس أحداثه عن الخيال العلمي السوفييتي بلانيت بور (كوكب العواصف).

يلعب راثبون دور البروفيسور هارتمان من المحطة القمرية 7، وهي قاعدة قمرية يُرسَل منها طاقم إلى كوكب الزهرة الحار، حسب موقع Looper.

وفي حين أن كوكب الزهرة ساخن بدرجة كافية لإذابة الرصاص، فإنه ليس حاراً بدرجة كافية لإذابة الديناصورات!

6. Z.P.G- عام 1972

في القرن الـ21 الذي يملأه الضباب المختلط بالدخان، يحظر قانون النمو السكاني الصفري Z.P.G الإنجاب الطبيعي للأطفال. لكن الزوجين روس وكارول مكنيل (أوليفر ريد وجيرالدين شابلن) يتحديان هذا النظام بالحمل سراً بطفل. 

ورغم أن جو الفيلم العام- من الزي العسكري الموحد إلى مشاهد المدينة الكئيبة ومحيطها- قد يبدو انعكاساً واضحاً لما نعرفه ونتوقعه من نقيض الحياة المثالية، تبدو مشكلة الزيادة السكانية أشد وطأة على واقعنا الحديث، حسبما نشر موقع Taste Of Cinema.

يستكشف المخرج مايكل كامبُس هذه المشكلة الحاضرة دوماً، من خلال الأداء القوي لريد وشابلن في دور الزوجين مكنيل اللذين يتأملان ويناقشان هذا الواقع المظلم؛ شخصان ببشريتهما، ويجرؤان، رغم الخطر، على الإنصات لغريزتهما الأبوية.

5. Seconds-عام 1966

يقبل آرثر هاميلتون (جون راندولف) عرضاً سرياً تقدمه إحدى الشركات بمنحه "ميلاداً جديداً" يشمل وجهاً جديداً وحياة وهوية جديدتين. ويصبح هاميلتون السمين الرسام توني مفتول العضلات (روك هدسون)، وهي نقلة كبيرة، كما قد يبدو ظاهرياً، ولكن مثلما صوّر المخرج جون فرانكنهايمر في فيلمه الخيالي المثير ببراعة، الظاهر لا يتساوى أبداً مع دواخلنا.

يجسد هدسون مفهوم الميلاد الجديد- إعادة تشكيل شخصية المرء- كيف نرى العالم وكيف يرانا- ويقدم لنا مفهوماً ذهنياً ونفسياً خيالياً غاية في الدقة، حسب موقع Time Out.

يتخذ فرانكنهماير القرار الذكي بمنح بطله أغلى أمنياته، حيث يقدم لفرد تعيس حياة مثالية، بعيدة عن عالم الشركات الحديث وانحراف المدينة، في منزل ساحلي فاخر، بصحبة خادم لا يكلّ وهو يجلب له دعوات الحفلات. لكن مدينة فاضلة لا تأتي بالسعي والمجاهدة فارغة وسطحية.

اللقطات المقربة المشوهة ولقطات المنظور الثالث تجسد هذه الطبيعة الخانقة للخروج من جلدنا والعيش في جلد آخر؛ وكيف أن الجسد، مهما كان ومهما بلغ عدد الميلادات الجديدة، مجرد صورة رمزية. إن الروح التي بداخلنا، وليس الجسد الفاسد، هي ما بحدد رغبتنا في أن نرتقي ببشريتنا من عدمها.

4. THX– عام 1971

يحاول THX (روبرت دوفل) وSEN (دونالد بليزانس) الهروب من عالم مستقبلي تسوده الشمولية. لكن المخرج جورج لوكاس بث الحياة في محاولتهما الفرار من عالم دمرته نزعة الشركات الاستهلاكية والإفراط في استخدام الحبوب الدوائية، بطريقة تؤكد لنا أنه أحد أفضل مخرجي الأفلام في عصرنا.

يقدم روبرت دوفل أداءً مؤثراً وخفيفاً بدور رجل يتمسك بآخر بقايا إنسانيته في عالم يحاول القضاء عليها. 

3. A Boy and His Dog- عام 1975

يروي هذا الفيلم قصة فيك (دون جونسون) جامع القمامة العابس وبلاد Blood كلبه الذي يجيد التخاطر الذهني (الذي أدى صوته تيم مكلنتر).

