تُقدم في حفلات الزفاف والجنازات.. «الرقصة» الغريبة التي كرم بها سكان نيوزيلندا الأصليون ضحايا المسجدين

أدت مجموعات مختلفة من السكان الأصليين في نيوزيلندا رقصة "هاكا - Haka" خارج مسجد النور في كرايستشيرش، حيث توفي 50 من المسلمين في هجوم إرهابي شنه يميني متطرف

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/18 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/18 الساعة 10:41 بتوقيت غرينتش
Students perform the Haka during a vigil to commemorate victims of Friday's shooting, outside Masjid Al Noor mosque in Christchurch, New Zealand March 18, 2019. REUTERS/Jorge Silva

أدت مجموعات مختلفة من السكان الأصليين في نيوزيلندا رقصة "هاكا – Haka" خارج مسجد النور في كرايستشيرش، حيث توفي 50 من المسلمين في هجوم إرهابي شنه يميني متطرف يوم الجمعة 15 مارس/آذار على اثنين من مساجد المدينة.

وبينما وقف عدد من المشيعين بصمت أمام إكليل زهور تذكاري بالقرب من مسجد "دينز أفينيو" لتكريم الضحايا، جاءت مجموعات مختلفة من شعب الماوري (الشعوب الأصلية في نيوزيلندا) وقاموا بأداء "رقصة الحرب التقليدية".

وتبدو للوهلة الأولى هذه الرقصة غريبة، أو غير ملائمة لفكرة تكريم الضحايا، لكنها في الواقع رقصة مهمة لشعب الماوري، فما قصتها؟

رقصة الهاكا

هي رقصة حرب قديمة لشعب الماوري، والتي تُقدم في حفلات الزفاف والجنازات وتتحدى المنافسين في المجال الرياضي، وعلى الأخص فريق الركبي All Blacks النيوزيلندي.

وتعد رقصة احتفالية أو رقصة تحدّ في ثقافة الماوريين. وتتميز الرقصة بأنها تؤدى عبر مجموعة، مع استخدام حركات قوية والضرب بالقدمين مع إيقاع صاخب.

وعلى الرغم من ارتباطها بشكل عام بالتحضيرات التقليدية للمحاربين الذكور، فإنه يتم تنفيذ الهاكا من قِبل كل من الرجال والنساء.

هذه الرقصة لها أنماط مختلفة تؤدى طبقاً للوظيفة الاجتماعية داخل ثقافة الماوري. إذ يتم إجراء الهاكا للترحيب بالضيوف المتميزين، أو للاعتراف بالإنجازات أو في المناسبات الاحتفالية أو الجنازات.

الهاكا في المدارس والرياضة

وتنتشر مجموعات Kapa haka (وهو الاسم الذي يطلق على المجموعات التي تؤدي الرقصة) بشكل شائع جداً في المدارس. وتقام المسابقة الرئيسية للفنون الأدائية الماورية، Te Matatini، كل عامين. وربما يفسر هذا ظهور مجموعة من طلاب المدارس وهم يؤدون الرقصة تكريماً لضحايا هجوم المسجدين.

وكان لممارسة الفرق الرياضية النيوزيلندية أداء رقصة الهاكا قبل مبارياتها الدولية السبب وراء جعل هذه اللعبة معروفة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.

بدأ هذا التقليد مع جولة فريق كرة القدم النيوزيلندية الأصلية 1888-1889 وقام بها فريق اتحاد الرجبي النيوزيلندي ("كل السود") منذ عام 1905. ويعتبر بعض الماوري هذا الاستخدام شكلاً من أشكال الاستيلاء الثقافي.

تاريخ رقصة الهاكا

تم تعريف "الهاكا" عن طريق الخطأ من قِبل أجيال من غير المطلعين، على أنها "رقصات حرب". في حين أن الأساطير الماورية تضع "هاكا" كرقص "حول الاحتفال بالحياة".

وفقاً لقصة نشأتها، فإن إله الشمس، تاما-نوي-تي-را، كان له زوجتان، الخادمة الصيفية هين-راوماتي، وخادمة الشتاء هين تاكورا. نشأت هاكا هند إنجاب ابن هين-راوماتي من إله الشمس، تان روري، إذ يظهر الهواء في الأيام الحارة مرتعشاً كأنه يرقص.

في أيام الصيف الحارة، يتم تجسيد التشوه "الجوي المتلألئ " للهواء المنبعث من الأرض، على أنه "هاكا".

كان يتم تنفيذ الهاكا الحربية في الأصل من قِبل المحاربين قبل المعركة، ليعلنوا بها قوتهم وبراعتهم من أجل تخويف الأعداء. وكان يتم استخدام العديد من الإجراءات أثناء هذا الأداء، بما في ذلك التشوهات في الوجه مثل إظهار بياض العينين، وإخراج اللسان، ومجموعة واسعة من حركات الجسم التي تظهر القوة مثل الصفع على الجسم والدوس بقوة على القدمين.

وبالإضافة إلى الكلمات التي يرددونها بهتاف عالٍ، يتم استخدام مجموعة متنوعة من الصراخ. يمكن فهم "هاكا" على أنه نوع من السيمفونية التي تمثل فيها الأجزاء المختلفة من الجسم العديد من الأدوات. تتحد اليدان والذراعان والساقان والقدمان والصوت والعينان واللسان والجسم ككل للتعبير عن الشجاعة والإزعاج والفرح أو غيرها من المشاعر ذات الصلة بالغرض من هذه المناسبة.

في العصر الحديث، تم تشكيل أنواع مختلفة من "الهاكا" لتؤديها النساء وحتى الأطفال.

تحميل المزيد