كانت خوتولون، الابنة الوحيدة للزعيم المغولي كايدو، وحفيدة جنكيز خان، وهي أميرة ومحاربة مخيفة تم تخليد ذكرها في التاريخ بسبب شجاعتها وقوتها البدنية الاستثنائية التي فاقت قوة كثير من الرجال.
من هي الأميرة خوتولون؟
حكم الزعيم كايدو خان، تشانغ تاي، مقاطعة شينجيانغ الصينية اليوم، وآسيا الوسطى، وكانت خوتولون طفلته المفضلة والمقربة التي ولدت نحو عام 1260.
كانت ابنة كايدو خان الحفيدة الكبرى لجنكيز خان، وابنة عم قوبلاي خان الذي أسس سلالة أسرة يوان الصينية، وقد قاتلته خوتولون إلى جانب والدها لحماية أسلوب حياة المغول البدوي لخانات تشانغ تاي ضد الأساليب الصينية التي اعتمدتها أسرة قوبلاي.
قوتها البدنية ومهاراتها في الرماية وركوب الخيل والمبارزة جعلتها الرفيق المثالي للملك، فكانت بمثابة اليد اليمنى له أثناء المعركة.
كما كانت تركب خيلها بجانبه، وتأخذ الأسرى على ظهور الخيل خلفه.
معاً، حارب الاثنان جيوش أسرة يوان، وأبقيا سيطرتهما على غرب منغوليا والصين. إضافة إلى المساعدة في حملاته العسكرية، اعتمد كايدو أيضاً بشكل كبير على خوتولون للحصول على المشورة العسكرية والسياسية.
اشتهرت الأميرة القوية ببراعتها الرياضية والقتالية وقوتها البدنية الفائقة، فرفضت الزواج بأي خاطب ما لم يتمكن من هزيمتها في نزال من المصارعة.
وقد جمعت الخيول من أي رجل لم يستطع التغلب عليها، ويقال إنها جمعت 10 آلاف حصان من الخاطبين الفاشلين الذين أخفقوا في الانتصار عليها، وجمعت قطيعاً ضخماً في ذلك الوقت ناهز ما امتلكه الأباطرة من الحيوانات.
تخليدها في التاريخ على يد ماركو بولو والمؤرخين
يأتي الكثير مما هو معروف عن خوتولون اليوم في الوثائق والروايات التاريخية مما كتبه عنها الرحالة الإيطالي ماركو بولو والمؤرخ الفارسي رشيد الدين فضل الله الهمذاني، لذا فإن كثيراً من التفاصيل التاريخية المحيطة بحياتها ضبابية وغير معروفة، وهناك عدة روايات مختلفة عن زواجها في نهاية المطاف.
وقد كتب ماركو بولو أن خوتولون كانت "قوية في جميع أطرافها، وطويلة جداً وضخمة البنية، لدرجة أنه قد يُعتقد أنها عملاقة" وأنها كانت "قوية جداً بدنياً، بحيث لم يكن هناك شاب في المملكة يمكن أن يغلبها، لكنها هزمتهم جميعاً".
إضافة إلى ذلك، كتب ماركو بولو أن شجاعة خوتولون في المعركة لا يعلى عليها في جيش والدها، وأن طريقتها المفضلة في القتال كانت الاندفاع في خضم المعركة، والاستيلاء على فارس عدو، وسحبه إلى خطوطها لكي يفتك به أتباعها من المقاتلين.
مسابقات قتالية لاختيار زوجها المستقبلي
وفقاً لماركو بولو، عندما بلغت خوتولون سن الرشد، أراد كايدو تزويجها. ومع ذلك، رفضت الأميرة، مشترطةً أنها لن تتزوج إلا الرجل الذي كان قادراً على هزيمتها في رياضتها المفضلة، وهي المصارعة.
وافق كايدو على طلب ابنته وسمح لها بالزواج بالرجل الذي تختار. كانت خوتولون قد أعلنت في جميع أنحاء الإمبراطورية المغولية أن أي رجل مرحب به لتحديها في المصارعة. إذا هزمها الرجل فستكون زوجته، أما إذا خسر الرجل أمامها، فعليه أن يعطيها 100 حصان. ولهذا جمعت في نهاية المطاف الآلاف من الخيل دون أن تجد مبتغاها.
الأمر لم يدم طويلاً بهذا الشكل، إذ تقول إحدى روايات حياة الأميرة المغولية بعد هذه الفترة، أنها أدركت أن هناك شائعات بأنها كانت على علاقة مُحرمة بوالدها؛ وذلك لفرط قربها منه وملازمتها له.
ولكنها بعد أن أدركت الآثار السلبية لهذه الشائعات على سمعة والدها، اختارت الزواج برجل دون مصارعته للمرة الأولى.
وتقول رواية رشيد الدين إنها وقعت أخيراً في الحب وتزوجت حاكماً مغولياً من حكام فارس، الذين عُرفوا بحكام الدولة الإيلخانية الفارسية، وهو غازان خان، الذي حكم في الفترة من 1295 حتى وفاته في 1305.
وفي روايات أخرى تداولتها بعض المصادر الثقافية والتاريخية، تزوجت خوتولون سجيناً فشل في اغتيال والدها. لكن في كل الأحوال، فقد وافقت الأميرة أخيراً على أن تأخذ زوجاً لكنها لم تهزمه كمصارع، وكانت هيمنتها الرياضية دون منازع.
تعيينها قائدة لجيش الدولة بعد وفاة والدها
أراد كايدو أن يسمي ابنته الخان التالي للإمبراطورية بعد وفاته، ولكن تحت ضغط شديد من إخوتها الأربعة عشر، رضخ. وبدلاً من ذلك، منح شقيقها أوروس الخلافة من بعده لكي يكون الحاكم التالي.
وقد وافقت خوتولون على تقديم دعمها السياسي لشقيقها أوروس مقابل منصب قائد الجيش. وقد حافظ الشقيقان على تحالفهما المتين في إدارة الدولة حتى وفاتها لأسباب غير معروفة عام 1306.