يجول الاثنان في أطلال فينيكس بولاية أريزونا بعد حرب عالمية رابعة اندلعت عام 2024. والفيلم المقتبس من رواية هارلان إليسون، عبارة عن مغامرة تنبض بالحياة. 

وبين المساحات الصخرية القاحلة، كان كل ما يملكه فيك وبلاد صداقتهما وشهيتهما لتناول الطعام وممارسة الجنس. ومن مونتاجه الافتتاحي لحرب نووية للتصوير البطيء لتفاصيل أحداث الحرب، يضفي الفيلم إثارة على العناصر التي تستدعي التأمل، ليس أقلها وجود كلب يجيد التخاطر كأحد شخصياته. وربما كان هذا الكلب أعظم كلب في جميع أفلام الخيال العلمي، إذ يتمتع بشخصية ساخرة بردوده المفحمة وروحه المرحة.

وزاد المخرج إل كيو جونز من جرعة الفكاهة لتمثل تناقضاً مثالياً مع هذا الفصل المظلم في تاريخ البشرية، إضافة إلى المصاعب الأليمة التي يواجهها البطلان.

وطوال الفيلم، يصور جونز أمثلة بارعة على بناء العالم، من الوحوش الخضراء المشعة غير المرئية التي لا يعرف عنها سوى أنها تسمى "الصارخة"، إلى عالم سري تحت الأرض، فكل شيء يلمّح إلى عالم أوسع، ويمنحنا لمحة محيرة عن مستقبل يبدو غريباً وعبثياً بقدر ما هو حقيقي ومألوف.

2. Fantastic Planet-عام 1973

الأومز Omms كائنات بشرية صغيرة تتخذها كائنات فضائية زرقاء عملاقة تعرف باسم Traags كحيوانات أليفة. 

صاغ المخرج والكاتب المساعد رينيه لالو أسطورة رسوم متحركة مذهلة بصرياً في هذه القصة التي تصور الإحساس والتمرد وحب الحياة، مهما بدت صغيرة أو تافهة. المخلوقات المستعبدة والمشاهد لا يمكن وصفها، ولا تناسب سوى الوسط المرئي للفيلم، وتنبع مباشرة من أعمق آبار اللاوعي، حيث يبدأ المخفي في التكشف. 

ورواية لالو غنية بالأفكار الفلسفية، تماماً مثل أرقى أفلام الخيال العلمي: حيث تستكشف أفكار الخلق والعبثية ونظرية المحاكاة وغيرها كثير، وأضفت الموسيقى التصويرية المأخوذة من موسيقى السبعينيات الصاخبة حيوية على الفيلم.

1. On The Beach-عام 1959  

يصور المخرج ستانلي كرامر ذروة الحرب الباردة وظلال تدميرها النووي في فيلم On The Beach، وهو عبارة عن دراما خيال علمي ممتعة تصور المخاطر والاحتمالات المروعة نفسها التي تخيم على رؤوسنا اليوم.

غريغوري بيك وأنطوني بيركنز بحاران أمريكيان يستقران في أستراليا، الجزء الوحيد في العالم الذي نجا من الحرب العالمية الثالثة، ولكن سرعان ما تهزمهما التيارات الهوائية المشعة القاتلة. ويصور الفيلم الصدمة الكبيرة التي أصيبت بها البشرية في عالم ما بعد الحرب.

كل فرد في فيلم On the Beach يشعرك بأنه شخص حقيقي، مليء بالعيوب وانعدام الأمن. فبيك محطم من الداخل بسبب ما رآه، لكن أداء حبيبته، فتاة الحفلات مويرا (آفا غاردنر) كان الأكثر تميزاً، حيث تُبدي ضعفاً ساحراً بإفراطها في الشرب؛ فهي امرأة في حاجة ماسة للحب، وتشتعل غضباً من احتضار النور في العالم. إنه عمل ملهم للإنسانية.

ورغم عرضه تأثير الحرب على سان فرانسيسكو وتحوّلها لمدينة مهجورة، فالرومانسية والشخصيات هما من سيأسرانك، وهو يصور أول دور جاد لفريد أستير، الذي يؤديه ببراعة. إنه فيلم خيال علمي للأشخاص المفكرين، ويخلو من سفن ومعارك الفضاء المألوفة. الشخصيات التي تتحدث، وتتفلسف، وتفكر فيما يمكن وما لا يمكن، أكثر إثارة من أي تأثيرات خاصة.

علامات:
تحميل المزيد