لفت "شبشب" كان يرتديه أحد مقاتلي القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس وهو يسحب الجندي الإسرائيلي داخل نفق ملقى على الأرض وعليه آثار دماء، نشطاء مواقع التواصل الذين عبروا عن انبهارهم بقدرة هذا الشبشب الذي غلب "البساطير" العسكرية لجيوش المنطقة كلها، حتى شبهوه بالصندل الفيتنامي الحربي "هو تشي منه" الذي انتعله الفيتناميون في حرب العصابات الفيتنامية، وكان واحداً من عوامل الانتصار على الأمريكان.
جاء ذلك على خلفية بث كتائب عز الدين القسام، الأحد 26 مايو/أيار 2024، مقطع الفيديو، بعد إيقاعها بقوة إسرائيلية بكمين محكم خلال عملية مركَبة عصر السبت شمال قطاع غزة؛ حيث استدرجوا قوة إسرائيلية لأحد الأنفاق بمخيم جباليا.
فما هي قصة هذا الشبشب الذي تحول في بضع ساعات إلى موضة حتى أصبح الجميع يتساءل عن اسم ماركته رغبةً بشرائه؟ وما هي الأحداث التاريخية التي كان حليفاً فيها؟
صندل "هو تشي منه" عدة المقاتلين في العمليات العسكرية
وفقاً لموقع forbes india كان "هو تشي منه" الصندل المطاطي صانع تاريخ فيتنام، حيث كان حليف كل التضاريس، والمعارك والمرافق لمؤسس الدولة الفيتنامية الشمالية.
وقد بدأ الفيتناميون في صنع الصنادل المطاطية لأول مرة في أواخر الأربعينيات، تحديداً عام 1947 خلال حرب الهند الصينية الأولى ضدَ الفرنسيين، مستخدمين إطارات شاحنة عسكرية تعرضت لكمين، ومكَّنتهم صنادلهم الزهيدة من السير في الغابات والتلال والوحول في أصعب الظروف.
وفي وقت لاحق خلال حرب فيتنام أصبحت الأحذية البسيطة، والمتينة رمزاً لإبداع قوات الفيتكونغ وهي حركة مقاومة مسلحة فيتنامية نشطت بين عامي 54 و76 وحاربت القوات الاستعمارية الفرنسية والأمريكية.
ومع الوقت بات أغلب المقاتلين، يصنعون الصنادل، من إطارات مركبات الفرنسيين، بعد أن ثبتت كفاءتها في تنقلاتهم داخل الغابات، وخلال تنفيذ الهجمات ضد القوات الغازية، وبات السير بين الأشجار والأدغال وفي الجبال الفيتنامية على المقاتلين الذين كانوا حفاة بالأساس، أكثر سهولة، حتى في حال هطول الأمطار وغرق الصندل في الوحل، فإن عملية التنظيف بالماء كانت سهلة للغاية.
شبشب "هوتشي منه" نسبة إلى اسم الرئيس الفيتنامي
ولا تزال تسمية "هو تشي منه" مرتبطة بشكل وثيق بصورة الرئيس هو شي منه،
فبحسب موقع vietnamnet يطلق عليها الكثير من الناس اسم "صنادل العم هو" لأنها كانت من الأحذية المميزة للرئيس الراحل أثناء الحرب وكذلك في أوقات السلم.
لذلك أطلق الفرنسيون اسم الرئيس على الصندل، نظراً للرمزية التي تمتع بها، وحتى إنه عرض في متحف الرئيس الذي رافقه لأكثر من 20 عاماً في رحلة تحرير البلاد.
صندل "هو تشي منه" تراث قتالي يكاد ينقرض
في فترة ما بعد الحرب، بدا أن الصنادل ذات الإطارات منسية بسبب قلة استخدامها. كان هذا النوع المبكر من الصنادل متوفراً فقط باللون الأسود والخشن والثقيل بعض الشيء، صورة الصنادل المصنوعة من الإطارات تكاد تكون موجودة فقط في المتاحف والأغاني والقصص التي تتحدث عن فترة صعبة من الحرب في الماضي.
الصندل المخلد في المتاحف العسكرية
وتم إحياء الأحذية التاريخية، التي سقطت في العصر الحديث في غياهب النسيان، مؤخراً من خلال جهود Nguyen Tien Cuong، مؤسس ومالك العلامة التجارية King of Tire Sandals، وحملت علامته التجارية ارتباطاً بالجيش في عبارة "ارتداء الصنادل المصنوعة من الإطارات يجعلك تشعر بالقوة".
وقدمت Vua Dep Lop صنادلها المطاطية إلى الخارج على مدار السنوات الست الماضية. نظراً لأن عملاءها هم من الأجانب في المقام الأول، فمن المقدر أن الصنادل سافرت إلى 60 دولة ومنطقة حول العالم بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة واليابان والصين.
تخليداً لخدمة هذا الصندل للمقاتلين في عملياتهم العسكرية ضد القوات الأمريكية، يُعرض صندل هو تشي منه في المتاحف العسكرية الأمريكية. ويمكن العثور عليه في متحفين رئيسيين: متحف "نيفي سيل" التابع للقوات الخاصة الأمريكية، ومتحف بريتزكر العسكري الوطني. يضم متحف بريتزكر آلاف المقتنيات والمتعلقات العسكرية التاريخية، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الكتب العسكرية.
ومع إعلان "أبو عبيدة" ونشر كتائب القسام للمقطع، سارع الجيش الإسرائيلي إلى نفي الخبر، مدَّعياً أنه "لا يوجد حادث اختطاف جندي"، كما صرَّح بذلك المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي. كما تصدر وسم "أسر -جنود" منصات التواصل في العديد من الدول العربية ابتهاجاً بإعلان "أبو عبيدة" وفيديو أسر الجندي، مبدين إعجابهم بالمنظومة المتكاملة التي تمتلكها القسام من الناحية العسكرية والإعلامية التي تتفوق على "الجيوش العظمى".