تختلف عادات عيد الفطر في الدول العربية، إذ تقوم كل دولة بالاحتفال به بطريقتها الخاصة حسب طقوسها والتقاليد المتوارثة منذ القدم، عيد الفطر على سبيل المثال له دلالة خاصة عند المسلمين ،بعد انقضاء شهر العبادة والصيام شهر رمضان.
في بلدان المغرب العربي توجد العديد من التقاليد الجميلة التي توارثها سكان هذه المنطقة منذ القدم فيما تتميز كل واحدة منها عن الأخرى بتقاليد إضافية وتشترك فيما بينها في أخرى
لباس تقليدي خاص وصلة الرحم
حسب موقع "BBC" في كل دول المغرب العربي تقوم سكان هذه المناطق بشراء أزياء تقليدية خاصة بمناطقهم لأول أيام العيد، إذ يلبس معظم الرجال الجلابة في كل من المغرب والجزائر أو الجابادور أو الكندورة في المغرب.
فيما تتزين النساء بأجمل أنواع القفاطين والأزياء التقليدية في المنزل بالإضافة إلى لبس جلابة خاصة عند الذهاب إلى صلاة العيد، بعد العودة من الصلاة تجتمع العائلة على مائدة الإفطار الخاصة بالعيد والتي تضم ألذ المأكولات والحلويات.
تعد الفطور تبدأ النساء في تجهيز الغداء فيما يقوم الأطفال بجمع العيدية وزيارة الجيران والأقارب رفقة رب الأسرة بالإضافة إلى استقبال الضيوف.
تصاحب عادات عيد الفطر في المغرب الطرب الأندلسي الذي يقوم المغاربة بتشغيله في جميع البيوت والذي يعد من التقاليد التي اعتاد عليها المغاربة في الأعياد كما تقوم القنوات المغربية بنقل العديد من الفرق التي تقوم بغناء هذا النوع من الطرب.
من بين أكثر عادات عيد الفطر في الجزائر، خروج الأطفال بحلة جديدة "من الأعلى إلى الأسفل"، ولا تبدأ فرحة عيد الفطر في الجزائر بدون رؤية فرحة الأطفال بهذه المناسبة الدينية، ومنذ القدم فإن اقتناء الأطفال ألبسة جديدة خصوصاً في عيد الفطر المبارك ركيزة أساسية في الاحتفال بالعيد.
ويبدأ اهتمام العائلات الجزائرية بشراء ملابس جديدة لأطفالهم وأبنائهم حتى قبل دخول شهر رمضان، أو منذ نصفه الثاني، إذ تملأ أسواق ومحلات بيع الملابس، لشراء "كسوة العيد" من الحذاء إلى السروال والقميص للذكور، والتنورات للبنات، إذ تظهر كالأميرات خلال عيد الفطر.
ولا يحلو عيد أطفال الجزائر دون شراء الألعاب والمفرقعات والبالونات مما جمعوها من "العيدية"، وتجدهم يتباهون فيما بينهم بألبستهم الجديدة وألعابهم.
أما في كل من تونس وليبيا وموريتانيا فلا تختلف العادات عن عادات المغرب والجزائر، إذ يقوم سكان هذه الدول باقتناء ملابس جديدة وصلة الرحم، كما يقوم الموريتانيون بالقيام بعرض لأشهر أنواع الرقصات الموريتانية في مجامعهم.
حق الملح هدية من رب الأسرة
حسب موقع "hespress" المغربي حق الملح أو التكبيرة كما يسميها البعض هي قيمة من قيم المغاربة الأصيلة، متأصلة في الثقافة المغربية، تحيل على أخلاق الكرم والعطاء والوفاء والتوادد بين مكونات المجتمع عامة وبين أفراد الأسر.
"حق الملح" عادة مغربية يكتنفها اعتراف وتقدير لتضحيات النساء خلال شهر رمضان، حيث يقدم رجال الأسرة هدايا لهن أواخر شهر رمضان الفضيل أو صبيحة يوم العيد كنوع من العرفان، هذه العادة موجودة في مختلف دول المغرب العربي.
