هنالك الكثير من المواقف التي تدفعنا أحياناً للتفكير في الانفصال عن شريك الحياة أو الخروج من علاقة لا تشعرنا بالارتياح، خاصة لمن توقفت طموحاتهم الزوجية عند مرحلة قضاء شهر عسل ممتع ومميز. أو لمن يظن أن التوافق الزوجي يقتصر على حب أنواع الطعام ذاتها، أو تشجيع فريق كرة قدم واحد، في وقت تصنع فيه الخلافات اليومية المعتادة والمشاكل الجذرية فجوة بين الشريكين، فإما أن يتمكنا من تجاوزها، أو أن تتكسر أحلامهم فوق صخرة الخلاف.
يوماً بعد يوم قد يكتشف المرء أن شريك حياته مختلف عنه، وأنه لم يعد توأم روحه، فالضغوط الحياتية اليومية والأزمات العميقة كالمرض والحوادث وفقدان الوظيفة والإنجاب وغيرها من الأزمات قد تضطر المرء إلى المواجهة في نهاية المطاف.
إذا كنت تفكر في الانفصال جدياً فعليك أولاً اللجوء للاستشارة إذا كان لدى الزوجين رغبة حقيقية وصادقة لعلاج المشكلة، ولكن هناك ثماني علامات في سلوكيات شريك الحياة بمثابة جرس إنذار ينبهك أنه قد "حان وقت الانفصال".
فقدان الاحترام المتبادل
في وقت ما يشعر الشريكان -أو أحدهما- بفقدان الاحترام المتبادل بينهما، ويعتبر هذا من أحد أسباب الطلاق الشائعة. قد يرى البعض أن الحب الشديد يغفر أن ينتقص الشريكان من كرامة بعضهما البعض، إلا أن فقدان الاحترام يؤثر سلباً عى العلاقة الرومانسية بينهما.
التحكم المفرط وحب التملك
العلاقة الصحية مع الشريك يجب أن تساعدك على عيش نمط حياتك والقيام باهتماماتك الخاصة والتواجد مع أصدقائك دون الشعور بالذنب. فاحذر الشريك الذي يقتحم خصوصياتك أو يريد أن يتجسس على اتصالاتك، أو لديه فضول مفرط لمعرفة رصيدك المالي أو مصروفاتك اليومية ويحاول التحكم بك مادياً.
لا يقوم أحد الطرفين أو كلاهما بإيجاد حل للنزاع
يوضح الباحث في العلاقات جون جوتمان أن الافتقار إلى التواصل ليس هو ما يفسد الزواج، بل بالأحرى عدم وجود حل فعَّال للنزاع. الأزواج الذين لم يطوِّروا طريقة لحل الخلافات دون الإضرار بالعلاقة ينتهي بهم الأمر إلى تجنب الخلاف والصراع. ما يعني أن أحدهما أو كليهما وصل إلى مرحلة اليأس، بحيث لا جدوى من محاولة حل الخلاف مع رفيقه. أو قد يعتبر أحدهما أو كلاهما كل نزاع معركة يتم كسبها عن طريق التنمر على الآخر لإجباره على الخضوع، ما يهم هو أن أحدهما قد استسلم. مع الوقت، يتم تراكم الاختلافات، مما يؤدي إلى فقدان الاحترام وزيادة المسافة والانسحاب التدريجي.
الشريك المزهو بنفسه
إذا كان شريك حياتك لا يرى في مرآته سوى نفسه، ولا يهتم براحتك واهتماماتك، فهو شخص غير جدير بوجودك إلى جواره على أقل تقدير.
الشريك المتطرف
إذا كان شريكك متقلب المزاج أو مجادلاً أو سيئ الطباع، فعليك الابتعاد عنه، لأن هذا النوع يبتزك عاطفياً باستمرار ويسلبك احترامك لذاتك.
تاريخ من الإساءة البدنية والعنف المنزلي
الحقيقة هي أنه، على الأرجح، إذا وقعت حادثة واحدة من العنف المنزلي فسيكون هناك المزيد. إذا كنت تشك في هذا اسأل نفسك السؤال التالي: إذا كانت لديك ابنة ضحية للعنف المنزلي، فهل تشجعها على البقاء متزوجة؟ نأمل أن يكون ردك "لا".
عندما تتعرض صحتك وسلامتك للخطر من خلال البقاء في الزواج فلا ينبغي أن يكون هناك شك حول ما إذا كان يجب عليك المغادرة.
شريكك يقوم بخيانتك
من المحتمل ألا يكون أحد الشريكين على استعداد للزواج، حتى لو بدا أنهما يريدان الزواج. قد يلومونك أيضاً على خيانتهم ويحملونك المسؤولية، وقد يتهمونك بأنك غيور جداً أو متحكم.
عندما تنكسر الثقة بهذه الطريقة المؤلمة يكون من الصعب التعافي، وإذا كان لشريكك علاقات متعددة فمن غير المحتمل أن يكون هناك ما يكفي من حسن النية لزواجك ليكون قابلاً للاستمرار. حتى إذا قررت البقاء في الزواج، فمن المشكوك فيه أنك ستتمكن من الوثوق تماماً بشريكك إذا قام بخيانتك عدة مرات.
عندما لا يمكنك تجاوز الخرق الكبير للثقة في الزواج رغم العديد من الجهود والمناقشات، فهذه علامة واضحة على أن زواجك قد يكون غير قابل للإصلاح.
شعورك بالشك الذاتي
عندما لا يعطي شريكك الأولوية لك، أو ما هو أسوأ من ذلك، عندما يقلل من قيمتك، يمكن أن تبدأ بالشعور بالشك الذاتي، يمكن أن يؤدي الإهمال المستمر وإخبارك بأن أفكارك ليست محل تقدير إلى انتقال هذه المشاعر إلى حياتك المهنية وعائلتك وأماكن اجتماعية أخرى. وقد تجعلك تشعر بأنك غير مهم، وتشك في كل القدرات التي كنت واثقاً فيها من قبل.
الأسوأ هو عندما يبدأ شريكك في جعلك تشعر أن كل شيء هو خطأك، ويرفض النظر إلى نفسه في المرآة، وإدراك أن الزواج يتعلق بالحل الوسط والعمل على حل الأمور، فقد يكون ذلك مؤشراً على أنه من الصعب أن تستمر العلاقة.