يستعد مخرج أفلام تايلاندي المولد لقهر "المحتكرين الجشعين" من هوليوود، ليدخل في سباق مع الزمن ليُصبح أول استديو يعرض فيلماً عن قصة إنقاذ أولاد الكهف التايلانديين على شاشة السينما.
وقال مالك استديو De Warrenne Pictures في العاصمة التايلاندية بانكوك توم والر، لصحيفة The Times البريطانية إنَّه سيبدأ في تصوير فيلم عن عملية إنقاذ مجموعة من الأولاد ومدرِّبهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وقد ينتهي العمل على الفيلم في غضون من 6 أشهر إلى 12 شهراً.
قبل أن يضع الجشعون يدهم، وهذا الفارق بيني وبينهم!
وقال متحدثاً بهذا الشأن إن "أحد الأسباب التي دفعتني لتصوير هذا الفيلم الآن، هو أنه ربما لن تكون هناك فرصة أخرى لصناعة هذا الفيلم، حالما تبدأ هوليوود بوضع يدها على القصة".
وتحدث عن الفارق بين النهج الذي سيتخذه ونهج "المحتكرين الذين ينتظرون الانقضاض على القصة، حسب تعبيره، قائلاً: فيلمي سيكون على النقيض تماماً من ذلك. فأنا لن أستغل الفيلم لإظهار الأعمال البطولية، بل سأروي قصة الإنسان الكامنة وراء هذه المحنة".
منذ أن فُقد 12 صبياً ومدرِّبهم لكرة القدم في أحد أيام شهر يونيو/حزيران، وجاء خبراء من مختلف دول العالم لإنقاذهم، أثارت هذه القصة دهشة العالم وأَسَرته. وقد أشعل إنقاذ الصبية من مجمع كهوف تام لونغ منافسة شرسة بين منتجي الأفلام، الذين شككوا في نزاهة بعضهم البعض، في حين حاول كل منهم الإيحاء بوجود صلة ما تربطه بالقصة.
فالجميع في هوليوود يتسابق على القصة
وكتب جون تشو، المُخرج الأميركي ذو الأصول الصينية والذي أخرج فيلم "أغنياء آسيويون مجانين Crazy Rich Asians"، في تغريدة له على تويتر، أنَّه يريد أن يصنع فيلماً مميزاً ونهائياً حول القصة، والذي سيوقف هوليوود عن "تَّمْوِيه القصة".
وبدا أنَّه يوجِّه تعليقه هذا لشركة أفلام Pure Flix الأميركية التي تُركِّز في أفلامها على الإيمان المسيحي. إذ أعلن منتج الأفلام مايكل سكوت الذي يعمل في تلك الشركة عن نيته إنتاج فيلمٍ عن القصة.
لكن المخرج التايلاندي يرى أنه الأجدر لهذا السبب
والر المنحدر من أصول تايلاندية وآيرلندية، والذي يمتلك خبرة في صناعة الأفلام تمتد لـ 15 سنة، قال إنَّه شعر -بسبب أصوله التايلاندية- بأنَّه مخوَّل بأن يحكي القصة، وأنَّه سيمنحها طابعاً يركِّز على الطابع الشخصي الضيق للأحداث.
وأضاف "سيكون هناك الكثير من الأشخاص الذين سيبدون آراءهم حول ما إذا كُنت أنا الشخص المناسب لإخراج هذا الفيلم، لكنَّني أقوم بإخراج أحد الأفلام التي تدور حول هذه القصة. وقد لا يكون هو (الفيلم الوحيد) بالضرورة".
ورفض الإفصاح عن ميزانية الفيلم وطاقم الممثلين والعاملين.
والحكومة بدورها لن تتركهم
وبقي الصبية التايلانديون الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاماً على قيد الحياة عن طريق شُرب المياه التي تقطر من على جدران الكهف، قبل أن يكتشف غواصون خبيرون مكانهم يوم 2 يوليو/تموز 2018 بعد 9 أيام من فقدانهم.
ويمتد الكهف الضخم الذي احتجز فيه الفتية ومدربهم ويطلق عليه Tham Luang Nang Non في مقاطعة شاينغ راي تحت سفح جبل لمسافة تصل إلى 6 أميال.
وقد تم إنقاذهم على مراحل بعد أن بقوا عالقين في الكهف لنحو أسبوعين وتم انتشال ثمانية صبية أولاً ثم تم إنقاذ البقية على مراحل.
وقدر مجلس إنقاذ الكهف البريطاني أن الأولاد كانوا على بعد حوالي 1.2 ميل داخل الكهف وعلى بعد أكثر من نصف ميل من السطح. تقديرات أخرى تضعهم على بعد 2.5 ميل داخل الكهف.
وقد استحوذت الحكومة بعد ذلك وتحكَّمت في جميع أنواع الاهتمام التي تدور حولهم، إذ يجب أن تخضع جميع اقتراحات إنتاج الأفلام، بالإضافة إلى طلبات إجراء المقابلات مع الصبية أو عوائلهم، إلى لجنة حكومية.