حسب موقع "العين" يقول المختصون إن غلاء المعيشة كان سبباً في بداية اندثار هذه العادة من الجزائر خلال السنوات الأخيرة.
ومع ذلك، بقيت كثير من العائلات تحافظ على عادة "حق الملح" أو حق الطعام، وهي تكريم المرأة صبيحة يوم العيد بوضع مبلغ معين ورقي من المال أو خاتم من الذهب في كوب القهوة الذي قدمته للزوج.
توجد هذه العادة أيضاً في كل من تونس وليبيا وتختلف الأسماء بينهما في تونس تسمى حق الملح، أما في ليبيا فتسمى أيضاً لكبيرة.
عادات عيد الفطر.. حلويات وطبخ خاص
تعد النساء أواخر شهر رمضان في دول المغرب العربي مختلف أنواع الحلويات إلا أن هناك أنواعاً مميزة تشتهر خلال أيام العيد في المغرب لا تغيب الغريبة وكعب الغزال عن طاولة الحلويات، أما في الجزائر فيعد "قاطو العيد" أي حلوى العيد والتي يتبادل الجزائريون فيما بينهم كعربون محبة وود بين أفراد العائلة الجيران، حسب نفس الموقع.
تكون حلويات العيد الطبق الأول الذي يفتتح به التونسيون ساعات العيد الصباحية، وتعد منها التونسيات أنواعاً عديدة مختلفة المكونات والنكهات.
ولعل "المقروض" والمعد من السميد بعجينة التمر والمقلي، و"الغريّبة" التي تحضر من دقيق الحمص وزيت الزيتون وتطبخ في الفرن، من أشهر الأطباق الحلوة لتزيين طاولات البيوت التونسية في العيد، وتستقبل بهما ربات البيوت المعيدين مع القهوة أو المشروبات الغازية والعصائر.
أما وجبة الغداء فلها مكانة خاصة عند سكان المغرب العربي في المغرب، ويعتبر الكسكس من أهم الأطباق المقدمة في العيد، فيما تفضل بعض العائلات اللحم بالبرقوق أو الدجاج المجمر أو الرفيسة في العيد.
في الجزائر تعتبر أكلة "الشخشوخة" التقليدية الأكلة الأكثر رواجاً في معظم المنازل وهي الأكلة التقليدية التي يتفق الجزائريون على وصفها بـ"المعشوقة"، بينما تفضل عائلات أخرى تحضير طبق "الكسكسي" بمختلف أنواعه وباللحم الأحمر والدجاج، بالإضافة إلى أكلات تقليدية أخرى مثل "الرشتة" أو "التريدة" أو "لسان العصفور"، بينما تشتهر بعض مدن جنوب الجزائر بـ"شواء اللحم" خلال عيد الفطر.
حسب موقع "العين" تتكون أغلب أطباق الغداء عبر التراب التونسي يوم عيد الفطر مالحة وحارة وتتنوع بين الملوخية، التي ترمز رائحتها لدى البيوت التونسية إلى المناسبات، فتُعدّ بلحم الضأن الطازج الفواح مع الإكليل والزعتر العشبي اللذيذ.
أما في ليبيا فتعد وجبة العصيدة من أهم الأطباق المقدمة في أول أيام العيد، بينما في منطقة طرابلس تعتبر أكلة " السفنز" الوجبة الأكثر انتشاراً بين الناس في صبيحة يوم العيد، بينما تكون طبيخة البطاطا المطهوة من تحت يد الجدة هي وجبة الغداء المفضلة لدى كثير من العائلات الطرابلسية، حسب موقع "libyaobserver" الليبي.
حسب موقع "اليوم السابع" لا تختلف العادات الموريتانية عن باقي الدول المغاربية كثيراً فمن بين الأطباق المقدمة في أول أيام العيد الكسكس وطبق التيبوجن يعتمد هذا الطبق الشعبي خصوصاً على سمك "الكربين" الذي يصطاده صيادو موريتانيا من المحيط الأطلسي،، حيث تتكون من الأرز والبصل والبقدونس والجزر والباذنجان والفلفل والثوم ومعجون الطماطم الذي تستمد منه الوجبة لونها المميز.