استُشهد عشرات الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وأفادت تقارير بأن القصف العنيف يوم الإثنين 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري استهدف منزلاً مأهولاً في المخيم؛ ما أسفر عن سقوط أكثر من 17 شهيداً، وعشرات الإصابات.
الاستهداف لم يكن الأول من نوعه الذي يشهده مخيم النصيرات خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ إذ يمثل المخيم بوابة لمناطق جنوب قطاع غزة، ما يجعله يشهد الكثير من الأحداث.
فيما يلي نستعرض تاريخ مخيم النصيرات وأبرز المعلومات عنه، باعتباره أحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.
ثالث أكبر مخيمات اللاجئين بالقطاع
يُعد مخيم النصيرات هو ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين، يسبقه من حيث الكثافة والمساحة مخيم جباليا ومخيم الشاطئ.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فقد أنشئ مخيم النصيرات منذ عام 1948، وبلغت مساحة المخيم سنة الإنشاء حوالي 10 كيلومترات مربعة تقريباً.
الموقع وعدد اللاجئين
يقع مخيم النصيرات في منتصف قطاع غزة، ضمن "المنطقة الوسطى" جنوب غرب مدينة غزة، وذلك على ساحل البحر المتوسط. وهو يبعد عن مدينة دير البلح حوالي 2.5 كم وعن مدينة غزة 10 كم تقريباً.
يحده من الغرب البحر المتوسط؛ ومن الجهة الشمالية وادي غزة؛ ومن الجنوب قرية الزوايدة؛ ومن الشرق مخيم البريج للاجئين.
بلغ عدد سكان مخيم النصيرات عند إنشائه أول الأمر 16 ألف نسمة، قبل أن يرتفع العدد إبان حرب النكسة عام 1967، ويبلغ حوالي 17 ألفاً و600 نسمة.
وقد ارتفع عدد السكان إلى ما يزيد على 28 ألف نسمة بحلول عام 1987، وبلغ حسب تقديرات جهاز الإحصاء المركزي منتصف العام 2023 حوالي 37 ألف نسمة تقريباً.
تاريخ المخيم وسبب التسمية
قديماً كانت أراضي منطقة النصيرات مشاعاً يغلب عليها نبات الحلفا العشبي، إلى أن قام الجيش البريطاني بإقامة معسكرات كبيرة عمل على توطين بعض العائلات اليونانية فيها بعد ترحيلهم من بلادهم أثناء الحرب العالمية الثانية.
وقبل النكبة، كان مخيم النصيرات عبارة عن معتقل عسكري في فترة حكومة الانتداب البريطانية، وما زالت بعض مبانيه قائمة حتى التي تُسمى "الكلبوش"، وتسكنها بعض العائلات.
مع حلول نكبة العام 1948 وفد إلى المخيم نحو 16 ألف لاجئ فلسطيني أغلبهم من سكان منطقة بئر السبع وأسدود وعسقلان والقرى الجنوبية. وقد تمت تسمية المخيم بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة النصيرات البدوية التي كانت تستقر في تلك المنطقة قبل أن تتحول إلى مخيم.
تتصف أراضي مخيم النصيرات بأنها سهلية تغلب عليها الكثبان الرملية، خاصة المناطق المحاذية لساحل البحر، التي تُزرع فيها أشجار الزيتون وكروم العنب الذي يعد المحصول الأساسي هناك. وتشتغل نسبة كبيرة من ساكنيه بمهنة الصيد.
مواقع أثرية
يتمتع مخيم النصيرات بعدد من المواقع والمعالم الأثرية، ومن أبرزها تل أم عامر، وهو عبارة عن مدينة وكنيسة بيزنطية تم اكتشافها عام 1995.
إضافة إلى تل عجول، وهو منطقة أثرية غنية بالآثار والمصكوكات وتقع بالقرب من وادي غزة جنوب شمالي المخيم، وغير ذلك العديد من المواقع الأخرى.
تداعيات حصار المخيم
تسبب الحصار المستمر على قطاع غزة، والممتد منذ أكثر من عقد من الزمان، في حياة أكثر صعوبة بالنسبة لجميع اللاجئين في المخيم تقريباً، وهو يعاني الآن وفقاً لمنظمة الأونروا من نسب بطالة مرتفعة ومن الفقر المدقع وتردي وضع مصادر المياه.
واليوم، تستطيع قلة فقط من العائلات إعالة نفسها وتعتمد نسبة كبيرة من السكان على برامج المساعدات النقدية والغذائية التي تقدمها الأونروا.