- نشأة جدعون ليفي: والدان مهاجران وولدان منفصلان عنهما
- جدعون ليفي.. خدمة في الجيش الإسرائيلي ثم الانتقال للصحافة
- تغطية الأخبار من الضفة الغربية كانت اللحظة الفارقة
- حتى أصبح "يخجل من كونه إسرائيلياً"
- "إسرائيل دولة خطيرة"
- من حل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة
- في 2010: هل تساءلنا لماذا تطلق حماس الصواريخ؟
- يؤيد مقاطعة إسرائيل
- كتابان ضد إسرائيل
- مكروه في إسرائيل
برز اسم الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية ومنها العالمية لتكريسه أكثر من 30 عاماً من حياته المهنية في توثيق جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين، حتى بات صحفياً تكرهه تل أبيب على صعيد رسمي، وأيضاً على صعيد شعبي بشكل ملاحظ.
الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي يرى أن إسرائيل دولة فصل عنصري، ويعد من رافضي تأسيس دولة يهودية على أساس ديني، كما ينادي بدولة توفر حقوقاً متساوية لجميع المواطنين من اليهود والفلسطينيين.
نشأة جدعون ليفي: والدان مهاجران وولدان منفصلان عنهما
ليفي ولد في تل أبيب بالعام 1953 لعائلة يهودية هاجرت من تشيكوسلوفاكيا (انقسمت عام 1993 إلى دولتين هما جمهورية التشيك وجمهورية سلوفاكيا) هرباً من النازية.
والده هاينز (تسفي) لوي، الذي ولد في بلدة "ساز" في تشيكوسلوفاكيا ودرس القانون في جامعة براغ (الآن في التشيك) هرب على متن رحلة نظمها يهوديان سلوفاكيان مع 800 آخرين في العام 1939 ضمن موجة الهجرة اليهودية بتنظيم من المنظمات الصهيونية إبان حكم الانتداب البريطاني.
ثم لحقت والدته ثيا، التي قدمت من أوسترافا في تشيكوسلوفاكيا، بوالده وتم وضعها في أحد الكيبوتسات، كما أشار في مقالٍ كتبه لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
عاشت العائلة في فقر في البداية، إذ افتتح والده الحاصل على الدكتوراه في القانون مخبزاً في هرتسليا مع أخته، ثم عمل عامل توصيل للكعك ثم للصحف، قبل أن يجد وظيفة مكتبية، حيث عمل كاتباً.
ثم أصبح وضع العائلة المادي مريحاً نسبياً؛ بعد حصولها على تعويضات المحرقة النازية التي قتل فيها أجداده، وفقاً لصحيفة The Independent البريطانية.
ليفي قال إن والده تعرّض للتهميش في إسرائيل التي أُعلن قيامها بعد أقل من 10 سنوات من هجرته، إذ ظن والده أنه سيهاجر إلى وطن موعود، لكنه شعر أنه لا يزال لاجئاً. حتى إن ذلك أشعر جدعون نفسه بالخجل من أصل والديه، لدرجة أنه غير لقبه من لوي إلى ليفي، الذي يستخدمه حتى اليوم.
تزوج ليفي ولديه ولدان يعيشان بعيداً عنه، كما انفصل عن زوجته. ولداه خدما في الجيش الإسرائيلي، ويحملان الأفكار الإسرائيلية السائدة، على عكس والدهما الذي لا يزال يعيش في تل أبيب، كما أنهما لا يقرآن أي شيء من أعماله.
جدعون ليفي.. خدمة في الجيش الإسرائيلي ثم الانتقال للصحافة
خدم ليفي نفسه في الجيش الإسرائيلي (1974) حيث عمل مراسلاً لإذاعة الجيش، ثم عمل مساعداً ومتحدثاً باسم شمعون بيريز في الفترة من 1978 إلى 1982، وذلك حينما كان بيريز زعيماً لحزب العمل الإسرائيلي، حسب تقرير لصحيفة "هآرتس" اليسارية.
بعدها مباشرةً (1982) بدأ الكتابة لصحيفة هآرتس الإسرائيلية اليومية، حيث عمل نائب رئيس التحرير لـ 5 سنوات. غطى ليفي ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، رغم أنه لم يعرف العربية.
في العام 1988، بدأ كتابة عمود بعنوان "منطقة الشفق" حيث كان يوثق الجرائم والانتهاكات بحق الفلسطينيين.
سريعاً ما أصبح ضيفاً يظهر بشكل دوري على شاشة التلفزيون، وذلك بعد مشاركته في برنامج "لقاء شخصي مع جدعون ليفي" الأسبوعي، الذي بُث عبر القناة الثانية.
تغطية الأخبار من الضفة الغربية كانت اللحظة الفارقة
قال ليفي في العام 2009 إن وجهات نظره بشأن سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين تطورت، عندما بدأ تغطية أخبار الضفة الغربية، وإنه قبل ذلك كان "مغسول الدماغ".
