تأهل فيلم Nothing To Declare (لا شيء أصرّح عنه) من بطولة 3 ممثلين سوريين، إلى قائمة الأفلام المرشّحة لنيل الأوسكار، عن جائزة أفضل فيلم روائي قصير عن دولة هولندا.
الفيلم من بطولة الممثلين السوريين يزن الحكيم وخالص ورّاق وراما طاهر، وهم بالأصل لاجئون في هولندا، ومن إخراج الهولنديّة هيتي دي كراوف وكتابة باستيان كروغر.
لا شيء أصرّح عنه.. طريق الخوف والجوع!
تدور أحداث Nothing To Declare الذي تبلغ مدّته نحو 20 دقيقة، حول 3 لاجئين (شابين وفتاة)، يضطرون للفرار من بلادهم بسبب الحرب، باتجاه أوروبا، أملاً في الحصول على حياة أفضل فيها.
وخلال رحلتهم الغريبة، يضطرون للصعود على متن صندوق شاحنة كبيرة، لتقوم بتهريبهم نحو مقصدهم الأخير.
في بداية الرحلة، يشعرون بالقلق والخوف من بعضهم البعض.
يحكون قصصهم، يتبادلون أحلامهم، وطموحاتهم، ومشاريعهم التي ينوون فعلها عندما يصلون إلى أوروبا.
ومع مضي الوقت، يبدأون في الالتصاق ببعضهم البعض في هذا الفضاء الصغير، ليثبت أن أجمل لحظات الصداقة والدفء والحميمية تأتي مع خلال الواقع المريع الذي يعيشونه في هذه الرحلة، ولكن فجأة، تتوقف الشاحنة.
أحلامهم الورديّة على سقف الشاحنة الفاحم!
تمضي الأيام ويبدأ الطعام والشراب بالنفاد، ولا تزال الشاحنة متوقفة وسط الطريق، ولا أحد ينقذهم من داخلها.
في هذه اللحظات المليئة بالشفقة، وبين تذكرهم لحياتهم السابقة، وتأملهم لأحلامهم المنتظرة، يُطرح السؤال الأهم: هل يصلون إلى وجهتهم النهائية؟
الفيلم مأخوذ عن قصّة حقيقية
المخرجة الهولنديّة هيتي دي كراوف، قالت لـ "عربي بوست" إنها "تأثرت كثيراً بأزمة اللاجئين، وبالصعوبات التي يواجهونها بعد فرارهم من بلادهم التي مزقتها الحرب، وإن وجودهم في هذه الأوضاع المروعة ليس خياراً شخصياً، لكن السياسة هي من وضعتهم به".
وأشارت دي كراوف إلى أن خبراً لفت انتباهها كان يتحدث عن العثور على شاحنة مهجورة في النمسا، مع 71 جثّة من نساء وأطفال ورجال، قام المهربون بالفرار وتركوهم وحيدين وسط الطريق.
وأضافت: "الخبر الذي قرأته كان غير مكتمل، فقد نسي الصحافي أن يتحدث عن آمال هؤلاء الأشخاص، وأحلامهم، وطموحاتهم، وحول النكات التي كانوا يلقونها على الطريق، والمحادثات التي أجروها، والصداقات، لذلك قرَّرت أن أكمل الخبر بطريقتي، عبر صناعة فيلم مستوحى من القصة".
المخرجة الهولنديّة، أكّدت أن الفيلم لم يستعن بممثلين محترفين، بل بأشخاص فرُّوا فعلياً من سوريا إلى أوروبا.
ومن خلال المحادثات والارتجالات تم استخدام أجزاءً من قصصهم الشخصية، وإدراجاها في النص، الأمر الذي جعل الفيلم أكثر واقعية.
وقالت: "الأهم من ذلك هو أن أننا جميعنا بشر، بغض النظر عن المكان الذي وُلدنا فيه، والجنسيّة التي نحملها، أليس من قبيل المصادفة أنني ولدت في هولندا، وليس في سوريا؟".
وأعربت دي كراوف، عن أملها بأن يحظى الجمهور بنظرة ثاقبة على حياة اللاجئين، والصعوبات التي أُجبروا على خوضها خلال طريقهم.
تسليط الضوء على ما يقوم به المهربون!
يزن الحكيم (30 عاماً)، هو أحد أبطال الفيلم، أكّد لـ "عربي بوست" أن الفيلم يحاول أن يضع الجمهور الغربي عموماً، والجمهور الهولندي خصوصاً في الأجواء التي عاشوها خلال رحلة اللجوء الطويلة.
وأضاف: "قمنا أيضاً بتسليط الضوء على ما يقوم به المهربون، بالمخاطرة بحياتنا نحن اللاجئين، من أجل الحصول على المال، وعرّضونا للكثير من الخطر، الأمر الذي أدى لوفاة آلاف اللاجئين".
متى سيعرض الفيلم؟
سيبدأ العرض بحسب أحد أبطال الفيلم، خالص ورّاق (25 عاماً) يوم 29 سبتمبر/أيلول، في مهرجان هولندا السينمائي.
وأضاف لـ "عربي بوست"، أن الفيلم ينافس على العديد من الجوائز، أهمها أوسكار أفضل فيلم روائي قصير، وجائزة أفضل فيلم على مستوى هولندا.
ويعد اختيار القائمة القصيرة للأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم، عملية معقدة، تقوم بها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، المانحة لجوائز الأوسكار.
وتم تحديد موعد حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته الـ 91، يوم 24 فبراير/شباط 2019.