"عندما بدأت تغطية الضفة الغربية لأول مرة لصحيفة هآرتس، كنت صغيراً ومغسول الدماغ" – جدعون ليفي
مشيراً إلى أن المعاملة التي رأى الفلسطينيون يتلقونها كانت صادمة، وأخذ يقنع نفسه أنها استثناءات، حتى وصل لاحقاً لخلاصة أنها جوهر سياسة الحكومة الإسرائيلية.
"كنت أرى المستوطنين يقطعون أشجار الزيتون، والجنود يسيئون معاملة النساء الفلسطينيات عند نقاط التفتيش، وأفكر أن هذه استثناءات، وليست جزءاً من سياسة الحكومة، لكن استغرق الأمر مني وقتاً طويلاً حتى أدركت أن هذه لم تكن استثناءات، بل كانت جوهر سياسة الحكومة" – جدعون ليفي
حتى أصبح "يخجل من كونه إسرائيلياً"
تطورت أفكار الصحفي اليساري حتى بات يعرف نفسه أنه منتمٍ لتيار اليسار اليهودي، بعد أن كان جزءاً من اليسار الصهيوني. فيما أصبح من معارضي بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية باعتباره "المشروع الأكثر إجراماً في تاريخ [إسرائيل]"، كما أشار في مقال كتبه مع صحيفة "هآرتس".
خلال حرب إسرائيل على غزة بالعام 2023، دعا ليفي إلى "رفع الحصار الإجرامي" عن قطاع غزة، وذلك خلال لقاء تلفزيوني مع برنامج Democracy Now! الأمريكي، كما عارض حرب لبنان 2006.
ثم مع الحرب الإسرائيلية على غزة في العام 2007، قال إنها جعلته "يخجل من كونه إسرائلياً"، وأعرب في مقالاته مراراً عن أن مهمته الصحفية أن يكون الحجة لئلا يقوم الإسرائيليون "لم نكن نعرف".
كما كان من أبرز الأصوات المنتقدة للحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، وجاوزت شهرها السابع حتى وقت نشر هذا التقرير. كما انتقد منذ بداية الحرب "سجن 2 مليون إنسان والتحكم في مصيرهم" دون عواقب، وقال في مقال آخر إن "غطرسة إسرائيل تقف وراء اندلاع الحرب".
"إسرائيل دولة خطيرة"
بعد الحرب الإسرائيلية في العام 2008-2009 كتب مقالاً آخر في "هآرتس" يقول عنوانه إن "حرب غزة انتهت بفشل ذريع لإسرائيل"، وإن نتائج الحرب الأكيد أن "إسرائيل دولة عنيفة وخطيرة ولا يوجد لديها رادع أو قيد، وتتجاهل بشكل صارخ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بينما لا تهتم بالقانون الدولي".
من حل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة
ليفي كان يؤيد حل الدولتين، لكنه مع الوقت رأى الفكرة غير قابلة للتطبيق، ورفض تأسيس دولة يهودية على أساس ديني، وأصبح يؤيد حل الدولة الواحدة، حيث يشجع قيام دولة ديمقراطية واحدة تجمع اليهود والفلسطينيين، بها نظام يضمن العدالة لجميع المواطنين.
في 2010: هل تساءلنا لماذا تطلق حماس الصواريخ؟
وصف ليفي حماس بأنها "منظمة أصولية" لإطلاقها صواريخ القسام في عام 2010، لكنه قال في مقابلة صحفية: "السؤال الأول الذي يجب أن تطرحوه على أنفسكم هو لماذا أطلقت حماس الصواريخ. قبل أن أنتقد حماس، أفضل أن أنتقد حكومتي التي تتحمل مسؤولية أكبر بكثير عن الاحتلال والأوضاع في غزة".
يؤيد مقاطعة إسرائيل
يؤيد ليفي مقاطعة إسرائيل، ويعتبرها "الملاذ الأخير للوطن الإسرائيلي"، كما يشجع الأكاديمية والثقافية رغم أنه يرى أهمية المقاطعة الاقتصادية، وذلك في لقاء تلفزيوني آخر.
كتابان ضد إسرائيل
ألف ليفي كتابين حتى الآن؛ الأول نشره في العام 2010 بعنوان The Punishment of Gaza أو "معاقبة غزة" ويعرض فيه عملية "الرصاص المصبوب"، والعدوان الإسرائيلي على غزة في 2008/2009.
أما الكتاب الثاني فهو The Killing of Gaza: Reports on a Catastrophe أو "قتل غزة: تقارير عن النكبة"، ونشر هذا العام. كما أنه جمع مجموعة من مقالاته المنشورة بالعام 2004 تحت اسم "منطقة الشفق.. الحياة والموت في ظل الاحتلال الإسرائيلي".
مكروه في إسرائيل
جرأة ليفي في التعبير عن آراء غير رائجة البتة في الداخل الإسرائيلي تصور كيف يمكن أن يكون الموقف الرسمي وحتى الشعبي منه، إذ اتهم بــ"الخيانة"، و"الترويج لحماس"، كما تلقى تهديدات بالقتل، بل تعرض لإطلاق نار بشكل متكرر حمله على العمل من المنزل لفترة.